السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

تحضير لانتخاب عضوين لنقابة المحامين في طرابلس: معركة محتدمة إسلامياً وشبه تزكية للعضو المسيحي

مصطفى العويك
تحضير لانتخاب عضوين لنقابة المحامين في طرابلس: معركة محتدمة إسلامياً وشبه تزكية للعضو المسيحي
تحضير لانتخاب عضوين لنقابة المحامين في طرابلس: معركة محتدمة إسلامياً وشبه تزكية للعضو المسيحي
A+ A-

تشهد نقابة المحامين في طرابلس في الثامن من الشهر الجاري محطة انتخابية جديدة لانتخاب عضوين جديدين لعضوية مجلس النقابة بعد انتهاء ولاية العضو المسيحي النقيب الأسبق ميشال خوري، والعضو المسلم المحامي سعدي قلاوون.


تتحضر الاحزاب والتيارات السياسية لخوض غمار المعركة بكثير من الجدية لاثبات وجودها في أهم نقابة مدنية في طرابلس، بينما يسعى المرشحان للمركز المسلم: المحامي عبد السلام الخير (مدعوماً من قوى 8 آذار وتيار الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي والمستقلين)، والمحامي محمد خليل (المدعوم من قوى 14 آذار و"تيار المستقبل" خصوصاً)، الى كسب ثقة زملائهما وتحقيق الفوز في صورة ديموقراطية هادئة، عبر زيارات انتخابية يقومان بها انفرادياً لما يمكن تسميته بالمفاتيح الانتخابية داخل نقابة المحامين، ولمكاتب النقباء السابقين التي تؤدي دوراً أساسياً في كل استحقاق انتخابي. وقد تسمح الظروف لهذه المكاتب بأن تساعد احد المرشحين في النجاح وتكون سبباً في خسارة خصمه. ويسعى كل من الخير وخليل الى تقديم برنامج عمل نقابي بحت، بعيد كل البعد عن المنطق السياسي، باعتبار أن ما يجمع المحامين نقابياً أكثر مما يفرقهم سياسياً، وان المطالب التي يسعون الى تحقيقها لتحصين ظروف عملهم المهنية، سواء في تعاملهم مع الجسم القضائي او الموظفين في قصر العدل، تتقدم على هوية المرشح السياسية، رغم أهميتها.
ويمكن القول إن المعركة الحقيقية "إسلامياً" محصورة بين الخير وخليل، وفي حال استمر المحامي بلال هرموش في ترشحه، وهو شقيق النائب السابق اسعد هرموش، يمكن أن يحجب أصوات محامي "الجماعة الاسلامية" عن الخير أو خليل لمصلحته، بما قد يصب في مصلحة أحد المرشحين على الآخر، مع أن مصادر نقابية متابعة للملف عن قرب ترجح انقسام محامي "الجماعة الاسلامية" قسمين: الاول يصوت للخير والآخر لهرموش مراعاة وأكراماً لشقيقه أسعد، بالتالي عدم التصويت لمرشح "تيار المستقبل" استكمالاً للنهج الذي رسمته قيادتها بالابتعاد عن "المستقبل" والتقرب من الرئيس السابق ميقاتي لاعتبارات عدة.
أما مسيحياً فتبدو الأمور أقل تعقيداً، إذ أن المعركة التي سيخوضها المحامي طوني خوري سهلة باعتبار انه حائز شبه تزكية من كل المكونات النقابية والاحزاب السياسية، ولا معركة حقيقية سيخوضها. ورغم ذلك لا يمكن الاستهانة اطلاقاً بخصمه المحامية جيزيل الدويهي (مدعومة من النقيب السابق فادي غنطوس)، وبما يمكن ان تشهده الايام الأخيرة من تطورات.
يذكر أن ترشيح خوري والموافقة شبه الكلية التي حصل عليها، كانا على خلفية نشاطه النقابي المميز، ولتبني غالبية القوى المسيحية ترشيحه، فتيار "المردة" و"التيار الوطني الحر" تبنياه رسمياً و"القوات" مع هذا التوجه لكنها لم تبينها رسمياً بعد. والمتوقع كما علمت "النهار" ان يعلن "تيار المستقبل" في 31 من الشهر الجاري خلال عشاء دعمه للمرشحين: محمد خليل، وطوني خوري بما يرفع اسهم فوز المرشح المسيحي، ويكشف أكثر عن معالم المعركة القوية والصعبة التي ستجري على المقعد المسلم لهذه الدورة. وسيزيد من قوة المعركة وصعوبتها الانقسام الحاد بين مكاتب النقباء السابقين في دعم المرشح المسلم، بحيث يمكن القول إن "نصف النقباء السابقين أعلنوا صراحة تأييدهم للخير بينما أعلن القسم الآخر تأييده لخليل"، وفقاً لمصادر نقابية مطلعة، وهذا يجعل المعركة في مهب تأويلات وتحليلات لن تنهيها سوى نتائج الصندوق.
يذكر أن جلسة الانتخاب الأولى كما نص القانون أول أحد من تشرين الثاني، ومع تعذر الانتخاب بسبب عدم اكتمال النصاب يدعو النقيب الى جلسة انتخاب ثانية الأحد الذي يليه أي في 8 – 11 – 2015 لملء المراكز التي شغرت بفعل انتهاء الولاية. فهل ستجدد قوى 14 آذار انتصارها في نقابة محامي طرابلس، وتمسك أكثر فأكثر بزمام أمور النقابة؟ أم أن قوى 8 آذار سيكون لها رأي آخر في هذه الانتخابات فتعود من خلالها لتذكر بأنها لا تزال موجودة وقوية في الشمال، لا بل قادرة على تحقيق انتصار؟.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم