صور... طلعت عَ إهدن

تحت عنوان " صور جايي لعندك" ومن تنظيم وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار ضمن اطار مشروع ARCHEOMEDSITES المموّل من الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع "جمعية البحوث والتعاون الايطالية" وبلدية زغرتا اهدن،حلّت «مقطورة التراث» في ساحة ميدان #إهدن حيث كان الاستقبال مع برودة الطقس ورذاذ المطر لتخفيف على صور من عناء حر الصيف .

ووسط حشد من الزوّار جال وزير الثقافة ريمون عريجي مع مستشاريه الدكتور أسعد سيف والاستاذ بطرس فرنجية بحضور رئيس بلدية زغرتا اهدن شهوان معوض على المعرض المتنقل الذي ضمّ مجسمات لقطع أثرية من موقع صور المدرج على لائحة التراث العالمي من منظمة اليونيسكو منذ العام ١٩٨٤، ضمن "مقطورة التراث" التي صمّمها ًونفذّها جوني فنيانوس، وقد زوّدت بمواد تثقيفية تتعلق بالتراث المادي لمدينة #صور، وشكّلت معرضاً تراثياً تثقيفياً متنقلاً.
الى جانب المقطورة وفي وسط ساحة الميدان نصبت الخيم التي شكّلت خمس زوايا للأنشطة التثقيفية ركّزت على الحرف التقليدية: الخط ، النفخ بالزجاج ، صباغ الأرجوان، الفخّار ، الموزاييك ، اضافة الى زاوية رواية القصص- الحكواتي التي وضعت لبث الوعي الثقافي لدى الشباب اللبناني، وحثهم على اكتشاف ارثهم الثقافي وبخاصة موقع صور.
واستمرّ المعرض يستقبل الزوّار تحت اشراف الوحدة المحلية لمشروع ARCHEOMEDSITES بحضور المنسقة مايا حميدان وفاديا جرداق وريتا عبد المسيح ، وتعامل الحرفيون مع الزوّار الأولاد بطريقة غير تقليدية تفاعلية ،مسلية وكان لافتاً تفاعل الأولاد وانخراطهم في كل نشاط عبر تركيب الموزاييك وصنع الفخّار بأياديهم.

وعبّر الدكتور أسعد سيف المشرف على المشروع من وزارة الثقافة عن ارتياحه لإقبال الزوّار علىالمعرض المتنقل في اهدن من مختلف المناطق اللبنانية ورأى أنّ الحملة الإعلانية التي سبقت وصول المقطورة إلى اهدن قد ساعدت في ذلك شاكراً للوزير عريجي دعم هذه الحملة، وأضاف الدكتور سيف قائلاً : أطلق وزير الثقافة "مقطورة التراث" من أمام المتحف الوطني بيروت، ثم انتقلنا الى "المتين" جبل لبنان واليوم في اهدن وسوف يجول معرضنا المحمّل بتراث صور المحافظات الخمس والمحطة الختامية ستكون في مركز صور الأثري.
وشدّد على أهمية هذه الفعالية التي تصبّ في تشجيع السياحة التراثية والتبادل الثقافي.

وقد ساعدت بلدية زغرتا- اهدن في استضافة المعرض المتنقل وأمّنت كل التجهيزات اللوجيستية. وأضافت زوايا تعرّف بمعالم اهدن التاريخية ومحمية حرش اهدن.
وكي تركن المقطورة بمحاذاة ساحة الميدان، حوّلت الشرطة البلدية السير وما إن وصلت المقطورة ذات الجوانب الزجاجية الشفافة، شرّعت أبوابها للزوّار، المقطورة تحمل في الجانب الخلفي صورة ضخمة بطول 7 أمتار تمثل قوس النصر في موقع صور الاثري، وتعرض في داخلها نسخاً مصورة بطريقة 3D وتصاميم تقليدية لقطع اثرية اصلية وجدت في صور، بعضها معروض في المتحف الوطني، وبعضها الآخر في موقع صور الاثري، مثل تمثال رأس الامبراطور الروماني سبتيموس سافيروس، ونقش بالكتابة البونية التي وجدت في صور وتدل على العلاقات التي كانت قائمة بين المدينة وقرطاجة، ومخطوطة لمقطع من آية قرآنية بالخط الكوفي تحكي عن الفترة الاسلامية، ومجسمات لعمود وتاج رومانيين وناووس فينيقي، مع شرح باللغات الثلاث عن القطع المعروضة، اضافة الى لوحة تفسيرية تروي تاريخ صور منذ الفترة الكنعانية وحتى اليوم، وضع نصوصها خبراء في المديرية العامة للآثار، باشراف اساتذة التاريخ وعلم الآثار من الجامعة اللبنانية.

منسّقة المشروع مايا حميدان تتنقّل في أرجاء المعرض وتبذل كل جهدهاليستفيد الزوّار من هذا المعرض ومن التفسيرات التي يقدمها طلاب الآثار في الجامعة اللبنانية.

وقالت مسؤولة التواصل ريتا عبد المسيح: "من يجد صعوبة أن يذهب الى صور تأتي صور اليه".