الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

البغدادي يقهقه في الكهف !

راجح الخوري
البغدادي يقهقه في الكهف !
البغدادي يقهقه في الكهف !
A+ A-

لم تعد السماء السورية تتسع لمزيد من المقاتلات، صار الازدحام شديداً وبات يحتاج الى غرفة عمليات دولية للتنسيق الفضائي، فها هم البريطانيون يمخرون الأجواء بمقاتلاتهم بعد الإلمان الذين نزلوا في الأردن، والفرنسيين الذين ينطلقون من الأردن والامارات وحاملة الطائرات، وإذا تذكرنا حديث الأميركيين عن تحالف الـ٦٤ دولة لمحاربة الإرهاب، فهذا يعني ان حرباً كونية تخاض ضد "داعش".


ولكن يبدو ان ابو بكر البغدادي يستلقي في أحد الكهوف، مطمئناً الى ان الضجيج الفضائي لا يصنع حرباً حقيقية تقلقه، والمثير ان الكبار الذين أرسلوا مقاتلاتهم يدركون هذا جيداً، ففي ٢١ تشرين الثاني الماضي، أي بعد ستة اسابيع من بداية القصف الروسي في سوريا، لم يتردد فلاديمير بوتين في القول "إن المهمات تنفّذ، وتنفّذ بشكل جيد ... لكن هذا غير كاف لتطهير سوريا من المسلحين والإرهابيين وحماية روسيا من الهجمات الإرهابية المحتملة".
واذا كان بوتين قال بداية إن عملياته في سوريا يفترض ان تنتهي في أربعة أشهر، فإن هذا يعني ان عليه ان يوقف الغارات بعد أسبوعين. ولأنه يعرف انه لا يزال في بداية طريق ناري صعب عاد وقال إن موعد انتهاء العملية الروسية ستحدده وتيرة هجوم الجيش السوري، وقياساً بالنتائج الميدانية حتى الآن لا يمكن الحديث عن نهاية منظورة لهذا التدخل الذي قد يتحول تورطاً في رمال دموية متحركة .
يصر بوتين على تكرار نظرية باراك أوباما الذي يحرص على التوضيح بوتيرة شبه يومية، انه لن ينزل الى الارض لمقاتلة "داعش"، فمنذ اللحظة الأولى قال بوتين إن موسكو لا تخطط لشن أي عملية برية في سوريا. لكن أوباما ذهب في قمة العشرين الى ما هو أسوأ بكثير، عندما قال إن أميركا تدرك تماماً ان "داعش" قادر على شنّ هجمات في الغرب، لكن "إيقاف هذا التنظيم أمر صعب لأنه لا يخوض حرباً تقليدية ... ليس هذا ما يجري هنا، انهم قتلة والأمر لا يتعلق بدرجة تطورهم أو بالأسلحة التي يمتلكونها، لكنه يتعلق بالعقيدة التي يتبنونها وباستعدادهم للموت".
اذاً من الذي سيقاتل على الأرض واذا لم يكن من الممكن حتى الآن الحديث عن تشكيل قوات من المعارضة التي تتقاطع فوقها حسابات إقليمية ودولية، فكيف يمكن الحديث عن تشكيل قوات مشتركة من "الجيش السوري الحر" ومن جيش النظام بعد شلالات الدم التي سالت في القتال بينهما ؟
عام ٢٠١٣ حذر لوران فابيوس واشنطن صراحة من ان تضع الشعب السوري أمام خيار قبيح بين الديكتاتورية والإرهاب، وها هو اليوم يدعو المعارضة للتحالف مع الديكتاتورية التي تفتك بها منذ خمسة اعوام... والبغدادي يقهقه في الكهف!


[email protected] / Twitter: @khouryrajeh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم