الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

قدامى جامعة القديس يوسف، أين أنتم؟

المصدر: "النهار"
يارا عرجة
قدامى جامعة القديس يوسف، أين أنتم؟
قدامى جامعة القديس يوسف، أين أنتم؟
A+ A-

140 سنة مضت على تأسيس جامعة القديس يوسف في لبنان، هذا الصرح الوطني الكبير والإرث الثقافي، ولا تزال منارة للفكر والعلم والانفتاح والنجاح، يتألق طلابها ومتخرجوها ويبدعون أينما حلوا وفي أي اختصاص عملوا. في عيدها الـ 140، حضر 140 متخرّجاً إلى حفل عشاء إطلاق جمعية قدامى متخرجي جامعة القديس يوسف في الشمال، لتكون هذه الجمعية بمثابة هدية تحمل في طياتها عبق الوفاء والمحبة والإخلاص.



مخاض الولادة



شاءت جامعة القديس يوسف منذ زمن أن تختصر المسافات لتكون أقرب من الطالب، فأنشأت مراكز تعليمية عدة لها أحدها مركز الدروس الجامعية للبنان الشمالي الذي يضمّ اختصاصات متنوعة تبدأ من إدارة الأعمال، مروراً باللغة الفرنسية وآدابها وعلم الحساب وكلية التربية وفرع الكيمياء الحيوية وغيرها. حاول عدد كبير من طلاب هذا المركز سابقاً تأسيس رابطة خاصة بهم، حتى دقت الساعة أخيراً فتألّفت اللجنة التأسيسية بحسب الأستاذة المحاضرة لارا جيلاليان منسقة مادة اللغة الفرنسية وآدابها في المركز من "رانيا غانم، نبيل نصور، رودي عريجي، سمر خشمان التي كانت من الاوائل الذين طالبوا بتأسيس رابطة متخرجي جامعة القديس يوسف في الشمال، مع دانيا نابلسي ودينا مرعي، فضلاً عن ماريا حبيب، كريستين أبوستوليديس، وأنا(جيلاليان) لكوننا أعضاء في جامعة القديس يوسف. تنتهي صلاحية اللجنة التأسيسية مع انتخاب اللجنة الإدارية ولجنة إدارة الجمعية، وقد لبّى جميع القدامى نداءنا لتأسيس اللجنة وإطلاق الرابطة التي تنتمي لاتحاد قدامى متخرجي جامعة القديس يوسف".



تتحدّث السيدة رانيا غانم وهي طالبة سابقة لـ "النهار" عن هدف هذه الجمعية الذي يقضي بضمّ "أكبر عدد ممكن من القدامى. ولم نواجه أيّ مشكلات بفضل المعطيات التي أُمنت لنا وسهّلت عملنا كثيراً. فرحنا نتواصل مع محيطنا لإعادة لمّ شمل أسرة الجامعة اليسوعية". وتنوّه غانم بأنّ تأسيس الجمعية "يترافق مع عيد ميلاد مركز تعليم جامعة القديس يوسف في الشمال الذي يطفئ شمعته الأربعين عام 2016، فأردنا أن يكون لهذه الجمعية حضور قوي وفاعل قبل حلول العيد للمشاركة في تنظيم الأنشطة كلّها". وتدعو غانم زملاءها إلى الالتحاق بهذه الجمعية لأنّ " جامعة القديس يوسف ليست فقط مركزاً للتعليم بل هي منزل وأسرة حميمة لا يجب الافتراق عنها أبداً".



ميزة جمعية قدامى متخرّجي جامعة القديس يوسف في الشمال



لطالما تميّز مركز الدروس الجامعية للبنان الشمالي بجوّه الحميمي والعائلي الذي يحيط بالطالب بين أشجار الزيتون والبحر الأزرق، الأمر الذي يؤمن له أجواء ملائمة لاكتساب المعرفة وتوطيد العلاقات مع الآخر. وقد حرص على تأمين هذا الجوّ قافلة من الحرّاس، آخرهم السيّدة فاديا علم الجميل وابتسامتها الدافئة التي لا تفارقها أبداً. تشير الجميل مديرة مركز الدروس في لبنان الشمالي، إلى أنه "كان يجب تأسيس الجمعية منذ زمن طويل لكن الظروف لم تسمح حتى الآن، وذلك بفضل الأب سليم دكاش على رأس الجامعة، الذي أعطى نفحة مميزة وروح جديدة لقدامى جامعة اليسوعية ليس فقط في الشمال إنما في كل أنحاء لبنان والعالم." ولجمعية قدامى متخريي جامعة القديس يوسف في الشمال هوية "تكمن في استقطاب جميع قدامى الجامعة من مختلف الكليات والذين طلبوا العلم على مقاعدها في خارج عاصمة الشمال، ضِف كذلك طلاب مركز الدروس الجامعية للبنان الشمالي، فليس لرابطة القدامى لمنطقة الشمال اختصاص معين إنما لها هوية واحدة وهي هوية الجامعة اليسوعية". وتنوّه الجميل بأنّ هذه الجمعية "تعمل على تنظيم النشاطات كغيرها من الجمعيات، وتحمل رسالة ثقافية وتربوية واجتماعية لنشرها في الشمال لأنها تحمل اسم جامعة القديس يوسف (...) الجامعة هي كحضن الأم، مهما ابتعد الشخص عنه واغترب، يعود دائماً إليه طالباً الدفء والحنان والطمأنينة".



جامعة القديس يوسف صورة لبنان



تحرص جامعة القديس يوسف على تعليم طلابها معنى المواطنة الحقة والتعايش مع الآخر بمحبة وإخاء ومساواة، وتسعى إلى تطبيق ذلك عبر الأندية والنشاطات والندوات. ويشدد الأب سليم دكاش الذي يجوب العالم للمّ شمل قدامى الجامعة اليسوعية، على الرابط بين جامعة القديس يوسف ولبنان بالقول "تأسيس الجمعية جاء بإطار دينامية تعيشها الجامعة والمتخرّجون الذين يعون انتمائهم إلى الجامعة وتشجيع مجلس الجامعة ورئيسها لتأسيس الرابطة. منذ سنتين أسس أكثر من جمعية في لبنان كما في الخارج في مونتريال، مثلاً، وقطر والآن في لندن. أنا على يقين أن قوة الجامعة اليوم بسفرائها أي متخرجيها الذين يمثلون القيم المعرفية والاجتماعية والروحية التي تعلموها فيها أينما كانوا." ويضيف "الجامعة اليسوعية جسم مصغر عن لبنان، من هنا تبرز أهمية العمل مع القدامى الذين يبلغ عددهم حالياً نحو 60 إلى 70 ألف متخرّج، لإعطاء دفع للروحية اللبنانية، روحية العيش المشترك وجمالية لبنان، والمشاركة في النهضة الوطنية." ويشير إلى أنّ "تأسيس هذه الجمعية هو هدية للجامعة اليسوعية في عيدها الـ 140. وقد تأسست بفضل مجموعة لديها اقتناع راسخ واندفاع بضرورة تأسيس الجميعية وللسيدة فاديا الجميل. فشمال لبنان هو مخزن لقدامى الجامعة بشكل عام، ثمة الكثير من الأطباء الذين درسوا في بيروت وهم من الشمال. أعتبر أن هذه المهمة نجحت بفضل روح الجامعة، وأسرة الجامعة اليسوعية التي تشمل الإدارة والطلاب والمتخرجين، والتي أحرص على تقريب بعضها من بعض".



تستمرّ جمعية قدامى متخرجي جامعة القديس يوسف في الشمال في لمّ شمل أفراد أسرتها، وهي تعد بالكثير من النشاطات التي تصبّ في مصلحة الجامعة خصوصاً ولبنان عموماً. 140 سنة قد مضت، ولا تزال الجامعة اليسوعية تسعى بكل ما أوتيت من قوة وعزم على التواصل مع متخرجيها وجمعهم تحت رايتها، لكونهم سندها ومصدر اعتزازها والمثال الساطع على دورها ورسالتها في تقديم جيل مثقف ومتعلم وناجح.


[email protected]


Twitter: Yara_Arja


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم