الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ثلاثة أشخاص يتذكرون الحرب ويلعنون مشعليها\r\n

المصدر: "النهار"
ليال بورسلان
A+ A-

العقيد كامل: لقد تحاربنا وكنا بلهاء!


"الطائفية موجودة داخل كل إنسان، كالمخلوق غير الحضاري النائم في داخلنا. عندما تحكّ الطائفية تكبر لتصبح مارداً يشهر سيفه ويذبح الناس. لقد كنا بلهاء". بهذا الكلام وصف العقيد كامل نفسه والأطراف الذين شاركوا في الحرب الأهلية اللبنانية.


العقيد الذي شهدت له المؤسسة العسكرية بأنه بطل، التقيناه في مناسبة ذكرى 13 نيسان، فتذكّر بأسى عندما كان هناك انشقاقات داخل صفوف الجيش وهو كان قيادياً في الحزب التقدمي الإشتراكي، وحصل اشتباك مع عسكريين بقيادة الضابط ميشال عون في حاصبيا المتن عام 1989فقُتل خيرة الشباب وخُطِفوا. عند الانسحاب، وجدوا بين العتاد نصف بندقية 16M بعدما قسمتها رصاصة قسمين. ثم تذكّر بفرح حين فُتحت الطرق والتقى الطرفان عام 1991 وتصالحا بعد شوق لرؤية الجيش موحدا، واعتراف الجميع بأن الحرب عبثية ومدمرة. وعندما زار العقيد أحد البيوت في بلدة العربانية، رأى نصف البندقية الآخر معروضاً فيه، فجلب النصف الأول وعمل الجميع على لحم البندقية، ليبقى أبناء لبنان وجميع طوائفه ملتحمين.


ابن العقيد الذي كان يستمع إلى حديث أبيه مع "النهار"، لم يتقبل النعت الذي وصف به والده نفسه: "لقد تحاربنا وكنا بلهاء". لكن الوالد عاد فشدّد على هذا التعبير، موضحاً لابنه ولنا أنهم كانوا بلهاء، "لأننا كنا لاعبين صغاراً جداً في أيدي الكبار من الخارج وخصوصاً في يد حافظ الأسد الذي كان يقاتل معنا ومع المسيحي ضد الفلسطيني، وفي مواقع أخرى كان يقاتل مع الفلسطيني ضدالمسيحي. السوريون هم الذين أمروا جنبلاط ليدخل إلى صبرا وشاتيلا فرفض، ليجتاحوها بعد ذلك مع رئيس حركة "أمل" نبيه بري. كان النظام السوري متواطئاً بقدر الإسرائيلي على الفلسطيني. لقد استخدمنا حافظ الأسد جميعا لجعل لبنان مقاطعة سورية. كمال جنبلاط أراد من السوري أن يكون حليفاً، والسوري أراده أن يكون عميلاً. جنبلاط رفض اغتالوه. الثنائي الدرزي - المسيحي كان أساس لبنان، لكن الحرب ضربتهما، مما سمح لقوى أخرى بأن تأخذ مكانهما".


وأضاف العقيد كامل: "كان علينا جميعنا أن نتنازل ونتفق ولا ننتظر حتى إتفاق الطائف. لكن عندما فشلت السياسة تحرك العسكر وبدأ القتل والخطف. كان على الجميع أن يتنازلوا من أجل المصلحة الوطنية". وختم محذراً ابنه من مغبة حمل السلاح في وجه أخيه اللبناني أو من تنفيذ أوامر أحد السياسيين: "إذا حصل اعتداء، فلماذا علينا أن نتقاتل؟ الجيش اللبناني يدافع عنا".


شبلي بدر: كذبة كبيرة هي الحرب


بدأ الأمين السابق في الحزب السوري القومي الاجتماعي شبلي بدر حديثه عن الحرب بقوله إنها "كذبة كبيرة نرفض أن تتكرر وقد فُرضت علينا. كنا نمارس دور "طفايّة الحريق" لمنع الإقتتال الطائفي. ونحاول تحرير المخطوفين من كل المذاهب" وهذا ما كان يغيظ الحليف السوري.
قال: "يجب ألاّ ننظر نظرة عداء إلى أهلنا بعكس عدائنا لإسرائيل. كانت الحرب مؤامرة. حتى حادثة عين الرمانة أشك في أن حزب الكتائب كان وراءها. المندسّون كانوا كثراً. في الحرب الجميع كان خاسراً، وهذا سمح للقتل بأن يستشري في الوطن ويحرم اللبناني من بيته، وولده، والدراسة. الله لا يحمّل الدم لأحد. نتمنى للدولة أن تحكم".


ربيع: لن أحارب بعد الآن


جُرَّ ربيع الى الحرب في عمر 15 سنة بعد شحنه وإقناعه بأن عليه الإنتقام لوالده الذي استشهد، والدفاع عن وجود طائفته: "ضيّعوني وغسلوا دماغي فأصبحت مجرماً تحت اسم بطل. استخدموني لأنفذ عمليات خطيرة بعدما وعدوني بأنهم سيؤمّنون لي شقة وعملاً. لكنهم تخلّوا عني وعن إخوتي اليتامى بعدما خدمتهم بروحي ورأيت الموت بعينيَّ هاتين".
هل تحارب إذا اندلعت الحرب مجدداً؟ أجاب: "عوّدوني أن أطيع الزعيم ولكني لن أنفذ الأوامر بعد الآن. يللي بيلحق الزعماء، آخرتو المهوار. ولكن إذا حاول أحد الاعتداء عليَّ فليتذكر أن من هواياتي القتل".


Twitter: @Layali2i

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم