الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الفنزويليون بين الغضب والأمل عشية الانتخابات التشريعية

المصدر: "أ ف ب"
الفنزويليون بين الغضب والأمل عشية الانتخابات التشريعية
الفنزويليون بين الغضب والأمل عشية الانتخابات التشريعية
A+ A-

"لو كان تشافيز حياً لما قبل طوابير الانتظار هذه". هذا ما قالته فابيولا غونزاليز (41 عاماً) التي سئمت على غرار كثيرين من الفنزويليين من ازمات النقص في السلع الاساسية التي يعاني منها المواطنون يوميا، وتأمل حصول تغيير الاحد في الانتخابات التشريعية التي يرجح فوز المعارضة فيها.


امام بسطتها التي تعرض ملابس في سوق بيتاري بالضاحية الشعبية في شرق كراكاس قالت فابيولا الام لستة اطفال متنهدة "لدينا الكثير من الصعوبات. فسعر كيلو الارز 26 بوليفار، وعلينا ان ندفع ثمنه 300 (بوليفار) إذا كنا لا نريد الانتظار طويلا".


وحولها تعرّض معظم البسطات اضافة الى البضائع العادية من فاكهة وثياب وغيرها، مساحيق الغسيل والشامبو والحفاضات او الاوراق الصحية، وهي منتجات غائبة عن رفوف المتاجر وتباع هنا بشكل غير قانوني لكن باسعار مرتفعة.


وروت فابيولا "نستيقظ في الساعة الثالثة فجرا (للانتظار في الصف) وعندما يأتي دورنا لا يعود هناك اي شيء"، وهي تحن كثيرا لعهد الرئيس السابق المتوفي "عندما كان هوغو تشافيز هنا، كان على الاقل يبحث عن حلول"، متذكرة نقص الدجاج الذي عالجه من خلال الاستيراد من الارجنتين.


وفي الأجواء الصاخبة في السوق الذي يعج بالحركة تحت وهج شمس حارقة، تسير الدراجات النارية الى جانب اللافتات الانتخابية للحزب الاشتراكي الفنزويلي الموحد الحاكم المزدانة بصور تشافيز.


لكن خلفه نيكولاس مادورو سائق الباص السابق الذي انتخب رئيسا بعيد وفاة مرشده في 2013، لم يحقق النجاح نفسه. واشار معهد دانالايسيس الى ان شعبيته تدهورت لتصل نسبتها الى 22% في وقت انهار فيه الاقتصاد مع تدهور اسعار النفط الذي يعتبر الثروة الرئيسية لفنزويلا.


وعلى بعد شوارع عدة من المكان يكشف المتجر سنترال ماديرنسي المتاعب التي يعيشها السكان يوميا، فامام مدخله يمتد طابور الانتظار على نحو مئة متر. والفنزويليون ينتظرون صابرين بعضهم يقي نفسه من وهج الشمس بمظلة.


وللدخول الى المتجر يجب ابراز بطاقة الهوية التي يدل رقمها الاخير على يوم في الاسبوع لشراء الحاجيات، ثم يجري التحقق بجهاز لاقط للبصمات من عدم شراء احد سوى الكمية التي تسمح بها الحكومة.
ويحظر التقاط الصور او الافلام للرفوف الخاوية لكن تم التقاط بعض الصور خلسة وتنشر على شبكات التواصل الاجتماعي ما يكشف حجم المشكلة.


 مستقبل افضل 


وأسر كارلوس سيلفيرا (33 عاماً) "كل شيء من الصعب ايجاده: الحفاضات للاطفال، الزيت، الارز... اريد مستقبلا افضل لاولادي"، وذلك عندما سئل الخميس اثناء التجمع الاخير لائتلاف طاولة الوحدة الديمقراطية المرجح فوزه في انتخابات الأحد حتى لو عمد نيكولاس مادورو في هذا النظام الرئاسي الى الحد بعد ذلك من صلاحيات البرلمان في حال حصول تغيير للغالبية.


وأضاف "هناك الكثير من النقص، والكثير من انعدام الامن" في بلد يسجل ثاني اعلى نسبة جرائم قتل في العالم بعد هندوراس.
ورفض كارلوس لوغو (48 عاما) الشرطي السابق الذي انتقل للعمل كحارس شخصي، وهو يجلس مع صديق عند منضدة الموز في سوق بيتاري، القول لمن سيصوت الاحد مشددا على "ان التصويت سري".


لكنه استعاد حجج الحكومة التي تتهم التجار بخلق مشكلة النقص اصطناعيا لشن "حرب اقتصادية".


وأضاف "ان الشركات التي تتحكم بالمنتجات الاساسية للفنزويليين تستخدم هذه الطريقة كوسيلة ضغط من اجل الحصول على اصوات" للمعارضة.
وقرب بسطات اخرى قام خوسي فونمايور الموظف (24 عاما) وزوجته ديورماليز ايشيتو (24 عاما ايضا) ربة المنزل برحلة 12 ساعة من ماراكايبو (شمال غرب) لشراء حاجياتهما قبل ولادة طفلهما الثاني. وهما لا يتشاطران الموقف نفسه بالنسبة ليوم الاحد.


قال خوسيه "اعتقد ان تيار تشافيز سيفوز في الانتخابات"، كما عبر عن "ثقته في ان كل شيء يمكن تسويته على الصعيد الاقتصادي" مشيدا بمنافع البرامج الاجتماعية التي تقوم بها الحكومة.


اما ديورماليز فلديها رأي اخر. واكدت "ساصوت للمعارضة لان الوضع يبدو لي رديئا جدا، هناك الكثير من النقص".
وفي مؤشر الى تغير الحقبة يحكم بيتار التي كانت معقلا لتيار تشافيز في السابق رئيس بلدية من المعارضة منذ العام 2013.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم