الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"حب و حرب عَ السطح" وثائقي لجمعية "مارش" \r\nحين يتواصل شباب "جبل مُحسن" و"باب التبّانة"!

هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
"حب و حرب عَ السطح" وثائقي لجمعية "مارش" \r\nحين يتواصل شباب "جبل مُحسن" و"باب التبّانة"!
"حب و حرب عَ السطح" وثائقي لجمعية "مارش" \r\nحين يتواصل شباب "جبل مُحسن" و"باب التبّانة"!
A+ A-

بحفاوة بالغة، تصفيق مُطوَّل، هتافات مُشجّعة، ضحكات غير مكبوحة، وبعض دموع انهمرت بتأثر، استقبل الجمهور في سينما أمبير-صوفيل أول من أمس، الوثائقي "حب و حرب عَ السطح" الذي دَفَعَ كل من شاهده ليستيقظ من غيبوبة عميقة.


فجأة، إعتلى الأبطال الـ16 خشبة سينما أمبير - صوفيل بعد انتهاء العمل "الجليل" الذي يُزيل "غشاوة الجهل" عن العين، ببساطة تسكن القلب وتزرع فيه "غصّة" لا تخلو من الأمل، فإذا بالصالة المُمتلئة بالمئات "تنتفض" بحركة واحدة، فيقف الجميع بتزامن ليستمرّ التصفيق دقائق طويلة.
لم يعلم المُشاهد، قبل دخول الصالة أن ما حَدَث في "كواليس" مسرحيّة "حب وحرب عَ السطح" التي قدّمتها جمعيّة "مارش" قبل أشهر على خشبة مختلف المسارح في شكل مُتقطّع، سيكون أكثر جمالاً من العمل المسرحيّ الرائع الذي كتبه المخرج المسرحي الشاب لوسيان بو رجيلي، مُظهراً شباب "باب التبانة" و"جبل مُحسن" في طرابلس بصورتهم الحقيقيّة، بعيداً من صورة "الزعران" التي تُلاحقهم منذ بدء النزاعات بين المنطقتين.
كانت جمعيّة "مارش" المُجسّدة برئيستها، الناشطة الشابة ليا بارودي، قد قرّرت، وبعد تطبيق الخطّة الأمنيّة في طرابلس، أن تدخل هذا العالم المُغلق.
فهل صحيح أن المُشكلة بين "الحارتين" إيديولوجيّة، طائفيّة، ولها علاقة بالقوى المحليّة كما يزعم البعض؟
كم فوجئ فريق العمل بواقع الحال البعيد بُعد "السما عن الأرض" عن الصورة التي تُفرض علينا. هؤلاء الشباب لهم أحلامهم المنسيّة، ولحظات يأسهم التي تتساقط "ثلوجاً" على كيانهم، يعشقون ويفقدون من يُحبّون، لا يعرفون لماذا يكرهون "الآخر"، ويدفعهم الفقر إلى اقتراف أبشع الجرائم لأنهم بكل بساطة لا يعرفون أنه يُمكن أن يكون لهم واقع مُختلف. يُمكن أن يتوسّلوا بكلمة صغيرة على شكل، "كلا!". الرفض بالنسبة إليهم ليس خياراً. يُنفّذون خُطط الزعماء الذين يُسيّرون خطواتهم.
وطوال 6 أشهر من العمل المُكثّف، وبعد "كاستنغ" خضع له أكثر من مئة شاب وشابة، اعتلى على خشبة المسرح، قبل فترة، 16 شاباً من "جبل مُحسن" و"باب التبّانة" ليُجسّدوا واقعهم ويوميّاتهم وكيف ينظر كل من الطرفين إلى الآخر؟
وها هي الصداقات تولد فتتحوّل "أخوّة"... والشريط الوثائقي الذي حمل عنوان المسرحيّة يُسلّط الضوء على ما حصل "في الكواليس"، وكيف تحوّلت العداوة إلى صداقة كُتب لها الاستمرار.
يأخذنا هذا الشريط المُضحك والمُبكي في آن واحد إلى يوميّات هؤلاء الأعداء الذين سنكتشف ونُفاجأ بأنهم لا يعرفون لماذا يكرهون الآخر أو ما هي الأسباب الحقيقيّة لهذه العداوة المُستمرّة بين "حارتين" تستيقظ كل واحدة منهما على النزاع لتنام مُجدّداً على صدى العنف والموت غير المُبرّر.
في الوثائقي الذي نأمل في أن يدخل كل منزل، سنتعرّف إلى علي، فاطمة، طارق، عتريس، خضر، زوزو، وغيرهم، وسنقع في حب طيبتهم وخوفهم من المُستقبل. سنذرف الدموع عندما يروون أمام الكاميرا عن حياتهم التي تستريح على البطالة وكيف تركوا المدرسة باكراً... وكم يأملون ألا تنتهي هذه التجربة التي جعلتهم يكتشفون أن ثمّة حياة أخرى مُختلفة عن تلك التي يعيشونها. حياة فيها أمل وسعادة. سنتفاعل مع مُساعدة جمعية "مارش" في بناء مقهى ثقافيّ يجتمعون فيه أكانوا من "الجبل" أم من "التبّانة". سنُشاهدهم وهم يتعلّقون بعضهم ببعض، سنُصفّق لهم عندما يُشاركون معاً في حفلة واحدة في الهواء الطلق، فيرقصون ويُغنّون ويعيشون شبابهم الجميل.
40 دقيقة تأخذ المُشاهد إلى كل ما حصل "خلف الستارة". الجمهور يُصفّق وقوفاً لدقائق طويلة ما إن اعتلى هؤلاء الأبطال الذين تخطّوا حاجز الخوف وتخلّوا عن أسلحتهم وأحكامهم المُسبقة، خشبة مسرح أمبير- صوفيل. يطرحون عليهم عشرات الأسئلة ويضحكون للإجابات البريئة والبسيطة حتى الإبداع.


[email protected]
Twitter: @hanadieldiri

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم