السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

مناورات "المتوسط"... هل يترجم الاستعراض الروسي على الارض؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
مناورات "المتوسط"... هل يترجم الاستعراض الروسي على الارض؟
مناورات "المتوسط"... هل يترجم الاستعراض الروسي على الارض؟
A+ A-

الدب الروسي يستعرض في المتوسط، مناورات عسكرية ألغت "سيادات" وطنية، فـ"السيرك" الشرق أوسطي في قمة المنافسة، المبارزة مع النسر الأميركي لا تحتمل المهادنة، لذلك حلقت #روسيا في الأجواء السورية بطائرات السوخوي واستخدمت صواريخ الكروز، والآن جاء دور "المناورة" لثلاثة أيام متتالية. الدول الكبرى تتبارز ودول المنطقة تتابع، #سوريا تشتعل والارهاب يتنقل، والجميع ينتظر ماذا بعد ؟!


عملية ثلاثية
"مناروات بحرية وجوية تمتد الى الميدان السوري، وتدخل المساندة الجوية للقوات الأرضية لتصبح عملية تعاون بين الأرض والبحر والجو، أما توقيتها فيدخل في سلسلة التصعيد العسكري الروسي" بحسب ما قاله العميد المتقاعد هشام جابر لـ"النهار" الذي اضاف: "صحيح أن روسيا دخلت الحرب في سوريا ضد الارهاب، وتحديداً ضد "داعش" منذ خمسين يوماً، وقبل العمل الارهابي الذي استهدف طائرتها، لكن بعد ذلك لاحظنا تصعيدًاعسكرياً للعمل الروسي في سوريا".


هي مناورات مكثفة في الأجواء السورية، وأجواء منطقة البحر المتوسط ستكون معبراً للطائرات، وفيما يتعلّق بالطلعات الجوية هناك تنسيق بحسب جابر "مع البحرية الفرنسية وكل دول الجوار السوري بما فيها اسرائيل، وبالتأكيد مع التحالف الدولي، لذلك كل الطائرات الحربية ستحلق في المنطقة بالتنسيق مع الجانب الروسي".


وعن المساحة التي تغطيها هذه المناورات، لفت الى انه "بحراً تغطي المياه الاقليمية السورية والتركية، وقد لا تدخل البوارج الحربية الروسية المياه الاقليمية اللبنانية لكن ستلامسها حتماً، جوًّا تغطي #لبنان وسوريا وربّما تركيا، براً وبما أن روسيا تستخدم صورايخ كروز ستغطي المساحة من البحر وصولاً إلى الرقة، كل هذه الأجواء معرضة لمرور الطائرات وعبور الصواريخ، وستدخل في المناورة ردارات، وطائرات، وصواريخ كروز وقد تشمل عمليات إنزال لقوات خاصة في أمكان محددة".


أبعاد ثلاثية
اذا كانت المناورات العسكرية تهدف في المفهوم العام الى اظهار القوة والتدريب للتحضير لمهام مستقبلية، فإنالمناورة الروسية الكبرى التي تتم حالياً والتي تعتبر أخطر قرار تقوم به روسيا بعد قرارها بحرب شبه جزيرة القرم،لها ثلاثة أبعاد: عسكرية وسياسية واستراتيجية،بحسب العميد المتقاعد أمين حطيط الذي شرح هذه الأبعاد فقال "في البعد العسكري، هي مهمة جداً كونها تأتي في توقيت حرج، ويبدو أن روسيا قرّرت أن تزجّ في هذه المناورات أكثر ما يمكنها زجه من القوى العسكرية البحرية والجوية، فضلاً عن استعدادها لإشراكالصواريخ الباليستية العابرة للقارات وصولا الى بناء الفضاء الناري في منطقة تمتد من المتوسط الى روسيا.وهذا يعتبر التدبير الأول الذي يُتّخذ على صعيد روسيا،فحتى الاتحاد السوفياتي لم يجرؤ على القيام بمثل طريقة المناورات هذه، كون منطقة الحزام الناري ستشمل بشكل او بآخر تركيا، التي هي جزء من الحلف الاطلسي في المنطق العسكري، وقد يتجاوز مفهوم المناورة المفهوم الدفاعي ليكون ذا طابع هجومي بامتياز".


أما النقطة الثانية عسكرياً التي شرحها حطيط، فهي "حجم القوى التي تزجّ بها روسيا ويتجاوز حتى المهام التي تقوم بها الآن في سوريا، وينفتح على احتمال قيامها بمهمات أبعد وأخطر في المستقبل، و ثالثاً في المجال العسكري هناك رسالة وجهتها إلى دول الاقليم ومنها لبنان، تتضمن تحاشي الدخول أو ملامسة المنطقة التي ستعمل بها قواتها. ومعروف ضمن العرف العسكري ان الدول عندما تقوم بمناورات تهدف دائما إلى إنشاء هامش حيطة لعدم تقييد حركة القوى العسكرية بحركة المدنيين من اجل اعطاء الحرية المطلقة لهذه القوى للردّ على المفاجآت وضمان السلامة لها".


أما من الناحية السياسية، فإن المناورات بالغة الأهمية "فروسيا ترسل رسالة واضحة أنها جادة في اتخاذ كل التدابير الآيلة الى متابعة حربها ضد الارهاب بشكل عام، وليس "داعش" فقط. اما النقطة الثانية فتقوم على أن المنطقة بالطريقة التي تنفذ فيها روسيا مناورتها لم تعد بحيرة أطلسية، بل بات الأطلسي شريكًا فاعلاً في المتوسط للمرة الاولى منذ خمسين سنة تقريباً، كما أن منطق السيادة الوطنية لم يشكل عائقاً أمام روسيا لمحاربة الارهاب".


ومن الناحية الاستراتيجية بات واضحاً بحسب حطيط أن "الفضاء الاستراتيجي ليس لروسيا، بل لمحور مكافحة الارهاب، الذي يتكون اساساً من محور المقاومة والآن معه روسيا، بات فضاء واسعاً يشمل ايران بالاضافة إلى روسيا والعراق وسوريا وجزء من لبنان، وله عمق بحري وعمق بري" . واضاف أن "روسيا بالشكل الذي تمارس فيه هذه المناورات بالتنسيق مع ايران والقوى الأخرى تقول إن لها مواقع ثابتة في المياه الدافئة تستطيع عبرها أن تتحرك وتأمر بدون اعتراض، وهي جاهزة لكل الاحتمالات"، في حين رأى جابر أن المناورات الروسية لها أهداف عدة "أولا أهداف نفسية فهي تدخل ضمن اطار الحرب النفسية، ثانياً تدريب العناصر على مختلف أنواع الاسلحة".


ماذا بعد؟
ماذا سيتبع هذه المناورات؟ سيتبعها حتماً بحسب جابر"ضربات جوية أكثر عدداً ودقّة، ويمكن أن نرى دعماً اكثر للقوات البرية التي تقاتل "داعش". ولا ننسى أن روسيا أعلنت لأول مرة بعد سقوط الطائرة، أنها مستعدة للتعاون مع أي تنظيم يقاتل "داعش"، حتى لو كان معارضاً للنظام السوري ما عدا "النصرة" بالتأكيد، وفيالمستقبل قد نرى مع تصعيد الاعمال العسكرية مواقف سياسية تترجم عسكرياً على الأرض".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم