الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أبو شجاع لـ"النهار": هكذا حررتُ ايزيديات خطفهن "داعش"

المصدر: بغداد – "النهار"
فاضل النشمي
أبو شجاع لـ"النهار": هكذا حررتُ ايزيديات خطفهن "داعش"
أبو شجاع لـ"النهار": هكذا حررتُ ايزيديات خطفهن "داعش"
A+ A-

لم يكن ابو شجاع دنايي، قبل آب 2014، اكثر من رب عائلة يسعى الى إعالتها عبر العمل الحر. وعلى غرار غالبية الايزيدين في سنجار، كان ينهي يومه المتعب بسهرة عادية في المنزل او برفقة اصدقاء تحلقوا حول طاولة شرب متواضعة، يكون فيها كأس "العرق" شرابهم الوطني المفضل حاضرا!


والاكيد انه لم يكن من احلامه، قبل ذلك التاريخ، ان يؤدي دورا استثنائيا في مسار الايزيدين وحياتهم، بهذا الفخامة والقوة. العتمة الايزيدية الحالكة، بعد سيطرة "داعش" على سنجار، وقيام عناصرها بقتل آلاف الرجال والنساء وسبيهم، صنعت منه اسطورته من دون تخطيط او قصد. انها نوع من مصادفات الحياة التي تحقق خياراتها بطريقة عظيمة. لذلك نجده اليوم، في نظر الايزيدين عموما، عزاءً في زمن المحنة، بطلا، ومحررا استثنائيا. كيف لا، وقد نجح في تحرير 400 ايزيدي من نساء ورجال وصبيان، من براثن "داعش" الارهابي؟!


متى بدأت "اسطورته"؟ يروي ابو شجاع لـ"النهار" ان القصة بدأت بعد نحو شهر من سيطرة "داعش" على سنجار في 3 آب 2014. "وقد فررت مع من فرّ الى جبل سنجار. لكنني لاحظت ان القوة الايزيدية المشكلة في الجبل قوة للدفاع، وليس للهجوم. فاجريت اعادة حسابات، وقررت ان اكوّن خلية من مجموعة اصدقاء للتصدي لـ"داعش" وتحرير آلاف الايزيدين المخطوفين لديه".
باشر ابو شجاع تأليف خلايا من اشخاص عديدين، لمتابعة ملف المحتجزين الايزيديين عند "داعش". ووفرت له علاقاته القوية بكرد وعرب مسلمين في سوريا والعراق، امكان نسج خلية متكاملة قليلة العدد، لكن فاعلة، وضمّت اشخاصا من محافظات الرقة ودير الزور السوريتين. ونسج معهم علاقات صداقة حميمة، بحكم القرب الجغرافي بين سنجار وسوريا. والى جانب تلك الصداقات القديمة، ربط الجميع العداء لـ"داعش" وهدف محاربتها وتخليص الناس من قبضتها. ولم تحصل مجموعة ابو شجاع على اي مردود مالي مقابل عملها الذي انطلق من قاعدة الكراهية الكاملة لـ"داعش" واعماله الرهيبة.


ويقول ابو شجاع :"لم اتقاض ورفاقي اي مبلغ لتحرير مخطوفين. وقد انفقت بداية اكثر من 70 الف دولار اميركي من جيبي الخاص". ومع ذلك، لا يقلل اهمية المال في عمله، لجهة تغطية تكاليف التنقل والمراقبة وما اليهما. من جهة اخرى، لم ينل اي مساعدة من حكومة بغداد، بينما حصل على بعض المساعدات المالية من اقليم كردستان. لكن الازمة المالية الاخيرة اثرت كثيرا على تلك المساعدات، "مما يعني تراجع فرص تحرير مزيد من المخطوفين"، على قوله.


في ايلول 2014، حقّق اول عملية تحرير. وفي التفاصيل، تمكن فريقه من الحصول على معلومات عن 7 بنات محتجزات عند عنصرين اوستراليين من "داعش" في محافظة الرقة. وقد استمرت مراقبة المكان بضعة ايام. ثم نجحت المجموعة في تحرير البنات.


ببساطة يتكلم ابو شجاع عن مختلف عمليات التحرير. الا انها في غاية التعقيد والخطورة، خصوصا ان خليته تعمل في مناطق يسيطر عليها "داعش"، مع ما يعنيه كل ذلك من صعوبات في التنقل والحركة والهروب. حتى انه فقد 15 عنصرا من خليته. وفي حالة البنات السبع المحررات مثلا، اضطرت المجموعة الى السير مسافات طويلة، والتنقل بين المنازل لاخراج المخطوفات وتهريبهن عبر الحدود التركية، ثم اعادتهن الى إقليم كردستان، حيث منازل اهاليهن.
حتى اليوم، امكن تحرير نحو 400 ايزيدي. ويقدر ابو شجاع مجموع من بقى في قبضة "داعش" بنحو 3500 على الاقل، من مختلف الاعمار والفئات. و"لن يهدأ لي بال حتى احرر الجميع. هذا هو واجبي تجاه اهلي، وحياتي مكرسة لإنقاذهم"، على يؤكد.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم