الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ماذا تخبّئ الجولة الثالثة بعد فرصة عون؟ ترقية روكز تلقي بظلالها على جلسة الحوار

منال شعيا
منال شعيا
ماذا تخبّئ الجولة الثالثة بعد فرصة عون؟ ترقية روكز تلقي بظلالها على جلسة الحوار
ماذا تخبّئ الجولة الثالثة بعد فرصة عون؟ ترقية روكز تلقي بظلالها على جلسة الحوار
A+ A-

يبدو ان الحوار بجولته الثالثة اليوم بدأ يدخل مرحلة الاستنزاف، فلا تقدّم يلوح في الأفق ولا مقاطعة علنية تضرب الحلقات الحوارية في مهدها. وهذه الصورة تظلل حوار ساحة النجمة، بعدما قرر رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون اعطاء فرصة جديدة لاستمرار الحوار، وإن في الشكل.


واذا كان عون سبق ان ابلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري الاسبوع الماضي انه سيغيب لمرة واحدة، فان المواقف العونية اليوم ستشكل من جديد محور الحلقة الثالثة من المناقشات بين المتحاورين. وبالطبع، أراد عون بغيابه الاسبوع الفائت ايصال رسالة عنوانها العريض "الترقيات الامنية"، فموعد تسريح قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز منتصف تشرين الأول المقبل بدأ يقترب ولم تتبلور بعد صيغة لترقيته وإبقائه في الخدمة. ومن عنوان الى آخر، يقفز عون في مواقفه السياسية. من انتخاب رئيس للجمهورية وفقاً لمطالبته المتكررة بالعودة الى الشعب، الى مطالبته بانتخابات نيابية مبكرة وفق قانون جديد، وصولا الى المطلب المخفي: الترقيات الأمنية.
وبعد المقايضة بين الموافقة بالسير في خطة النفايات في مقابل ملف الترقيات الامنية، رست المقايضة بين استمرار الحوار، والقبول بوضع اتفاق على ترقية عمداء ومنهم روكز الى رتبة لواء وتمديد خدمتهم سنة او سنتين.
ويبدو ان عون قفز مجدداً الى السقف الاعلى، فبعد استدعاء مدير المخابرات العميد ادمون فاضل من الاحتياط واعادة تكليفه بهذه المسؤولية لستة أشهر، عاد الجنرال واصرّ على مطالبه الأولى الحقيقية، والتي تتمثل في رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش. وعلى هذا الأساس، وافق على اعطاء الحوار فرصة جديدة. لا ترضي هذه المواقف بالطبع المتحاورين الآخرين على تنوّع أطيافهم، من "تيار المستقبل" الى الكتائب الى قوى 14 آذار ككل، والمستقلين، حتى بعض الحلفاء لا يجارون عون في كل تفاصيل "الطبخة". ولعلّ كلام الوزير جبران باسيل الاخير أعطى انطباعاً عن مواقف هؤلاء حين ألمح الى "احراج البعض عبر وجودنا على طاولة الحوار"، الامر الذي فسّر بالكلام التهديدي، ولم يرق للمشاركين في الحوار، وفي مقدّمهم الرئيس بري. الا ان جواب "تيار المستقبل" أتى واضحاً وسريعاً على لسان الرئيس فؤاد السنيورة: "لن ننتخب عون رئيساً"، فكيف كان الأمر يتعلق بالسير في الترقيات الامنية وترفيع روكز الى رتبة لواء، أو ربما عماد؟
جواب "المستقبل" في هذه النقطة واضح أيضاً، وعبرّ عنه النائب عاطف مجدلاني، قائلاً: "قيادة الجيش هي الاعلم بملف الضباط، ونحن نتبعها في القرارات التي تتخذها، لأن قرارها سيكون هو الصائب والسليم".


الحجم والأولوية
واذا كان العماد عون لن يقبل بالتخلي عن الحجم الذي يراه هو لنفسه ولتكلته، فإن "تيار المستقبل" لن يقبل هو أيضاً بأن تصبح طاولة الحوار ممراً لتسويات مع عون، خصوصاً أن الرئيس السنيورة رسم حتى اليوم في مداخلتيه في الجلستين الاولى والثانية من الحوار أطراً للحل بمعادلة ثلاثية: انتخابات رئاسية، تشكيل حكومة، إجراء انتخابات نيابية.
وعلى خط موازٍ يرفض الأفرقاء الآخرون المتمثلون الى طاولة الحوار، ولا سيما الرئيس نجيب ميقاتي والوزير بطرس حرب، وبشدة، أن تحلّ طاولة الحوار محلّ مجلس الوزراء، ملمّحين في الدرجة الأولى الى معضلة الترقيات الأمنية.
أما حزب الكتائب فلا يبدو متفائلاً، ورئيسه النائب سامي الجميل قالها علنا انه لا يأمل خيراً في اللقاء الحواري، لكنه لفت الى ان جلسة اليوم ستكون حاسمة، بمعنى ان المواقف ستتضح اكثر، وسيظهر ان كانت هناك نية للتقدم او للجمود.
حتى اليوم، تؤكد اوساط المتحاورين من فريق 14 آذار لـ"النهار" ان ملف الترقيات الأمنية لم يبحث في الجولتين الاولى والثانية من الحوار، وبالتالي ان أجندة بنود هذا الحوار محددة ولا نية لقبول تجاوزها. والأهم ان أكثر من فريق، وتحديدا "تيار المستقبل" وحزب الكتائب، يربطان مشاركتهما في الحوار بأولوية الملف الرئاسي، وعلى هذا الأساس قبلا بالمشاركة، ولن يقبلا بتجاوز هذا البند، ما لم يتم الخروج بنتيجة فيه، وإلا فلا مبرر للاستمرار في التحاور.
وحده رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط لا ييأس من السعي إلى نسج خيوط للتسوية. فهو سبق وان سعى الى تسهيل عمل مجلس الوزراء وآلية عمل الحكومة وامرار خطة النفايات في مقابل حلّ ملف التعيينات العسكرية، وحاول تأمين بقاء العميد روكز في الجيش وترفيعه الى رتبة لواء، علماً أنه لم تتبق له سوى ايام في الخدمة واجراءات تقاعده شقت طريقها الى التنفيذ. ويبدو ان التسوية في شأنه لم تنضج، خصوصاً ان البعض يعود الى اساس قانون الدفاع الذي يمنع ترقية ضباط، ومن ضمنهم روكز، الى رتبة لواء لكون القانون لا يجيز وجود ضباط برتبة لواء خارج المجلس العسكري، وبالتالي يتوجب تعديل هذا القانون.
على ذلك يعني ان مسار هذه القضية معقد، ويستلزم قرارات من مجلسي الوزراء والنواب، الامر الذي يشكل عقبة أساسية أقلّه في المدى القريب، والى ان يخلق الله ما لا تعلمون. والسؤال، هل سيستمر الحوار ام ان عون سيقلب الطاولة ويعلن قراره المقاطعة؟


[email protected] Twitter:@MChaaya

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم