الهبّة الفلسطينية مستمرة... وواشنطن تستبعد تسوية قريبة

قبل لقائه الاثنين مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين #نتنياهو، نقلت مصادر عن إدارة الرئيس الأميركي باراك #اوباما إن الفلسطينيين والإسرائيليين ليسوا في واقع يسمح لهم بالتفاوض للتوصل إلى حلّ نهائي حول القضايا الجوهرية خلال المهلة المتبقية من الولاية الرئاسة الأميركي، وأن أوباما سيبحث مع نتنياهو في "خطوات لتبادل الثقة مع الفلسطينيين وقضايا تتعلق بالتعاون بين واشنطن وتل أبيب".

وصدر هذا الموقف في اتصال لنائب مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، بن رودس ومسؤول الشرق الأوسط في البيت الأبيض روبرت مالي بالسفير الأميركي في إسرائيل دان شابيرو. وقال المسؤولان الأميركيان إن واشنطن "تسعى من خلال الاجتماع (بين أوباما ونتنياهو)، ومن خلال الاتصالات مع الفلسطينيين الى التأكد ان غياب الفرصة لا يعني التوتر والاحتكاك الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل تريد واشنطن أن يتخذ الطرفان خطوات واضحة لمنع الاشتباكات والتحريض"، مع التأكيد على أن "المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية لطالما كانت سبباً في توتر الاوضاع، وموقف الإدارة الأميركية بهذا الشأن معروف".

وأضافا أن "الرئيس الأميركي يريد من نتنياهو ولفلسطينيين الإعلان عن الالتزام مجدداً بحلّ الدولتين واتخاذ خطوات عملية تخدم هذا الهدف على الأرض".

ويتوج اجتماع أوباما ونتنياهو مشاورات عسكرية كثيفة بين المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين، وتأمل واشنطن في التوصل إلى مذكرة تفاهم أمنية عسكرية بين الدولتين تضمن لإسرائيل "حماية نفسها بنفسها"، وهذا مطلب لنتنياهو جاوب معه أوباما بمنح إسرائيل شبكة صواريخ مضادة للصواريخ وطائرات "أف 35" التي لا يملكها أي سلاح جو إلا سلاح الجوّ الأميركي.
وقال رودس إنه "من غير المتوقع ان يتم الاعلان عن رزمة مساعدات اميركية جديدة لاسرائيل خلال زيارة نتنياهو لواشنطن، إذ ان المداولات حول هذا الموضوع لا تزال جارية".

ميدانياً
وفي غضون ذلك، قتل الجيش الاسرائيلية الفلسطينية ثروت الشعراوي (72 سنة) من الخليل والفلسطيني سلامة أبو جامع (23 سنة) في قطاع غزة. وأصيب مستوطنان بالرصاص قرب الحرم الابرهيمي في الخليل قال الجيش الاسرائيلي إن قناصا فلسطينياً اطلق النار عليهما. كذلك تعرضت اسرائيلية لجروح بالسكين في مستوطنة شعار بنيامين شرق رام الله . وأقفل الجيش الاسرائيلي الطريق إلى شمال الضفة الغربية من جهة غور الأردن، وحاجز جبع العسكري بين رام الله وأريحا.

وألقيت زجاجات حارقة على سيارات للمستوطنين في الخليل ومخيم العروب وطوباس بشمال الضفة، وفي عين يبرود وحزما بشرق رام الله. واندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين في مدن وبلدات الضفة الغربية وعند السياج الأمني الفاصل في قطاع غزة، وأصيب فلسطينيون بالرصاص الحي أو المطاطي، وعشرات بالاختناق من الغاز المسيل للدموع.

وجُرح فلسطيني بالرصاص الحي في مواجهات على مدخل بلدة بيت أمر شمال الخليل. واندلعت مواجهات مماثلة في حي جبل الطويل بشرق البيرة، فأصيب فلسطيني بعيار ناري، وآخرين بعيارات مطاطية.

وأصيب سبعة فلسطينيين بعيارات نارية في مواجهات بين الشبان وجنود اسرائيليين شمال بيت لحم. واستمرت التظاهرات الأسبوعية المناهضة للاستيطان وقضم الأراضي في بلعين وكفر قدوم والنبي صالح.

ودارت مواجهات في منطقة الفراحين شرق مدينة خان يونس سقط فيها أبو جامع بعد إصابته بعيار ناري قاتل في القلب. وأصيب فلسطيني آخر قرب معبر المنطار شرق مدينة غزة في اشتباكات امتدت الى معبر بيت حانون ايريز.

القدس
وأدى أمس نحو 30 ألف فلسطيني صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط إجراءات مشددة يفرضها الجيش الاسرائيلي منذ أسابيع على القدس. وأوقف جنود منتشرون في شوارع البلدة القديمة وأسواقها الشبان خلال توجههم الى الصلاة وفتشوهم شكل استفزازي ومهين.

وسُيرت دوريات راجلة ومحمولة وخيالة، ونُصبت حواجز عسكرية وأخرى للشرطة في الشوارع القريبة والمحاذية لسور القدس التاريخي. وتسبب إقفال الأحياء والبلدات المقدسية بمكعبات اسمنتية وسواتر ترابية وحواجز عسكرية الى الحدّ من تدفق المواطنين على المسجد.

وأكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري في خطبة صلاة الجمعة في الأقصى أن "الوضع القائم الذي يريده شعبنا في المسجد الأقصى هو ما كان عليه قبل عام 1967، أي التحرر من كل احتلال، وليس ما يريده ‫‏الاحتلال بالوضع الحالي من انتهاكات صريحة لحرمة المسجد والاعتداء على المصلين وحجز الهويات وتحديد الأعمار".