ما هو حلّ عمّيق ولماذا رفضته خطّة الوزير شهيّب؟

انطلقت عطلة نهاية الأسبوع الماضي بشيء من التفاؤل بأن يحمل مطلع هذا الأسبوع شيئاً من التقدّم الإيجابي على مستوى أزمة النفايات وتطبيق خطة وزير الزراعة أكرم شهيّب وصولاً إلى التخلص من مشاهد القمامة المنتشرة في كلّ مكان. تذليل العقبات وتطبيق الخطة يبقيان بعض التساؤلات مفتوحة حول بيئيّة التطبيق وخصوصاً أن بعض المطلعين يلمحون إلى أن خطة شهيّب هي خطّة مفخخة الهدف منها فرض المطامر للتوصل بعد 18 شهراً إلى طرح المحارق كحلّ نهائي، وما رفض حلّ عميق البيئي إلا تأكيد على ذلك. ولكن ما هو حلّ عمّيق ولماذا لم تأخذ به اللجنة المكلفة معالجة أزمة النفايات على رغم أنه ينفي الحاجة إلى مطامر؟

المنسّق العام للإئتلاف المدني الرافض للخطة الحكومية للنفايات رجا نجيم أوضح لـ"النهار" التفاصيل المرتبطة بحلّ عميق لافتاً إلى أنه "الحل الوحيد العام الشامل الذي لا يقوم على الطمر ولا على المحارق بل على الفرز والمعالجة البيئية". وأضاف "عميق هي عبارة عن منطقة بمساحات شاسعة تضمّ أراضي زراعية في منطقة البقاع الغربي تفوق مساحتها المليون متر مربّع، وتعود ملكية هذه الأراضي إلى آل سكاف الذين يريدون استصلاح أرضهم وتحسين تربتهم الزراعية لذلك هم يفتّشون عن النفايات العضويّة لتحويلها سماداً يجدّد تربة أرضهم ويزيدها خصوبة. لذلك يمكن نقل النفايات العضوية إلى عمّيق خلال المرحلة الاستثنائية الممتدة 18 شهراً، بحيث تشكل هذه المرحلة فترة تدريبية تعتاد البلديات فرز نفاياتها وتصير مستعدة لدخول المرحلة المستدامة بحيث تتحوّل النفايات العضويّة إلى سماد زراعي وتباع النفايات الأخرى التي يعاد تدويرها فتستفيد منها البلديات". ولفت نجيم إلى أن "خطة شهيب تطرح نقل النفايات إلى العمروسية والكرنتينا لفرزها وتوضيبها ونقلها إلى المطامر المقترحة، في وقت لا يحتاج الحل الذي تقترحه عميق إلى الطمر بل مجرد الفرز والمعالجة بحيث تلزم البلديات بالفرز وتعالج لاحقاً النفايات إما بالبيع وإعادة التدوير وإما بنقل النفايات العضوية إلى عميق وتحويلها سماداً. اقترحنا الخطة على اللجنة الوزارية المكلفة معالجة أزمة النفايات وأرفقناها بدراسات ومستندات تحدد الخطوات والفائدة وكل التفاصيل، كما اقترحها حزب الكتائب أيضاً مراراً، لكن الحل رُفض من دون أي مبرّر فيما يحاولون اليوم تنفيذ خطة تقوم على إخفاء المشكلة بطمرها بدل حلّها من غير أن يكونوا قادرين بعد 18 شهراً على نقل البلديات إلى المرحلة المستدامة لأن الأخيرة لن تشارك في عملية الفرز في المرحلة الأولى أي الاستثنائية".
وبحسب نجيم "رُفض حل عميق بهدف تمرير الصفقات وفرض المحارق كحل لموضوع النفايات بعد 18 شهراً، فقد بات واضحاً أن خطة شهيّب هي خطة مفخخة وأنا أتهم مجلس الإنماء والإعمار مباشرة بكل ما يحصل". وأضاف "طرحهم هذا مجنون والله يسامحو لأكرم شهيب. هلّا يبرّر لنا لماذا لا ينتقل إلى مرحلة التنفيذ طالما أن أهالي الناعمة وافقوا على مهلة السبعة أيام؟ هو يحافظ على موضوع مطمر الناعمة ورقةً بيده للضغط على الأحزاب، ولكن لمَ إدخال الأحزاب في هذه المشكلة بدل الامتثال لمطالب الشعب؟ الشعب لا يريد المطامر لكنهم لا يقترحون بديلاً، لماذا يقصون حلّ الفرز على رغم أنه حلّ مثالي وبيئي؟ الجواب هو فرض المحارق والأيام بيننا وسيثبت ذلك للجميع".

[email protected] 
Twitter: @azarpascale