أربعة أشهر و لا يزال طمر النفايات قائماً على قدم وساق فوق نبع "عزيبة"

أربعة أشهر مضت، ولا تزال النفايات تُطمر بشكل دوري فوق نبع "عزيّبة" في جزين، في محلّة تسمّى "باطون"، دون أن يحرّك أحد ساكناً.
و"باطون"عبارة عن تلّة ترتفع 1300 متر عن سطح البحر، و تقع في خراج بلدة نيحا الشوفية، وتشرف على مدينة جزين من الشمال الشرقي، وتقع على بعد أمتار عدّة فوق نبع "عزيبة" الذي يعتبر من المصادر المهمّة التي تغذي المدينة بمياه الشفة.
وكانت كلّ الوعود بمعالجة هذه المشكلة البيئية من قبل المعنيين تبخّرت في الهواء، وتفاقمت أزمة النفايات مع الوقت، فبعد أن كانت ترمى في المحلّة أصبحت تطمر بشكل دوري لإخفاء آثرها، مهدّدة صحة وسلامة الأهالي في المنطقتين الذين يرتوون من نبع "عزيبه" الواقع على مدخل مدينة جزين لجهة باتر الشوفية.
وإزاء هذا الواقع حاولت "النهار" أخذ رأي رئيس بلدية جزين خليل حرفوش بالموضوع، الذي لم يجب على هاتفه الخاص، فكان حديث لعضو بلدية جزين مارون الحلو المتابع لهذا الموضوع والذي تحرّك مراراً لمعالجة هذه المشكلة عبر الإتصال بالمراجع المختصة ووسائل الإعلام دون أن يتمكن من الوصول الى النتيجة المرجوّة بوقف طمر النفايات.
وأكدّ حلو لـ"النهار" "أن ما يحصل فوق نبع "عزيبة" من طمر للنفايات عمل مرفوض لأنه يلوّث التربة وسيؤدي حتماً الى تلويث مياه نبع "عزيبه"، واعتبر حلو ان "التلكؤ في معالجة هذه المشكلة يقع على عاتق رئيس بلدية جزين لأنه يتذرّع بالمحافظة على حسن الجوار، لكن في الواقع هذه المشكلة تطال جيران جزين وتؤثر عليهم كما تؤثر على صحة وسلامة أبناء المدينة".
وكشف حلو "أنّ الأرض التي تُطمر فيها النفايات في محلّة باطون هي ملك لورثة عائلة ألبير سليم من جزين"، متأسفاً لسكوت أهالي جزين والفعاليات السياسية فيها عن هذه الكارثة البيئية التي لم نشهدها في عزّ الحرب في جزين.
وكانت جمعية "التنمية للانسان والبيئة" تحرّكت على خط هذه الأزمة البيئية المتفاقمة منذ أشهر في محاولة لإيجاد حلّ سريع، بعد أن وصلها مقطع فيديو من جمعية "درب الجبل اللبناني" التي كان أعضاؤها يقومون بنزهة رياضية في المكان وتفاجأوا بما يحصل في محلّة باطون ووثّقوا المشاهد بمقطع من الفيديو.
وأكدّ رئيس الجمعية فضل الله حسونة في اتصال مع "النهار" أنّ "ما يحصل في باطون مرفوض كلياً، ونحن ضدّه وندينه".
وأضاف حسوّنة :" إنّ عملية الطمر العشوائي للنفايات في تلك المحلّة لها تأثيرات سلبية جداً لناحية تلويث التربة والمياه الجوفية وبشكل خاص مياه نبع "عزيّبة"،ويفترض وقف هذا المكبّ فورا والبحث في حلول علمية مدروسة، والبلديّات مطالبة في الدرجة الأولى بمتابعة هذا الموضوع وإيجاد حلول له".
وأكدّ حسونة :" أنّ الجمعية ستتتحرّك باتجاه رئيس بلدية جزين ومحافظ الجنوب فضلا عن رؤساء البلديّات المعنيّة في الشوف ومحافظ الشوف، لوقف عملية الطمر فوراً في باطون، تمهيدا للتوصّل الى حلول مدروسة لمعالجة النفايات الموجودة في المحلّة ورفعها من المكان وفق الأسس العلمية ".
وأوضح حسونة "أنه تلقى اتصالا من أعضاء "جمعية درب الجبل اللبناني" اعترضوا فيه على طمر النفايات على علو 1300 متر ، مؤكدين "أن ما يحصل من تلويث للبيئة في تلك المحلّة يعدّ جريمة موصوفة، علماً أن الطمر يجري على المسار الذي يسلكه "درب الجبل" .