الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حزب "القوات اللبنانية" ليس غائباً بل يراقب ويعدّ مع "التيار الوطني الحر" مشاريع لصالح المسيحيين

ألين فرح
حزب "القوات اللبنانية" ليس غائباً بل يراقب ويعدّ مع "التيار الوطني الحر" مشاريع لصالح المسيحيين
حزب "القوات اللبنانية" ليس غائباً بل يراقب ويعدّ مع "التيار الوطني الحر" مشاريع لصالح المسيحيين
A+ A-

رئاسة الجمهورية فارغة، مجلس النواب معطّل ولا يعمل، والحكومة في شلل أو موت سريري... مواقف الاطراف السياسيين تختلف وتتفاعل وتتصادم. وحدها "القوات اللبنانية" تقف مراقبة، رئيسها ونوابها مقلّون في الكلام.
في المدة الأخيرة كثرت الحوادث والاستحقاقات التي مرّت بلبنان، و"القوات" شبه غائبة، كما يحلو للبعض القول. هكذا كثرت التحليلات والتفسيرات بأنه على اثر ورقة "إعلان النيات" بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، تراجع الأخير عن اتخاذ مواقف ذات سقف عالٍ "مسايرةً" لعون على حساب حلفائه في 14 آذار، وخصوصاً الرئيس سعد الحريري. لكن هل فعلاً تغيب "القوات" والدكتور جعجع عن المواقف والقرارات السياسية؟
يسخر مصدر مسؤول في "القوات" من هذه التحليلات، ويشدد على أن "القوات" ما زالت على مواقفها، لكن في ما يتعلق بآداب المخاطبة السياسية فإنها تحترمها كما "التيار الوطني الحر" بعد التوقيع عليها كبند أول في وثيقة "النيات". فمنذ البحث في تشكيل هذه الحكومة، حذرت "القوات" غير مرّة من ان تشكيل حكومة غير تكنوقراط تأخذ البلد الى مهالك غير محمودة، "وهذا ما حصل، "اذ ان البلد مقسوم بين مشروعين، لذا كان جعجع يفضّل أن تكون الحكومة تكنوقراط منعاً لاستباحة الوضع السياسي وما تبقى من مؤسسات الدولة، لأنه في الأساس، كانت مهمّة هذه الحكومة أن تجري انتخابات رئاسية بالدرجة الأولى، لكنها اليوم لا تستطيع ايجاد الحلول لمشكلات المواطنين الحياتية".
يردّد المصدر المواقف المعروفة عن "القوات": "موقفنا السياسي معروف من تدخل "حزب الله" في سوريا، ومن السلاح غير الشرعي، ومن قانون الانتخاب، وفي الوقت عينه موقفنا معروف من 14 آذار، و"القوات اللبنانية" على يمين 14 آذار، علماً ان البعض يصفها بأنها من الصقور". وقد رفضت "القوات" المشاركة في طاولة الحوار التي ترى انها مضيعة للوقت ولا لزوم لها، كما رفضت الحكومة وإدارتها وأسلوب تعاطيها، على الأقل في ملف النفايات الذي يعرّض الشعب لأخطار صحية. وترى القوات أن الحكومة في المرحلة الحالية هي قدر مفروض وأبغض الحلال، لكن للأسف هذا الحلال لن يطول كثيراً لأن مدة استخدامه بدأت تنفذ.
ويرفض المصدر القول ان "القوات" غائبة، "بل نحن موجودون في شكل يومي، والدكتور جعجع يتحرّك ضمناً وعلناً، وهو التقى كبار المسؤولين في العالم العربي في جولته العربية الأخيرة، والنواب والقيادات أيضاً لهم مواقفهم، و"القوات" تنمو سياسياً وشعبياً لكن بهدوء، لأن ما من شيء يستدعي أن يكون الصوت عالياً، وعندما يستدعي الأمر لن نتأخر".
في موضوع الترقيات العسكرية، وما يحكى ان جعجع رفض سرّاً ترقية العميد شامل روكز ولم يجاهر بذلك كرمى للعلاقة المستجدة مع العماد عون، يرفض المصدر هذا القول، جازماً بأن لا فيتو كان على العميد روكز ولا على سواه، "والمهمّ أن تستمر المؤسسات ولا تخسر الاستقرار، وعلى الحكومة التصرّف واتخاذ القرارات، وخصوصاً أننا غير موجودين فيها". ويسرّ المصدر لـ"النهار" ان جعجع "أرسل الى العميد روكز رسالة مع نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري مفادها أن لا فيتو عليه، وان الماضي مضى، معه ومع سواه". ويضيف "في المرحلة المقبلة يمكن أن يكون شامل روكز ركناً أساسياً وجزءاً في "عمارة" العلاقات القواتية – العونية".
في انتظار التطورات الاقليمية، يعوّل المصدر القواتي على تقدّم العلاقة بينهم وبين "التيار" وتفاعلها. ولا ينكر "أننا اليوم ضمن مشروعين سياسيين متباعدين، لكننا نتمسّك معاً بوثيقة "النيات" لإيجاد مساحة مشتركة وقاعدة تواصل دائمة، بمعنى أن لا وجود بعد الآن لخلاف بيننا، بل اختلاف في المواقع وفي المشروع في بعض الأحيان، لكن هذا الاختلاف لن يتحول خلافاً بعد الآن. وأهمية ما نقوم به اليوم حماية هذه الوثيقة وأن تنمو وتتطور، وربما أن تتوصل الى تفاهمات سياسية كبيرة تجعلها استثماراً وانتاجية لصالح المسيحيين ولبنان.
وفي هذا الصدد، تفيد معلومات "النهار" ان احصاء أجرته شركة مرموقة بيّن أن المسيحيين في لبنان والاغتراب بنسبة تراوح ما بين 90 و 97 في المئة يؤيدون "إعلان النيات" والعلاقة القواتية – العونية. فالتنسيق الطالبي والنقابي والسياسي مستمر ويتفاعل، وقد تمّ اليوم الاتفاق على مشروع قانون انتخابات موحّد في الجامعات الأميركية بين "التيار" و"القوات" (نسبي مع أكثري)، وهنا تكمن أهمية وثيقة "النيات" بأنها خلقت دينامية جديدة تسبق القيادات على مستوى القواعد.
أما على صعيد قانون انتخاب موحّد في مجلس النواب، فمعلوم ان "القوات" لديها مشروعها مع "تيار المستقبل" و"التقدمي الاشتراكي"، كما ان "التيار" لديه مشروعه الانتخابي. ووفق معلومات "النهار" أن الفريقين في صدد إعداد مشاريع مشتركة لتحاشي أي مفاجآت داخلياً أو خارجياً، هدفها حماية المسيحيين، وهي تنتظر مرحلة نضوج مقبلة وسيتم الاعلان عنها كما أعلنت وثيقة "النيات". وفيما رفض المصدر القواتي البوح بماهية هذه المشاريع وطبيعتها، أو حتى أين أصبح العمل على قانون انتخاب موحّد، علمت "النهار" انه يجري الاعداد لمشروع قد يكون موضع اجماع كل اللبنانيين في حال سقوط التزامات الأطراف المشاريع الانتخابية ذات الصلة الموجودة الآن في مجلس النواب أو التصويت داخل المجلس، وذلك في حال انعقدت جلسة تشريعية وعلى جدول أعمالها قانون الانتخاب وقانون استعادة الجنسية، الشرط الأساس لمشاركة "القوات" و"التيار". وجوهر المشروع أن يكون تناسبياً يؤمّن العدالة عبر النسبية ويحمي الاعتدال عبر الأكثرية.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم