الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اشكال بين "الكنّة والحماة" تحوّل الى مصيبة

المصدر: "النهار"
ف. ع.
اشكال بين "الكنّة والحماة" تحوّل الى مصيبة
اشكال بين "الكنّة والحماة" تحوّل الى مصيبة
A+ A-

يبدو أن الاضطرابات الاجتماعيّة التي يعاني منها اللبنانيون بلغت إلى حدّ اللامعقول، وباتت تنعكس عنفاً عائلياً تتشعّب أنواعه وتتنوّع، من عنف يُمارسه الزوج على زوجته، أو عنف تمارسه المرأة على أولادها، وأحياناً عنف يمارسه الأولاد في حقّ أبائهم وأمهاتهم أو على بعضهم، والنتيجة غالباً ما تكون مأسويّة.


خطفها ليتزوّجها
يوم الجمعة الماضي، أوقفت فصيلة درك أبي سمرا في طرابلس المدعو أحمد عرداني، بعدما سكب مادة البنزين على والدته ميرفت صوفي محاولاً إضرام النار فيها، فتمكّنت القوى الأمنيّة، بمساعدة المدنيين، من إنقاذ المرأة التي أصيبت بحروق طفيفة، أمّا الأسباب فتعود إلى خلافات ما بين والدة الجاني وزوجته، وفق اعترافاته التي أدلى فيها للتحقيق، وقد بدأت منذ حوالى الستة أشهر عندما خطف أحمد نور وتزوّجها غصباً عن أهلها.


بداية الخلافات
يبلغ أحمد العرداني الثامنة عشرة من عمره، فيما لم تتخطَ زوجته نور الخامسة عشرة، على ما تقول الوالدة لـ"النهار": "منذ ستة أشهر فاجأنا ابني أحمد باصطحابه الفتاة نور إلى المنزل بعدما خطفها من أهلها وتورّط معها بعلاقة عاطفيّة، فاضطررنا لتزويجهما. سكنا معنا في البيت الواحد من دون أن نكون مهيئين لذلك، لا لناحية تمهيد علاقتهما بخطبة رسميّة، ولا لناحية تجهيز المنزل بغرفة خاصّة بهما".


الزواج المفاجئ وضع العائلتين أمام الأمر الواقع، ولكنّه لم ينجح في إكساب المراهقين نضوجاً كافياً لتحمّل مسؤوليّات الحياة الزوجيّة، وفق ما تقول الوالدة، وتضيف: "لم تقدّر زوجة ابني مصاعب الحياة الزوجيّة التي ستترتب عليها، فهي ما زالت طفلة ولا تتحمّل أية مسؤوليّة منزليّة، فكبرت المشكلات بيننا باعتبار أنني لست مضطرة لخدمتها". وتتابع الوالدة: "نور معتادة على الدلع واللعب والضحك والكزدرة، ولم تتغيّر منذ زواجها، بل كانت كلّما انتهرتها أو طلبت منها القيام بواجباتها تشكوني إلى ابني، إلى أن وقعت الحادثة الأخيرة".


الحادثة
يوم الجمعة الماضي، وفي طلعة الرفاعية في أبي سمرا، وقع إشكال بين "الكنّة والحماة"، رفضت الأولى القيام بواجباتها المنزليّة، فانتهرتها الثانية وطردتها وابنها من منزلها. لجأت نور إلى زوجها الذي يعمل في مطعم على مقربة من المنزل لتشكو أمه، وتتابع صوفي: "لم أعد قادرة على تحمّل دلعها ولا خدمتها وتحمّلها، فطردتها وابني من المنزل. ذهبت إلى عمله لتشكوني ولحقت بها، فحصل تلاسن بيني وبين ابني في الطريق. كان يملأ عربات الديليفيري بالبنزين، ونتيجة الإشكال رماني بها من دون قصد محاولاً إضرام النار بي. في هذا الوقت اتصل الجيران بالقوى الأمنيّة التي حضرت مسرعة وأوقفته".


تقدّمت الوالدة بشكوى على ابنها، وسرعان ما أسقطتها في اليوم نفسه، وتقول: "أسقطت الدعوى بحقّ ابني لأنه لم يقصد حرقي أو قتلي، بل حصل ذلك في لحظة غضب، ولم أصب بأي مكروه. كما أن أهل الفتاة حضروا إلى منزلنا وأفهموها واجباتها، وتمت المصالحة. أردت منهما أن يفهما وأن يتحمّلا المسؤوليّة على أمل أن يتحقّق ذلك".


الرواية الأمنيّة
إلى ذلك، أكّدت مصادر أمنيّة لـ"النهار" أن الشاب ما زال موقوفاً بانتظار قرار المدعي العامّ الذي من المفترض أن يمثل أمامه غداً للبت بقضيته، وإصدار قرار بإخلاء سبيله أو تغريمه.


وتشير المصادر إلى أن العرداني رمى والدته بمادة البنزين بسبب خلافات عائليّة بينها وبين زوجته، لكنه لم ينجح في إشعال النار فيها، بعدما منعه المدنيون من ذلك بمؤازرة القوى الأمنيّة، راشين الوالدة بالمياه، مع العلم أنها لم تتأذَّ ولم تدخل المستشفى.


خلافات بسيطة، سوء تقدير للمخاطر، وانفعال آنيّ، عوامل قد تودي إلى نتائج لا تحمد عقباها. ميرفت صوفي نجت من الموت حرقاً، وابنها المراهق لم يدفع الثمن غالياً، ولحسن حظهم لم يقع المحظور.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم