الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"شباب توك": الشرذمة اللبنانية على الطاولة!

فاطمة عبدالله
"شباب توك": الشرذمة اللبنانية على الطاولة!
"شباب توك": الشرذمة اللبنانية على الطاولة!
A+ A-

يسعى جعفر عبد الكريم إلى عدم تحوّل برنامجه "شباب توك" ("دوتشيه فيلله" الألمانية، بالتعاون مع "الجديد") منبراً للجدل السفسطائي. يحطّ في ساحة الشهداء بعد جولات في العواصم، ويحاور وجوهاً ملَّها المُشاهد اللبناني وحفظ خطابها المُكرر أمام الكاميرات في كلّ مناسبة.


حمل عبد الكريم عبء الانقسام اللبناني، وأحضر ضيوفاً أرادهم اختزالاً لـ"لبنان التنوّع". وقف على مسافة من أفرقاء الصراع، وظلّ خلال تبادل التّهم واحتدام النقاش العبثي يراقب من بُعد، محافظاً على الهدوء والحياد. وإن تدخّل، لا يتبنّى موقفاً، ولا يوجّه الحوار لنصرة طرف، وهذا مردّه إلى الزاوية الأقل اشتعالاً التي تنظر عبرها "دوتشيه فيلله" إلى حروب العرب. لم تغب أزمات الشارع عن الحلقة، فحلّت نعمت بدر الدين من "بدنا نحاسب" عن الشعب الذي لا حول له، وأتقنت إعادة الشعارات، فيما سالم زهران يحاجج ممثل "تيار المستقبل" زياد ضاهر وممثل الكتائب سيرج داغر بالطائفية والإرهاب وغياب عقاب صقر.
يدرك المُشاهد الغارق بتنظير برامج "التوك شو" وعشوائية الوجوه أثناء النقل المباشر أنّ زهران وبدر الدين وباقي المناقشين لا يأتون بمفردات جديدة، والطاولات نشطت خلال الحراك تستنطق مطالبهم وآراءهم، حتى تكرّرت الأسئلة واستُهلكت الأجوبة، ولعلّه فات عبد الكريم، الآتي بحماسة لطرح هواجس الشباب اللبناني، أنّ التلفزيون هنا يمجّد الكلام الفارغ وحشو الهواء بالخواء وإفلاس الوجوه لفرط ما استُهلكت.
أتى الجميع محاولاً تلميع صورة الفريق الذي يمثّل. تحوّل النقاش من عرض الأفكار وتبادل الرأي إلى مرافعة سياسية تنزّه الجماعة عن الخطأ. أحدٌ لم يعترف بأنه قصَّر وتقاعس وساق جمهوره إلى الخيبة. يصبح الهمّ رمي الكرة في ملعب الآخر وادّعاء العفّة. جميلٌ في النقاش الأخذ والردّ، لا الاكتفاء بالصدّ والهجوم والنكران. يحضر عبد الكريم ضيوفاً صدّروا ما يكفي من شعارات ما عادت مقنعة، مقدّمين إلى المُشاهد نموذج الشرذمة اللبنانية. الناس العاديون يشبهوننا بالحاجات والشكوى والأمل. ليت البرنامج منحهم مساحة أكبر.


[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم