دور "حزب الله" في الصفقة... يطرح التساؤل: لماذا؟

تمت الصفقة بين الدولة اللبنانية و" #جبهة_النصرة " ولا يزال حضورها طاغياً في الساحة إلى جانب ملف تسوية ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة. ورغم انشغال الجميع بامكانية وصول الأخير إلى قصر بعبدا ،يصر البعض على التركيز على حجم العملية التي حصلت في جرود عرسال وعدم اعتبارها مجرد صفقة فحسب، بل في رأي مراقبين أنها تجاوزت هذا الأمر ومفاعيلها اقليمية ومحلية سياسية تنسحب على دور "حزب الله" الايجابي والتسوية التي تطبخ في كواليس مراكز القرار.

ويقول العميد المتقاعد نزار عبد القادر إن "توصيف ما جرى في جرود عرسال بأنه مجرد صفقة أو عملية تبادل أسرى هو تجاهل لأن ما حصل يتخطى ذلك بكثير"، معتبراً أنها "نوع من التسوية الأمنية التي لا بد أن يكون لها بعض المفاعيل الاستراتيجية والسياسية على مستويات عدة".
كثيرون تحدثوا عن دور "حزب الله"، ولم يستطع أي أحد أن يؤمن الاجابة الواضحة عن سبب موافقة الحزب على اتمام الصفقة ببنودها، خصوصاً أنها برأي البعض ومنهم رئيس مجلس النواب نبيه بري "فضيحة سيادية" ويقول عبد القادر: "هذه التسوية لم تتم لو لم يوافق عليها حزب الله ومعه إيران ومن هنا لا يمكن أن تتم أيضاً من دون موافقة النظام السوري من خلال اطلاقه موقفين من سجونه، والنظر إليها من الناحية الأمنية خطأ فادح". وبالنسبة إليه "أهم ما سيترتب على الصفقة هو مفاعيلها ومنها أن تعترف السلطة اللبنانية بأن مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة عرسال هي كباقي المخيمات وحال من فيها كباقي اللاجئين ويجب التعامل معهم بمنطق انساني.
إنها "مرحلة جديدة" وقعها "حزب الله" في موقفه من حربه في القلمون و في رأي عبد القادر: "سيكون لذلك انعكاسات جيدة على الحزب ولبنان وبدأت مفاعيلها من الزبداني بعد التفاوض حول القريتين الشعيتين في شمال #سوريا (الفوعة وكفريا) مقابل فك الحصار عن #الزبداني، من هناك كانت بداية لتغيير استراتيجية حزب الله وموقفه العسكري من موضوع القلمون".
واضاف: "شهدنا بعد هذا الاتفاق أن حزب الله لم يتابع هجومه باتجاه جرود #عرسال من أجل الاشتباك مع "النصرة بل عدل عن ذلك وذهب إلى أماكن اخرى للمشاركة بالحرب السورية وصولا إلى ريف حلب الجنوبي". ويشدد على أن "موافقة حزب الله على الصفقة ودعم أمين سىر المجلس القومي الايراني لها مؤشر ايراني واضح بأن الموقف تغيّر".
كما لاحظ عبد القادر أن "هناك نوعا من القبول الدولي والاقليمي بمحاولة التعامل مع جبهة النصرة بكشل مختلف عن التعاطي مع داعش وكأن هناك نوع من الارادة لاعادة تأهيل "النصرة" باعتبار ان أكثر مقاتلي هذا التنظيم وخصوصا في القلمون هم من السوريين وليس هدفهم قيام دولة اسلامية أو ارهابية بل دولة تعددية، لهذا يجب ان يكون للصفقة انعكاسات على مستوى دولي واقليمي وفي شمولية الصراع في في سوريا، فضلاً في قضية تصنيف القوى المعارضة على الارض السورية وهذا سيكون له مفاعيل في المهمة التي كلف بها الاردن في تصنيف من هم الارهابيون ومن القوى المعارضة السورية المقبلة كقوى عاملة من اجل التغيير في سوريا".
محلياً، يعتبر عبد القادر أن "الانعكاس على لبنان سيظهر إذا كان حزب قبل فعلاً بوجود اللاجئين السوريين في عرسال وأنه اعطى مجال لهم لاخلاء جرحاهم وامرار المساعدات الانسانية شهرياً فهذا تطور قد ينعكس ايجابا على صعيد الداخلي اللبناني وقد يخدم أيضا عملية طرح النائب سليمان فرنجية كمرشح للرئاسة".