الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اليكم رأي العراقيين بغرفة العمليات المشتركة!

المصدر: بغداد – "النهار"
فاضل النشمي
اليكم رأي العراقيين بغرفة العمليات المشتركة!
اليكم رأي العراقيين بغرفة العمليات المشتركة!
A+ A-

يؤكد الاعلان الأخير عن غرفة العمليات المشتركة بين العراق وروسيا و #ايران و #سوريا بشأن التنسيق والعمل الاستخباري، ما يعانيه العراق أساسًا من انقسام وانخرط أطرافه المختلفة في سياسة المحاور الدولية والاقليمية. كما يؤكد، ان البوصلة السياسية العراقية ما زالت غير قادرة على تلمس مسار المصالح الوطنية الواضحة بعيدًا عن تأثير تلك المحاور. فمن ناحية يمكن الاستدلال على "ضبابية" الموقف الحكومي من قضية التعاون المشترك بين مجموعة الاربعة، من خلال البيانات والتصريحات التي ادلى بها اكثر من جهة ومسؤول حكومي، حيث أصدرت قيادة العمليات المشتركة بيانًا مطولا، بذلت فيه جهدًا غير قليل لتبرير اتفاق التعاون الاستخباراتي المشترك والدخول الروسي المفاجئ على خط الصراع العراقي، حيث أكد البيان الصادر في 27 ايلول الجاري الاتفاق، لكنه سعى الى التشديد على حرص العراق التعاون مع مختلف الاطراف المنفردة والمشتركة وخاصة التي تقودها الولايات المتحدة الاميركية لهزيمة "داعش".


ووقت يرى بعض المراقبين، اهمية اتفاق الدول الاربعة الأخير في تدشين خارطة استخباراتية تساعد على ملاحقة خطوط الامدادات "الداعشية" وتعقبها، وذلك أن عددًا غير قليل من الشباب المنخرطين في صفوف الدولة الاسلامية "داعش" ينحدرون من دول الاتحاد السوفييتي السابق وخاصة الشيشانيون منهم. يرى آخرون، ان الدخول الروسي الاخير للعراق لم يحقّق الشيء الكثير، فليس للروس تواجد فعلي على الاراضي العراقية باستثناء بعض الخبراء الامنيين، الى جانب ان دول روسيا وايران وسوريا ليس في وسعها تقديم الاضافة المطلوبة، خاصة وهي متحالفة ضد "داعش" في سوريا منذ سنوات ولم تتمكن من حسم الصراع لصالحها.
الى جانب ذلك، ترى الاطراف غير المتحمسة للدخول الروسي في العراق، ان ذلك قد يعقد الامور اكثر بكثير مما هي عليها الآن، لجهة الصراع بين الجبهة الروسية الجديدة وجبهة الولايات المتحدة الامريكية.
على ان وجهات النظر المختلفة التي يتداولها المراقبون عمومًا، تجد لها ما يقابلها على مستوى الجماعات السياسية العراقية، وعلى رغم الموقف الحكومي الماسك بـ"عصى التوافق" الاميركي- الروسي المؤكد على اهمية الدعم الاميركي للعراق والدور الاستخباراتي الروسي الجديد، يلاحظ ان بعض الاطراف الشيعية المقرّبة من ايران رحّبت بالتطوّر الأخير وذهب بعضهم الى القول ان الاتفاق "يحول دون تقسيم العراق الذي تسعى الولايات المتحدة الاميركية اليه". لكن اتحاد القوى العراقية السنّية اعتبرت "الاعلان المفاجئ" للاتفاق الرباعي بين روسيا وايران وسوريا والعراق "مهدّدًا للسيادة العراقية". وبحسب النائب عن اتحاد القوى محمد الكربولي، الذي يرى ان "ارتهان مستقبل العراق بالمصالح الروسية او الايرانية، وربط مصير العراق بمصير بشار الاسد يجعل من الصعب توقع استقرار قريب للعراق".
ويطالب بعض الشخصيات السياسية السنّية بإشراك تركيا في عملية التعاون الاستخباراتي الذي شكّلته الدول "الاربعة".
من جانبه، أبدى التحالف الكردستاني مخاوفه من الدخول الروسي الاخير على خط الحرب ضد "#داعش" في #العراق، وحذّر من ان يصبح العراق ميدانا لـ"تصفية حسابات سياسية واقتصادية بين اميركا وروسيا".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم