الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ترامب يشن الحرب على المسلمين

هشام ملحم
هشام ملحم
A+ A-

في السابع من كانون الاول 1941، شنت اليابان هجومها المفاجيء على قاعدة بيرل هاربر البحرية في جزيرة هاواي الاميركية، وبدأت بذلك حربا شاملة انتهت باستسلامها في 1945. ذلك الهجوم كان بداية معاناة 120 الف ياباني - اميركي حين قرر الرئيس فرانكلين روزفلت وضعهم في معسكرات أربع سنوات بسبب عرقهم، ومن دون توجيه أي اتهام إليهم، وبشكل مخالف للدستور.


في السابع من كانون الاول 2015، بعد 74 سنة من بيرل هاربر، صعق المرشح الجمهوري دونالد ترامب اميركا والعالم عندما دعا الى منع أي مسلم من دخول الولايات المتحدة، الى حين تأكد السلطات من ان البلاد لن تتعرض لاي هجمات مماثلة لما حصل في سان برناردينو حين أقدم زوجان مسلمان على ارتكاب أسوأ عمل ارهابي منذ هجمات 11 ايلول2001.
وضع اليابانيين - الاميركيين في معسكرات اعتقال جاء على خلفية تقاليد عدائية عنصرية ضد المواطنين اليابانيين (والاسيويين) في كاليفورنيا. كان هناك رعب من الحرب، ورعب من اليابانيين، وهناك مخاوف مماثلة الان من المسلمين. وقبل هجوم سان برناردينو كانت العنصرية تفوح من تصريحات ترامب الذي دعا الى ارغام المسلمين على حمل بطاقات خاصة ومراقبة بعض مساجدهم واقفالها. وكذلك غيره من المرشحين مثل بين كارسون الذي عارض انتخاب رئيس مسلم لان ذلك يتنافى مع الديموقراطية الاميركية، وماركو روبيو الذي ادعى ان أميركا هي في حال صراع حضاري مع الاسلام. في هذا الجو المشحون بالخوف وشيطنة المسلمين جاءت دعوة ترامب.
لا يتوقع أي محلل جدي اقامة معسكرات مماثلة للمسلمين الاميركيين، ولكن مما لا شك فيه ان ترامب زاد حمى الخوف من المسلمين الى مستويات لم أعهدها في أميركا منذ وصولي اليها طالباً في 1972، حين كان آخر مرشح رئاسي (ديموقراطي) يجاهر بعنصريته هو حاكم ولاية ألاباما جورج والاس. ترامب هو أول مرشح ربما في تاريخ البلاد يدعو للتمييز ضد اتباع دين بكامله. ردود الفعل السريعة والحادة ضد ترامب، من قادة الحزب الجمهوري مثل رئيس مجلس النواب بول ريان الذي قال إن موقف ترامب يناقض قيم المحافظين وقيم أميركا، الى المرشح السناتور ليندزي غراهام الذي دعا الاميركيين الى ان يقولوا لترامب "اذهب الى الجحيم"، تعكس خوف اقطاب الحزب من ان يتسبب ترامب بالحاق هزيمة ساحقة بحزبهم في الانتخابات الرئاسية وان يبقى الحزب في الصحراء السياسية لوقت طويل. وبعد كل تصريح نافر ومقزز ترتفع شعبية ترامب في أوساط المتشددين الذين لا يثقون بالطبقة السياسية التقليدية. التهليل لمواقف ترامب العنصرية، يبين بوضوح مخجل مدى تجذر العنصرية (والغباوة) في بعض اوساط المحافظين المتشددين.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم