السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"مع الوقت... يمكن" لجورج خبّاز: الخلل السياسي سببه اجتماعي

نسرين الظواهرة
"مع الوقت... يمكن" لجورج خبّاز: الخلل السياسي سببه اجتماعي
"مع الوقت... يمكن" لجورج خبّاز: الخلل السياسي سببه اجتماعي
A+ A-

"ما فيك تكذب عالوقت... الوقت عالخالق بمون... والزمن كفيل يغربل مين ما كنت وشو ما تكون... أنا مراهن على الوقت لأن بيكشف كل حقيقة..." من هذا المنطلق أطلق الفنان جورج خباز عنوان "مع الوقت... يمكن" على مسرحيته الجديدة رقم 12 التي يقدمها للعام الثاني عشر على التوالي.


في منزل فني حلم جورج خباز بالمسرح منذ نعومة أظفاره، ووقف على خشبته بعمر الأربع سنوات... وكبر الحلم فأسس مسرحه الخاص الذي لا يزال مستمراً على مدى 12 عاماً بنجاح وثقة لم تستطع الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد أن تزعزعها.
في مسرحيته الجديدة يواصل علاقته الوطيدة بالجمهور، فيتطرق إلى كاتب أفلام فاشل علاقته سيئة بأهله وتاريخه، فينتقم من طفولته بالكتابة من خلال دخوله القصص والمراحل التي عاشها بطريقة كوميدية تحمل الكثير من الفانتازيا... "نحنا ما منعرف نعيش اللحظة. نحن أسرى الماضي والمستقبل، في حين أننا لا نملك إلا اللحظة التي نعيشها"... الأمور تتبدل عندما يقع الكاتب في الحب فيتغير قلمه وكذلك ألمه لأن الحب ينظفنا ويجعلنا نتسامح مع مرحلة قديمة لندخل مرحلة جديدة. ويتابع: "أضفت كلمة "يمكن" إلى العنوان لأمنح المسرحية البعد النفسي، لأن الشرّ أحياناً يحجب الوقت فترة طويلة. ثمة نوابغ كثر ظلمهم الوقت أو سبقهم... ولم يتمكنوا من التكيف حتى انتهى وقتهم".
على الصعيد الشخصي يقول خباز إنه في تصالح تام مع الوقت، "منخار عالمنخار"، لكن هاجس الوقت بدأ يؤثر على استقراره العاطفي والعائلي وهو اليوم جاهز لهذه المهمة.
وهل من إسقاطات على الواقع في المسرحية؟ يجيب: "أنا لا أدخل في الزواريب السياسية والمحلية كي لا ينتهي أثر المسرحية مع انتهاء المرحلة التي تمثلها". هو يفضل الإضاءة على الأمور الاجتماعية لأن الخلل السياسي سببه الخلل الاجتماعي.
تتضمن المسرحية سبع أغان من كلماته وألحانه وتوزيع شارل شلالا، واحدة منها فقط تتطرق إلى الواقع الذي نعيشه، لكن من دون التأثير على هيكلية المسرحية. وعن الموسيقى أكد أن الأجواء مختلفة هذا العام مع دمجه الموسيقى الغربية والشرقية.
تقنياً وإخراجياً ثمة تطور ملحوظ فرضه واقع القصة. الديكور الذي صممه طوني كرم يتنقّل به من مكان إلى آخر. كما استخدم شاشة عملاقة تعرض ذاكرة طفولته.
الجمهور لم يخذله منذ 12 عاماً لأنه لا يستخف به، والثقة بينهما متبادلة. وما سرّ استمرار مسرحه من دون منافس؟ "بحب يكون في حركة مسرحية. وصدقيني لن أتأثر، والمنافسة هون حلوة لأنها تعزز المقارنة. لكن ذلك ليس بالأمر السهل، فالسر في الطبخة، وعلى المسرحي أن يكون مرآة ناصعة للمجتمع لا يتعالى عليه ويتحدث لغته، فيشعر المشاهد أنه جزء من المسرحية وأنه ينتمي إليها. مع العلم أن البعض يعرفون مشاكل الناس لكنهم يتوجهون إلى الشعبية المبتذلة، أو إن كانوا من الطبقة المثقفة فإنهم يسيرون في اتجاه النخبوية ويتمادون في لوم الناس إن لم تصلهم الرسالة.... التوازن بين الاثنين أساسي".
عن تهمة التكرار في أعماله، يقول خباز: "الهوية لا تعني التكرار، وبعيداً عن المقارنة، الرحابنة وشكسبير اتهموا بالتكرار، وشخصية شارلي شابلن اتهمت بالتكرار... النقد السطحي يستسهل الحديث عن التكرار حين لا يغوص في خلفيات العمل...". ويتابع: "لا شك في أن دخول المسرح نفسه ومتابعة الممثلين أنفسهم في إطار الروحية الخاصة بي، تؤثر في لاوعي المشاهد، لكن المضامين التي تحملها أعمالي مختلفة في كل مرة. وفي النقد الذاتي الذي أمارسه على نفسي أحرص جداً على هذا الموضوع. "بعدين لو عم كرر حالي كان الجمهور تركني! أنا محافظ على مقومات نجاح مسرحياتي وكل سنة عم بعمل إضافات في أكثر من مجال" .
"مع الوقت... يمكن" تعرض ابتداء من 5 كانون الأول من الأربعاء إلى الأحد على مسرح "شاتو تريانو". من بطولة جورج خباز ولورا خباز وجوزف آصاف وغسان عطية ومي سحاب وناتاشا شوفاني ووسيم التوم وجوزف سلامة وعمر ميقاتي وبطرس فرح بالإضافة إلى فرقة استعراضية.
عن جديده، كشف خباز أن مسرحية "مطلوب" ستنفذها شركة كويتية في الكويت وهو سعيد جداً بهذه الخطوة. أما حلمه الأكبر في السينما فمستمر بعد نيل فيلمي "وينن" و"غدي" أكثر من 25 جائزة من أربعين مهرجانا عالميا. واليوم يستعد لفيلمه التالي مع المخرج أمين درة والمنتج غبريال شمعون، والذي يتطرق فيه إلى أهمية البيئة الحاضنة التي نولد فيها ومدى تأثيرها في مستقبلنا.
بين المسرح والسينما والتعليم يغيب خباز عن الدراما التلفزيونية طوعاً مع اعترافه بفضلها عليه، لكنه لن يعود إليها إلا بعمل من كتابته يليق بالدراما اللبنانية "ما بحب كون مجرد رقم عم يجيب رايتنغ بدي العمل يعلّم ويعيش".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم