الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مهرجان اللويزة للأفلام القصيرة: توسع نحو الدولية عاما بعد عام

المصدر: "دليل النهار"
يوليوس هاشم
مهرجان اللويزة للأفلام القصيرة: توسع نحو الدولية عاما بعد عام
مهرجان اللويزة للأفلام القصيرة: توسع نحو الدولية عاما بعد عام
A+ A-

حين انطلق مهرجان جامعة اللويزة للأفلام القصيرة منذ تسعة أعوام، لم يكن أحدٌ يدرك، ولا حتّى مؤسسوه ومنظّموه، بأنّه سيصل إلى هذه الضخامة، وبأنّه سيصبح دولياً. كبُر المهرجان ومعه كبرت المواهب والأفلام الطالبية، وتطوّرت تقنيات التصوير والإضاءة، وتقنيات ما بعد التصوير من مونتاج وميكساج وتصحيح ألوان...


كما فعل منذ البداية، استضاف #المهرجان أفلاماً طالبية من الجامعات التي تعلّم اختصاص المرئي-المسموع، فبلغ عددها هذه السنة 55 فيلماً لبنانياً بين وثائقي وروائي وأنيمايشن، و30 فيلماً أجنبياً للتباري ضمن ثلاث فئات: أفلام الطلاب اللبنانية، وأفلام لبنانية مستقلة، وأفلام من حول العالم مثل إسبانيا وهولندا والمغرب وبلجيكا وإيران والأرجنتين والإمارات العربية المتحدة وايرلندا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والهند والنمسا وفلسطين وتشيلي وألمانيا وكندا والأردن وبولندا وسنغافورة وتشيكيا والبرازيل.
على مدى أسبوع كامل خلق المهرجان زحمة ثقافية فنّية استقبل خلالها 55 ضيفاً من 42 دولةً وتمّ تكريم الفنان اللبناني الكبير عبد الحليم كركلا وتكريم مسرحه، وفي الختام تمّ توزيع الجوائز التي أتت على النحو الآتي:
- الجائزة الأولى لأفضل فيلم روائي: "صباحو راديو" لسيمون سويد من جامعة الألبا.
- الجائزة الثانية لأفضل فيلم روائي: Morpheus لروبين نشار من جامعة الكسليك. كما نالت جائزة أفضل سيناريو.
- الجائزة الثالثة لأفضل فيلم روائي: Last nights of Beirut لسيلين ليّوس من جامعة IESAV.
- أفضل فيلم وثائقي لبناني: Van- Home لبيتينا باسيل من جامعة الكسليك.
- أفضل فيلم أنيمايشن لبناني: All that is left لليا كامل من جامعة الألبا.
- جائزة الجمهور: Under the robes لميشال زرازير من جامعة الألبا.
- أفضل فيلم مستقل: Revoltango لإيلي كمال.
- أفضل فيلم روائي دولي: The seed لـ Barney Frydman من بلجيكا.
- أفضل فيلم وثائقي دولي: Praises of the wounds لمحمد أبو سنيانه من فلسطين.
- أفضل فيلم أنيمايشن دولي: Shoot لـ Rory Conway من إيرلندا.
- جائزة وزارة السياحة ضمن مسابقة "الأرض والشعب والثقافة": A time in a life لجورج برباري من LAU، الذي نال أيضاً جائزة أفضل مخرج.
- جائزة إميل شاهين للتميّز السينمائي: Split لترايسي كرم من NDU.
- أفضل صورة: Drain لجاد طنّوس.
- جائزة لجنة التحكيم الخاصّة: "سلوى" لعمر صفير من الجامعة اللبنانية الفرع الثاني، و Pastcard لمحاسين الحشدي من المغرب/بلجيكا.


القاسم المشترك بين معظم الأفلام، وخصوصاً الرابحة، هو جمال الصورة والكادرات والإضاءة والألوان، والعناية الدقيقة بالإدارة الفنية والأكسسوارات، بالإضافة إلى التركيز الكبير على الصوت والميكساج... باختصار، مستوى عالٍ من الناحية التقنية. أمّا من ناحية المضمون، فالقاسم المشترك هو اختيار موضوعات مميّزة، أفكار غير مستهلكة كثيراً وشخصيات غير عادية.
لكن لا بدّ من التذكير ببعض الأمور التي يجب التركيز عليها في الأعمال الفنية بشكلٍ عام، والأفلام الطالبية بشكلٍ خاص:
- الكلام بحدّ ذاته ليس نقطة ضعف، والصمت بحدّ ذاته ليس نقطة قوّة. الكلام نقطة قوّة حين يكون جاذباً وبعيداً من الثرثرة، والصمت نقطة ضعفٍ إن كان فارغاً، وإن لم يكن أبلغ من الكلام.
- ما يحدّد قيمة المضمون الفعلية هو اللحظات الأخيرة من الفيلم. فإن كان الفيلم بكامله جيداً، وجاء المشهد الأخير منه ضعيفاً، يعلق في الأذهان أنّ الفيلم رديء.
- الغموض سيف ذو حدّين، فإمّا يكون مضبوطاً بعناية فيستطيع أن يشدّ الانتباه ويدفع الجمهور إلى انتظار ما يلي بشوقٍ واهتمام، وإمّا يتجاوز الحدّ فيُزعج الجمهور وتفتر لديه الرغبة في المشاهدة. أمّا النهايات الغامضة فليست بالضرورة مشوّقة، ولا تعني بالضرورة أنّها قادرة على أن تفتح أبواباً للنقاش حول الفيلم. من الأفضل التعامل مع مسألة الغموض كأنّها حبّة دواء، يجب أن تُعطى في حينها كي تُفيد، وإلّا فستقتل!
- كلّ فيلم يجب أن يحمل قصّة ما، وهذه القصّة من الأفضل أن تجسّد فكرةً، وإلّا فيمكن الاكتفاء بتجسيد إحساسٍ معيّن (على ألّا يذهب الجميع إلى الإحساس الأسهل والأكثر شيوعاً: إحساس الضياع). الفكرة تعلق في الأذهان لمدّة طويلة، في حين أنّ الإحساس لا يدوم إلّا فترة محدودة. الخلطة الأقوى هي تلك التي تجمع بين الفكرة القوية وبين الإحساس العميق. فحين يصيب الفيلم العقل والقلب معاً، فسوف يُحفَر في أعماق مشاهديه.


الأفلام الطالبية هي مفتاح حقبة جديدة من الإنتاج السينمائي اللبناني، لذلك نأمل أن يكون عنوان المرحلة المقبلة من الأفلام الطالبية في لبنان هو "المضمون"، فيتطوّر بالسرعة نفسها وبالمستوى نفسه التي بلغتها الناحية التقنية.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم