الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حوار - أنطولوجيا سرجون كرم لشعراء لبنانيين بالألمانية: موجّهة إلى القارئ الذي يريد دراسة الأدب اللبناني

ليندا نصّار
حوار - أنطولوجيا سرجون كرم لشعراء لبنانيين بالألمانية: موجّهة إلى القارئ الذي يريد دراسة الأدب اللبناني
حوار - أنطولوجيا سرجون كرم لشعراء لبنانيين بالألمانية: موجّهة إلى القارئ الذي يريد دراسة الأدب اللبناني
A+ A-

سرجون كرم شاعر ومترجم من مواليد لبنان 1970. حائز شهادة الدراسات العليا في اللغة العربيّة وآدابها من جامعة البلمند. نال شهادة الدكتوراه في الأدب العربيّ الحديث وديبلوما في اللغة الألمانيّة وآدابها. له دواوين شعريّة عدة، منها إصداره الشعريّ الأخير، "هذا أنا"، وترجمات أخرى منها: "تراجيديا المنصور"، أنطولوجيا لبنانية "وطن للتهجئة"، وأنطولوجيا سوريّة "بورتريه للموت"، "لا يصل الكلام باليسير" لشربل داغر، "يغني بوحًا" لنعيم تلحوق، و"أجمع في صدفة" لهنيبعل كرم... زار لبنان احتفالاً بصدور "وطن للتهجئة" وهي قصائد لبنانيّة لشعراء شباب بالالمانية، وكان لنا معه الحوار الآتي:


ما هي أهم المشاريع التي درستها وقمت بها خلال خمسة عشر عاماً في جامعة بون كأستاذ للغة العربية هناك؟


- درست الرمز المسيحي في الشعر العربي الحديث، وتناولت شعراء مجلة "شعر". أعمل في إطار الترجمة واللغة العربية البحثية. الجامعات الألمانية جامعات فيلولوجية، تدريس الأدب العربي الحديث محصور في ألمانيا، وعدد المعاهد والأساتذة قليل. طباعة الترجمات ونشرها عمل خاصّ بي، كالقصائد التي ترجمتها للشعراء اللبنانيين في ديوان "وطن للتهجئة" وغيره.
ما الرابط الذي يجميع التصوّر اللغوي في لغة واحدة، روح النص أم فكرته؟
- لا يمكن تجزئة الشعر، يجب أن تتكوّن القصيدة من لغة وفكرة، بغضّ النظر عن موضوع العالمية والترجمة. اللغة تجسيد للفكرة وهي الوجود.
الترجمة هي إعادة كتابة، فهل ينجح المترجم دائماً في نقل روح النص؟ ماذا يفيد الشاعر إذا كانت الترجمة لغوية أو إنشائية، ولم يكن المترجم شاعراً أو أديباً؟
- على المترجم أن ينقل النصّ إلى لغة أخرى، بطريقة يفهمها قارئها. الترجمة الحقيقية تهتم بالصورة، والترجمة الحرفية تقتل النص. المترجم يسأل نفسه دائماً ماذا يريد الشاعر أن يقول في القصيدة. كل النصوص تخضع للترجمة والهدف هو القارئ من اللغة الأخرى وليس النص.
أحياناً يجب أن تكون هناك خلفيّة لدى الشاعر، وخصوصاً إذا كانت الترجمة من اللغة العربية البلاغية. المترجم الذي لا يفهم خلفية الشاعر يقع في الالتباس. المهم فهم الفكرة ونقلها إلى لغة أخرى لها قواعدها. الترجمة "مشرحة"، وعليها يتعرّى النص ويتم اكتشاف معناه وقيمته. نسبة كبيرة من الشعر العربي كانت تعتمد على الموسيقى وتهمل المعنى، وهذا ما ظهر من خلال الترجمات.
هل هناك ضرورة إلى معايشة النص في بيئة معينة ليصير التعرف إلى المعاني، أم أن الالفاظ مكتفية بذاتها، وتصل إلى مرادها من دون التعرف إلى المناخ الشعري للشاعر؟
- من المهم التعرف إلى البيئة التي كُتب فيها النص. فقسم الترجمة في وزارة التربية الألمانية، يجري العاملون فيه اتصالاتهم ليعرفوا اهتمامات الشخصيات التي سيلتقون بها. على المترجم أن يمتلك اطلاعاً وثقافةً، وأن يحيط بأجواء النص. اختصاصي ساعدني على تفكيك الرموز المكتوبة. بعض المترجمين يحذفون الجمل التي يجدون فيها صعوبة أو يعمدون إلى تغيير معناها في الترجمة.
هل هناك سياسة ألمانية بالتمدّد نحو الشرق، أي عودة الاستشراق عبر الأبحاث والترجمات والدراسات التي تهمّ الجامعات الألمانية عبر موجة العولمة، أم أن الشعب الألماني يحب التعرّف فقط إلى حضارات الشعوب الأخرى؟
- المستشرقون الألمان نبلاء. ألمانيا لم تستعمر إلا دولة واحدة، ولم تتدخل حتى في ثقافة هذه الدولة. باختصار، ألمانيا ليست دولة استعمارية. للألمان شغف المعرفة واكتشاف الآخر للتعرف إليه، والألماني إنسان "شره ثقافياً". المدارس الاستشراقية والعلماء كانوا يذهبون للعيش بين القبائل والكتابة عنها، ولم يحاولوا التأثير فيها سياسياً. بعد حملة نابوليون وانفتاح الشرق على الغرب، اكتشف الألمان أن العالم الشرقي ليس عالم وحوش بل هو قمة الرومنطيقية، ونابوليون حسّن صورة الشرق في الغرب.
ماذا أفادتك، كمترجم وشاعر، ترجمة نصوص مجموعة "وطن للتهجئة"، وهل تعتبر هذه التجربة لغة تواصلية للتعارف بين التجربتين؟
- من الناحية الشعرية لم تضف إليّ هذه النصوص شيئاً، بل أضافت إليَّ كمترجم. لا أتعاطف مع النص، بل أتعامل معه من مسافة بعيدة بطريقة علميّة حتى ولو أعجبت بها. المترجم والنصّ كالطبيب والكائن.
ما اللافت في النصوص المترجمة؟
- ينتمي كتّاب هذه النصوص إلى بيئات وطوائف مختلفة، وهي متفاوتة بين تجارب ناضجة وأخرى فاقدة الهوية والانتماء بسبب ضياع وبحث مستمرّ عن ذات لم يجدوها، لذلك شدّدوا على الصورة التي تفتقر إلى خلفيّات اجتماعيّة تراثيّة، ما أدّى إلى ضبابيّة المعنى، تالياً بدت الحاجة إلى عودة المدارس النقديّة لتحسين العمل الشعريّ.
أنقل تجربة "وطن للتهجئة" من ناحية علمية وأكاديمية إلى القارئ الألماني الذي يريد دراسة لبنان، وحاليًّا أفتح باب الترجمة للرواية اللبنانية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم