الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تأتين

جوان سوز
A+ A-

(إلى لا أحد)


تأتين
وأنا متعبٌ بلا عمل.


تأتين
وفي جيبي بعضُ النقود
وقد شربْتُ الكثيرَ من القهوة في انتظاركِ
ودخّنتُ كلَّ سجائر العالم
حتى صار قلبي منفضةً لها.


تأتين
وأنا جالسٌ مع أحدِهم
أتناول طعامَ الغداء
فأشبع عند رؤيتكِ
وأهرب إلى باب المقهى
لأستقبلكِ
وأترك ضيفيَ القادمَ من الغرب
وحيداً إلى الطاولة مع كأس الشاي.


تأتين
وتجلسين بجانبي كعادتكِ
نشرب قهوتَنا معاً
ونلتقط بعض الصور
ثم تتحدثين إلى أمي
وتشتكين من لهجتها.


تأتين
فأمضي باكراً
كأنَّكِ لم تأتي
وأنتِ تنتظرين شخصاً آخر
سيأتي من بعدي.
* * *


تأتين
الخوفُ ينتحر على وجهكِ.


تأتين
بعد ألفِ كذبةٍ على أهلكِ
وألف روايةٍ مخزية لوالدتكِ.


تأتين
فتهتزّ الأرض تحت قدميكِ
ويبتسم لكِ الرصيفُ والشارعُ وسائق التاكسي.


تأتين
وينظر إليكِ الجيران
ويرحبّ بكِ المقهى وكلّ الزبائن.


تأتين وينظر الجميع إليكِ
وتمدّين لي يدَكِ
لأشتمَ كلّ هؤلاء
وأقبّلكِ.
* * *


تأتين
وفي يدكِ هاتفُكِ المحمول وحقيبةٌ صغيرة.


تأتين
وفي معصمكِ إسوارةٌ ذهبية
كانت ستُبَاع ألف مرةٍ في أزماتي المالية.


تأتين
وأنتِ ترتدين أجملَ ما لديكِ من ثياب
وفي قلبكِ كثيرٌ من الحبّ.


تأتين
وتقتربين مني وتحتضنينني ككلِّ مرّة
وأنتِ تدخلين إلى المقهى.


تأتين
وتجلسين بجانبي مرةً أخرى
وتطلبين قهوتَكِ الحلوّة.
* * *


تأتين
بقبلةٍ واحدة،
فأقف في مكاني
وأمسكُ بكفّكِ الصغيرة
لأقولَ لكِ أحبُّكِ
كما أفعل كعادتي.


تأتين
لكن هناك ضجيجٌ في الخارج
يمنعني من الاعتراف بهذهِ الحقيقة.


* شاعر وصحافي كُردي سوري.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم