تلامذة في "خدمة المجتمع"

ساهم برنامج «خدمة المجتمع» الذي أقرته وزارة التربية الوطنية منذ سنتين، في خروج تلامذة المرحلة الثانوية في «ثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات في النبطية» إلى ميادين في المجتمع الأهلي المحيط بهم ودفعهم للمشاركة في نشاطات، ومنها قطاف الزيتون.

فقد شارك أكثر من 300 تلميذ من الثانوية في قطاف الزيتون لهذا العام، في عدد من حقول النبطية (النبطية، كفررمان، عبّا وغيرها) ضمن مجموعات لا تقل الواحدة منها عن 15 تلميذاً. وكان معظمهم يشارك للمرة الأولى في هذه العملية التي لا يعرف عنها شيئاً «هنا تعلمت كيف أمسك بغصن الزيتون وأفرط حباته بواسطة المشط. كنت أرى أشجار الزيتون من بعيد، لكن لم أشارك في قطفها مرة»، تقول التلميذة هيام الأخرس (16 عاماً).
ويعرب التلميذ برهان الدين شكر عن سروره «للمشاركة في مساعدة أصحاب بساتين الزيتون في قطاف موسمهم. أنا أعلم أنهم يستعينون بالعامل السوري الذي يتقاضى ما لا يقل عن 35 ألف ليرة يومياً، وهذا يعني أننا وفرنا أنا ورفاقي على أصحاب حقول الزيتون مبالغ كبيرة سيستطيعون من خلالها دفع أقساط أولادهم في المدارس أو شراء مؤونة الشتاء أو كسوته، وهكذا طبعاً تكون عملية خدمة المجتمع».
اما سندريلا شعيب فقد استثمرت ما قامت به من خدمة اجتماعية في قطاف الزيتون تربوياً «صار في إمكاني أن أكتب عن عملية قطاف الزيتون أو أن أصفها من موقع خبيرة، نوعاً ما، وليس التكهن أو نقلاً عن مواضيع مقروءة. هذا فضلاً عن اعتزازي بهذا الأمر الذي سيمنحني في المقابل نقاطاً ستنزل في سجلي التربوي، من ضمن الساعات التي يجب أن أشارك فيها بخدمة المجتمع».
وأكدت رئيسة الثانوية الأم لوسي عاقلة أن الثانوية «بدأت تطبيق قرار وزارة التربية بوتيرة متصاعدة منذ سنة 2013، لكننا وضعنا هذا القرار على محمل أكثر جدية هذا العام الدراسي 2015- 2016 وأعلمنا به التلامذة والأهل، وأن هذا النشاط لم يعد اختيارياً بل إلزامياً وسيحسب للتلميذ المشارك مجموع الساعات التي سيشارك فيها لتوضع في سجله، وثمة علامات تشجيعية. وقد حضرنا فريقاً من الأساتذة للإشراف على تنفيذ المشروع بالتنسيق مع رئيسة القسم الثانوي».
وتشير المعلمة المشرفة لونا سلامة إلى أن «الإدارة أقرت سلسلة من النشاطات التي ستساهم في تنفيذ هذا المشروع، بالتنسيق مع الأهالي أو هيئات المجتمع المدني أو البلديات. وعدا عن مشاركتهم في قطاف الزيتون، سوف يشاركون في الزراعة وحملات التشجير وتنظيف الأحياء والمقابر وغيرها من النشاطات التي ستجعلهم ينخرطون في المجتمع الذي يحيط بهم أكثر فأكثر».
ويذكر ان قرار إلزامية خدمة المجتمع لتلامذة المرحلة الثانوية قد صدر بتاريخ 2/1/2013 عن وزير التربية السابق حسان دياب ويتعلق بإلزامية تطبيق مشروع "خدمة المجتمع" في مرحلة الثانوي، في الخاص والرسمي، بدءاً من السنة الدراسية 2013 - 2014 وذلك إلتزاماً بالمرسوم رقم 8924.
و ينص القرار في مادته الثانية على أن "تحدد ساعات خدمة المجتمع في مرحلة التعليم الثانوي بـ 60 ساعة خدمة فعلية، تطبق على مدى سنوات المرحلة الثانوية الثلاث، إلا أنه يمكن تنفيذ هذه الساعات في خلال سنتين دراسيتين على ألا يتجاوز عدد الساعات الفعلية المنفذة الـ 40 في السنة الواحدة".