السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

شاشة - وفاء الكيلاني في لعبة المطاردة لا تَخْسر!

فاطمة عبدالله
شاشة - وفاء الكيلاني في لعبة المطاردة لا تَخْسر!
شاشة - وفاء الكيلاني في لعبة المطاردة لا تَخْسر!
A+ A-

نخشى أنّ في نظرنا علّة، إذ نشاهد انطلاق "المتاهة" مع وفاء الكيلاني ("أم بي سي") ولا نعثر على ركاكة أو زلّات. الكيلاني تتفرّد بالرقي برنامجاً تلو البرنامج. تصرُّ على التمسّك بالهدوء القادر على إنتاج حوارات تُنتَظر.


يتسطّح الحوار الفني، ويُمسي خياراً من اثنين: التلميع أو التجريح. كان الظنّ أنّ برامج الفنانين استكمالٌ لما يُطبَخ داخل المكاتب الإعلامية وحديث طويل عن "النجومية" واللوك وهَوَس الفانز. أو على طريقة الفضائحيين: هذه ضُبِطت في السرير... وروائع أخرى. الحوارات في معظمها رخاوة ورخص، فإذا بالكيلاني كالفارق ما بين شخصية الصحافي وأدوار أصحاب الدكاكين.
تستقبل الكيلاني أحلام بسؤالٍ عن الكوابيس وسط ستوديو سوداوي يُظهِر المرء متاهات. "متاهة الحياة، متاهة الشكّ، متاهة المشكلات الزوجية"، والأهم في حضرة الضيفة: "متاهة الألقاب". تستمرّ الكيلاني في صَقْل كيان كاريزماتيّ ناضج. لا تبنى أمجاد الشهرة على مسايرة الفنان والتغزّل بأرشيفه. "جواكِ بلطجية كِدَة صُغيَّرة"، تقول لأحلام الآتية إلى البرنامج بصفتها إلهة. تُستفزُّ الضيفة وتجيب بأنّ في داخلها "ملكة وإنسانة وصلت للعالمية"(!). الكيلاني تمتهن الاستفزاز الأنيق وتتفرّد به. ثمة في برامج أخرى أسئلة مستفزّة، وإنما فيها ما يُشبه أنفاس الزقاق. تُصيب الكيلاني الضيف ولا ترأف لوَقْع أسهمها عليه. تُنزِل أحلام من زيف الأعالي حيث تتحصّن، إلى واقع يجد من السذاجة أن يتحلّى الفنان بالغرور. الكيلاني ممن يمسكون الضيف باليد التي تؤلمه. تحاول أحلام أن تكون الفأر الذي لا يخسر في يومياته مع القطّة. "أنا أحلام"، تردّد كلما تعثّر اللسان. تصدّها الكيلاني بالصَفْع الهادف: "أعوذ بالله من كلمة أنا".
ما عاد المُشاهد يهوى بهتان الحوار. البعض يريد دور الحكم، فيفتح ملفات الضيف رغبة في حَشْره. الفارق أنّ الكيلاني تجرّ الضيف إلى محاكمة نفسه. لعلّها لا تحتاج إلى ديكورات فخمة وإفراط في الغرافيكس. "أم بي سي" تدرك أنّها تستحقّ، فلا تقصّر.


[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم