السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

رحلات الموت على طريق الهروب من الموت...

عكار- ميشال حلاق
رحلات الموت على طريق الهروب من الموت...
رحلات الموت على طريق الهروب من الموت...
A+ A-

من الشواطئ الاندونيسية – الاوسترالية الى الشواطئ التركية – الاوروبية، الى غيرها من الشواطئ والمعابر غير الشرعية بين الحدود...ومن عكار شمالاً الى اقصى الجنوب ومن البقاع حتى البحر وما بين قبعيت العكارية والاوزاعي وبلدات لبنانية عديدة، دموع كثيرة على ابناء اعزاء، شهداء ضحايارحلات الشقاء والعذاب بحثا عن العيش الكريم وهربا من الموت في اوطان استهان حكامها بقيمة شعوبهم التي فضلت الهروب الى اوطان بديلة أملاً في بناء حياة جديدة وكرامة افتقدها المهاجرون في اوطانهم لكن الموت هو هو.فالبحار باتت غير قادرة على استبقاء مئات الجثث الغارقة فيها والامواج تلفظها الى شواطىء بعيدة تلاشت عليها كل الاحلام والامنيات لترتفع من جديد عذابات تضاف الى عذابات الاهل الذين ما ان ودعوا ابناءهم لبعض الوقت ليتسقبلونهم في نعوش هي اقرب الى قوارب الموت الى دنيا الفناء.


ويجمع كثيرون، الشباب منهم على وجه الخصوص، وعائلات بمجملها، بأن الرحيل بات السبيل الوحيد امامهم وهذه الاحاديث تسري كما الريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي من"الفايسبوك" و"الواتساب" وغيرهما...فقسم كبير من الشباب "بشكل علني او بالخفاء" قد اندفعوا لترتيب امورهموغادروا على عجل، منهم من وصل ومنهم من ارتحل... والكثير الكثير في القرى والبلدات العكارية كما في باقي المناطق اللبنانية قد غاب عنها شباب اثروا الهروب الى مستقبل افضل على ما يقولون وهناك اعداد اضافية تتحضر للرحيل غير ابهة بما قد يرتبه هذا الامر من مخاطر على حياتهم وجلهم من الشباب ما بين 18 و 30 سنة".


ويقول عاطف (23 سنة) مجاز في الكمبيوتر:"لا امل لنا في هذا البلد، الكل خائف الكل يعيش لااستقرارا والاهل باتوا غير قادرين على تحمل الاعباء كل شي واقف لا فرص عمل ومن يعمل مهدد بالصرف من وظيفته في اي لحظة وثمة الاف الافواه الجائعة اتوا من بلدان شتى ينافسونك على لقمة عيشك وتساوينا جميعا في هذا الهم لبنانيين وفلسطينيين وسوريين وعراقيين ومن دول اسيوية عدة. والافق بات مسدودا في لبنان وفي المحيط العربي بمجمله الذي تاكله النار وهي فرصتنا اليوم اللجوء الى اي دولة اوروبية او غير اوروبية شأننا بذلك شأن شعوب الارض وما يحصل هو بالنهاية قدر الله، ومهما حصل افضل من ان نكون وقودا لحرب ايا كانت هذه الحرب".


ويشير حكيم وهو اب لثلاثة اطفال يعمل كـ "دهان" بأن حالة من اليأس والاحباط تاكل الجميع امثاله ممن يفكرون ببناء حياة افضل سعوا لتحقيقها في بلدهم وفي بلداتهم وقراهم ولكنهم اخفقوا ومن يسال ومن يهتم بشؤون الناس في هذا البلد الذي لا راس له ولا قاع، و"انا مش فرقانة معي" قررت وعائلتي السفر بجواز سفر لبناني او بجواز سفر سوري فلسطيني او جواز سفر يؤمن لي الخروج من هذا البلد لن اتردد، وان مت لا سمح لله فلا فرق "هيك هيك بالنهاية انا هون ميت". اقله محاولتي للسفر مغامرة ارجو ان يكتب لي فيها النجاح لاسعاد عائلتي فمن حق اولادي علي بناء مستقبل افضل لهم.


انها مأساة حقيقية ستتعاظم مع قابل الايام، وهي ستترك تداعيات كبيرة وهي برسم المسؤولين جميعا...هل من مجيب؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم