الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

خيمة اهالي المعتقلين ترفع اليوم.... انما المعاناة مستمرة!

المصدر: "النهار"
منال شعيا
منال شعيا
خيمة اهالي المعتقلين ترفع اليوم.... انما المعاناة مستمرة!
خيمة اهالي المعتقلين ترفع اليوم.... انما المعاناة مستمرة!
A+ A-

حين نصب اهالي المعتقلين في السجون السورية خيمتهم في حديقة جبران خليل جبران قبل عشرة اعوام، لم يزرهم الا قلة من الرسميين، كان في مقدّمهم الشهيد جبران تويني وبعض النواب الاخرين، مثل غسان مخيبر. يومها، اعتقد الاهالي ان خيمتهم ستضغط على المسؤولين وستوقظ فيهم ما تبقى من ضمير.


كان ذلك في 11 نيسان 2005. عشرة اعوام مرت على الخيمة، وعلى الاهالي. تعبوا. منهم من مات. منهم من مرض. منهم من عجز على النوم والاستيقاظ كل يوم في الخيمة. اكثر من شتاء قارس، واكثر من صيف مشتعل، مرّ عليهم. وهم يحاولون الصمود. لم يلتفت اليهم احد. باتت الخيمة عند المسؤولين، وكأنها ديكور. من من المسؤولين يتذكر اوديت سالم. تلك الام التي ماتت دهسا بالسيارة، وهي تقطع الطريق لتصل الى الخيمة، لتجدد في الخيمة، صورة والديها المفقودين منذ زمن؟ ومن من المسؤولين يتذكر فيوليت ناصيف، الام التي بقيت مصرة على عودة ابنها جوني، قبل ان تعرف ان جوني بات جثة مدفونة الى جانب عسكريين من الجيش اللبناني، دفنوا في ملعب في وزارة الدفاع اثر احداث 13 تشرين الاول 1990؟



هناك في الخيمة، صور واهال ولا تقدم في القضية. في الاساس، الخيمة نصبت قبل عشرة اعوام، من اجل المطالبة بتشكيل الهيئة الوطنية لمعرفة مصير المفقودين. وبعد جهد وصبر، باتت الهيئة اقتراح قانون نائم في ادراج مجلس النواب، فتشريع الضرورة لم يمر من امام معاناة الاهالي وحسرة امهات، وبكاء اطفال. كذلك، الهيئة لا تزال تنتظر مرسوما في مجلس الوزراء، هو الاخر عاجز عن الاهتمام بشؤون المواطنين منذ زمن!
ممارسة الضغط هذه توقفت عند حدود اقتراح قانون خطي. فالمسؤولون اعتادوا على وجود الخيمة، ربما لان الخيم تعددت في الاونة الاخيرة، فاعتقد المعنيون ان الاحتجاج لا بد ان يرافقه خيمة.
لهذه الاسباب، ولمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان، والذي يصادف اليوم، قرر الاهالي وجمعية "سوليد" ازالة الخيمة.
رئيس جمعية "سوليد" غازي عاد يشرح لـ"النهار": " قررنا ازالة الخيمة، لانها ادّت غايتها، وهي المطالبة بتشكيل الهيئة. صحيح ان الهيئة لم تصل الى خواتيمها، الا انها باتت على المسار الصحيح، ولا بد من تفعيل الخطوات".
في رأي عاد ان " بقاء الخيمة لم يعد يخدم قضيتنا، لان المسؤولين اعتادوا عليها، الى درجة انهم نسوها. لذلك، قررنا، وبالاتفاق مع جميع الاهالي، ازالة الخيمة من اجل اعطاء دفع اكثر لقضيتنا".
اختار الاهالي 10 كانون الاول، لما لهذا اليوم من رمزية، وقرروا خلاله اعلان موقفهم. وهم في الوقت نفسه، لا ينسون تويني الذي يصادف بعد يومين، الذكرى العاشرة لاستشهاده. تويني استشهد وهو لا يزال يطالب بمعرفة مصير المفقودين. اخر مقالة كتبها كانت عن المقابر الجماعية، واخر استجواب قدّمه في مجلس النواب، كان من اجل المطالبة بكشف مصير المفقودين وتحديد المقابر الجماعية المحتملة في المناطق اللبنانية، من اجل نبشها ومعرفة مصير المخفيين.
"لوبي سياسي": يريد عاد والاهالي تحريكه، الى جانب تحركات اخرى لا يكشف عنها اليوم.
يعي عاد انه لا بد من دفع لقضية المفقودين، لان المسؤولين يريدون دوما اهمالها، من هنا، جاءت فكرة ازالة الخيمة، من اجل تحريك ملفنا اكثر.
صحيح ان الجو السياسي اكثر من جامد، والفراغ يعمّ كل الملفات، كما المؤسسات، الا ان ملف المفقودين لا يعد يحتمل الانتظار. الاهالي يموتون، والابناء مفقودون، ولا بد من نتيجة. ربما اللوم ليس على من امضى مسيرته السياسية ، تابعا لسوريا وخاضعا لاوامرها، انما من رفع شعار التحرير اعواما، لكنه في منتصف الطريق نسي بشرا، مفقودين في اقبية السجون السورية! وما زاد الطين بلة، حرب سوريا التي اضاعت قضية المفقودين اللبنانيين وسط الدمار والقتل والعنف...

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم