الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هيلاري متقدمة، بوش متراجع، وترامب غاضب

المصدر: "النهار"
هشام ملحم
هشام ملحم
هيلاري متقدمة، بوش متراجع، وترامب غاضب
هيلاري متقدمة، بوش متراجع، وترامب غاضب
A+ A-

قبل مئة يوم من بدء الانتخابات الحزبية الاولية لاختيار مرشحي الحزبين الديموقراطي والجمهوري لمنصب الرئاسة، يمكن تلخيص المشهد الانتخابي في هذه اللحظة بالشكل التالي : انجزت #هيلاري_كلينتون افضل اسبوع لها منذ اعلنت ترشيحها واقتربت اكثر من أي وقت مضى من ضمان حصولها على ترشيح حزبها، بينما وجد #جيب_بوش نفسه يلجأ الى عائلته لانقاذ حملته من الغرق، في الوقت الذي صعق فيه دونالد ترامب المرشح الاكثر ضجيجا لانه يتراجع وللمرة الاولى امام بن كارسون المرشح الاكثر هدوءا ( للاثنين مواقف متطرفة ونافرة، وان كان اسلوبهما في التعبير عنها متناقضان) في استطلاعات الرأي.


نجحت كلينتون في الاسبوع الماضي في احياء حملتها بعدما أعلن نائب الرئيس جوزف بايدن انه لن يدخل السباق، وأنهى بذلك التكهنات التى هيمنت على السباق بين المرشحين الديموقراطيين لاكثر من شهرين والتي اقلقت حملة كلينتون، لان بايدن كان يعتبر منافسا قويا لها لدى بعض الشرائح الاجتماعية الهامة في الحزب الديموقراطي مثل العمال.


وجاء هذا التطور بعد الاداء القوي لهيلاري كلينتون في اول مناظرة للمرشحين الديموقراطيين. ولكن الامتحان الاصعب الذي اجتازته كلينتون بتفوق كبير كان في ادائها الواثق والقوي في جلسة استماع ماراتونية استمرت 11 ساعة نظمتها اللجنة الخاصة للتحقيق في حادث بنغازي 2012 والذي ادى الى مقتل 4 اميركيين، من بينهم السفير الاميركي لدى ليبيا كريستوفر ستيفن.


واخفقت محاولات الاعضاء الجمهوريين في اللجنة المنبثقة من مجلس النواب تحميل كلينتون مسؤولية السياسة التي اوصلت الى هجوم بنغازي، على رغم وجود تناقضات وتفاوت في شروح كلينتون خلال السنوات الثلاث الاخيرة لما حدث في بنغازي. وحافظت كلينتون على هدوئها خلال السجال مع الجمهوريين في اللجنة، وكان من الواضح انها حضرت نفسها لكل الاحتمالات، وتحدثت بثقة، واظهرت قدرتها على الرد السريع والمفصّل، واغتنمت الفرصة لكي تشرح للاميركيين كيف تنظر للعالم ومفهومها للسياسة الخارجية التي يجب ان تنتهجها الولايات المتحدة في عالم يتغير باستمرار.
وكان الجمهوريون قد علقوا امالا كبيرة على جلسة التحقيق لتعطيل حملة كلينتون من خلال اظهارها بانها تفتقر الى الصدقية او انها سعت الى اخفاء اجراءاتها خلال اعمال العنف في بنغازي لتغطية اخفاقها.ومرة اخرى ساهمت مبالغات الجمهوريين وأخطائهم في اعطاء هيلاري كلينتون فرصة جديدة لكي تحبط خططهم لتقويض حملتها.


واذا كانت هيلاري كلينتون، التي تمثل السلالة الديموقراطية في السباق، قد احرزت خطوة كبيرة في اتجاه الحصول على ترشيح حزبها، فان جيب بوش ممثل السلالة الجمهورية في الطريق الى البيت الابيض، والذي كان متوقعا عند بدء السباق ان يكون في وضع مشابه لموقع كلينتون الان، قد اضطر الى دعوة كبار المتبرعين لحملته الى اجتماع طارئ في تكساس في حضور والده وشقيقه اللذين سبقاه الى البيت الابيض، وكذلك والدته للبحث في سبل احياء حملته التى بدت في الاسابيع الاخيرة وكأنها في غرفة العناية الطارئة. وتضعه الاستطلاعات في المرتبة الرابعة بعد المرشحين ترامب وكارسون والسناتور ماركو روبيو (وهو مثل جيب بوش من ولاية فلوريدا). وقبل الاجتماع اعلن جيب بوش، الذي لا يزال يعتبر المرشح الذي حصل على تبرعات مالية كبيرة حتى قبل بداية الحملة، عن اجراءات تقشف، اضطرته الى فصل بعض العاملين في حملته، وتقليص نشاطه الانتخابي وحصره في ولايتي نيوهامبشر وساوث كارولينا، وهي من الولايات الاولى التي تبدأ فيها الانتخابات الحزبية.


المرشح دونالد ترامب، الذي يتلذذ بتوجيه الاهانات المباشرة والضمنية لجيب بوش واتهامه بالبلادة، سخر من بوش "الذي سيجتمع اليوم مع الماما والبابا". ومن الواضح ان حسابات عائلة بوش، ومعها ما يسمى بالمؤسسة التقليدية للحزب الجمهوري قد فوجئوا، لا بل صعقوا للتغييرات الجذرية التي طرأت على الحزب الجمهوري، منذ غادر جورج بوش الابن البيت الابيض.


وهناك نقمة عامة في الحزب من قيادته التي عجزت عن التصدي لبرامج باراك اوباما وخصوصاً قانون الرعاية الصحية، وهذه النقمة تنعكس في دعم اليمين الجمهوري، المتمحور حول "حزب الشاي" وهو الجناح المتشدد في الحزب الذي انبثق كرد فعل نافر ضد فوز اوباما بالرئاسة، للمرشحين من خارج المؤسسة التقليدية للحزب الجمهوري، مثل ترامب وكارسون. هذا الجناح المتشدد في الحزب لا يثق بالسياسيين الجمهوريين التقليديين ويتهمهم بالتسويات والحلول الوسط مع الديموقراطيين. مؤيدو جيب بوش سيراقبون باهتمام كبير ادائه مساء الاربعاء في المناظرة مع المرشحين الجمهوريين، وتحديدا كيفية تصديه لدونالد ترامب. وتعتبر هذه المناظرة ربما الفرصة الاخيرة لجيب بوش لكي لا يخيب آمال عائلته والجناح "المعتدل" في الحزب بارسال بوش ثالث الى البيت الابيض خلال اقل من 30 سنة.


ورفض المرشح ترامب بحدة قوية استطلاعات الرأي التي اظهرته في المرتبة الثانية بعد كارسون في آيوا، الولاية الاولى التي تبدأ فيها الاجتماعات الحزبية لاختيار مرشح الحزب، مدعيا بانها استطلاعات ملغومة يشرف عليها اعداؤه. هذه الاستطلاعات تبين مرة اخرى ان المرشحين في السباق الطويل سوف يتقدمون ويتخلفون بشكل مستمر الى ان تنتهي عمليات التصويت في الولايات الثلاث او الاربع الاولى.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم