الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"منتدى البيئة والتنمية" يعود إلى بيروت كلفة التدهور البيئي 756 مليون دولار

باسكال عازار
"منتدى البيئة والتنمية" يعود إلى بيروت كلفة التدهور البيئي 756 مليون دولار
"منتدى البيئة والتنمية" يعود إلى بيروت كلفة التدهور البيئي 756 مليون دولار
A+ A-

عاد مؤتمر "المنتدى العربي للبيئة والتنمية" – (أفد) الى بيروت بعدما عقد لسنتين متتاليتين في الشارقة والأردن. لكن لحلوله هذه السنة في العاصمة اللبنانية مفارقة تختلف عن أعوام انعقاده السابقة، ففي لبنان حاليا أزمة نفايات تقارب الحلول المستعصية وقد باتت العنوان المشترك الذي استنكره معظم الذين اعتلوا المنبر امس.


تأتي أزمة النفايات لتفاقم التدهور البيئي في لبنان وهو "مكلف جداً"، بحسب ما لفت وزير البيئة محمد المشنوق في كلمته، اذ اعترف ان قيمته "تبلغ 756 مليون دولار سنوياً وقد أدى اللجوء السوري الى زيادة هذا التراجع بما نسبته نحو 57 مليون دولار في السنة".
حضر المؤتمر النائب ياسين جابر ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، والمشنوق ممثلاً رئيس الحكومة تمام سلام، ورئيس وزراء الأردن السابق عدنان بدران، ووزير الطاقة أرتيور نظريان، ووزير البيئة الأردني طاهر الشخشير، ووزير الدولة للثروة الحيوانية في السودان جعفر عبدالله، ووزراء ونواب وشخصيات.
حمل التقرير الثامن الذي أطلقه المنتدى عنوان "الاستهلاك المستدام من أجل إدارة أفضل للموارد في البلدان العربيّة"، وقد تمحور بشكل أساسي حول المياه والطاقة والغذاء. ومن أبرز ما جاء في توصياته، أنه فيما "المنطقة العربية كانت من أولى المناطق التي اعتمدت على استراتيجية إقليمية للإنتاج والاستهلاك المستدامين، لا يزال تطوير استراتيجيات وطنية وتنفيذها متخلّفين في غالبية البلدان العربيّة". ولفت التقرير كذلك إلى أنه "على رغم أن غالبية البلدان العربية لها تاريخ طويل في دعم أسعار الطاقة والمياه والمواد الغذائية لأسباب مختلفة، تبيّن التجربة أن الدعم يعزز السلوك الإستهلاكي المسرف ولا يساعد في تخفيف العبء عن الفقراء، فأكثر من 90% من الدعم العام يذهب إلى الأغنياء".
استهلّت الجلسة الافتتاحية بوثائقي عن "استهلاك المستقبل"، تلاه ترحيب من رئيس مجلس أمناء "أفد" الدكتور عدنان بدران الذي لفت إلى أنه "من المفارقة أن يتجاوز الإنفاق العسكري في البلدان العربية المئتي مليار دولار، ما يمثل أكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي في كثير من البلدان، ويصل في بعضها إلى 27%، بينما لا يتعدى الإنفاق على البيئة 0.5%".
ثمّ قدّم الأمين العام للمنتدى نجيب صعب تقرير أعمال "أفد"، فأكد أن المنتدى "سيستمر في السعي لجعل البيئة وإدارة الموارد جزءاً أساسياً في خيارات البقاء العربية، لأنه على رغم كل الحروب والنزاعات لن يستطيع سكان المنطقة الهرب من واجب الحفاظ على الرأسمال الطبيعي وتنميته لضمان استمرار الحياة نفسها".
وشدد نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الدكتور حافظ غانم على أن "العلاقة وثيقة بين التدهور البيئي وعدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي ولا يمكن علاج مشكلة في معزل عن الأخرى" مشيراً إلى أن "عوامل تغيّر المناخ وأزمات السياسة والنزوح ستؤدي إلى المزيد من التدهور البيئي".
بعد ذلك، عقدت الجلسة الأولى بعنوان "البيئة والاستدامة والرأي العام العربي"، وقد أدارها صعب واستهلّت بكلمة للمشنوق الذي قال: "أقول بصراحة أن البيئة في لبنان ليست جيدة بل ان حالتها تقع تحت تأثيرات عديدة، بعضها يحلو لنا أن ننسبه الى أجوائنا السياسية والامنية، وبعضها الآخر الى ممارساتنا كمواطنين". ولفت إلى أن "موضوع النفايات الصلبة بات أزمة تنقّلنا فيها بحثاً عن المطامر، وينتهي الواقع اليوم بحثاً عن البواخر للشحن بعدما عجز الوطن كله عن ايجاد مطمرين".
ونوّه الشخشير بنتائج التقرير، فرأى أنها "ستساعد على وضع خطط استراتيجية مستقبلية". أما عبد الله، فأشار الى ان "الاستراتيجيات والخطط والبرامج لا تجد طريقها إلى التنفيذ"، آملاً في أن "يتوصل المؤتمر إلى وضع استراتيجيات قابلة للتنفيذ".
واختتمت الجلسة الأولى بمداخلة لممثل المجتمع المدني والمنسق العام للشبكة العربية للبيئة والتنمية عماد عدلي.


[email protected]
Twitter: @azarpascale

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم