الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

باسيل يتسلم رئاسة "التيار" رسمياً اليوم... وللمقاطعين رسالة بليغة

اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
باسيل يتسلم رئاسة "التيار" رسمياً اليوم... وللمقاطعين رسالة بليغة
باسيل يتسلم رئاسة "التيار" رسمياً اليوم... وللمقاطعين رسالة بليغة
A+ A-

يفتح "#التيار_الوطني_الحر" اليوم صفحة جديدة في تاريخه تمهد لخطوة جديدة ايضاً باتجاه المأسسة والانتقال من تيار شعبي الى حزب سياسي منظم، بعد مخاض طويل بدأ منذ العام 1989 ومرّ بمراحل عدة خسر فيها جولات وربح اخرى. ولعل من اكثر هذه المراحل حساسية كانت في الشهرين الماضيين وشكلت تهديدا لوحدته على خلفية الانتخابات الحزبية وما خلفت من اصطفافات حادة بين جبران باسيل والان عون قبل ان تتم التسوية ، ويتربع "صهر الجنرال" على عرش رئاسة الحزب من دون عناء للسنوات الاربع المقبلة.


بدءا من اليوم سيسلم عون الامانة لصهره مع تأمين التغطية السياسية والحزبية اللازمة للاقلاع براحة. اغلب المصاعب عولجت، والمعارك القاسية حسمت لصالحه، حتى التغطية الشعبية امنت من خلال تظاهرة 4 ايلول التي كانت بمثابة الانطلاق الاقوى للرئيس الجديد، كما سيبقى العماد عون الاب الروحي للحزب من دون الدخول في التفاصيل التي سيتولاها رئيس الحزب بصلاحيات واسعة اعطاها له النظام الحزبي الجديد.


بالانتقال الى حفل اليوم، يسعى القيمون عليه لأن يكون مكتمل التنظيم والدقة، ويتولى فريق الوزير باسيل حصراً التفاصيل كافة، من الدعوات التي وجهت الى كل الاحزاب السياسية وجميع النواب والوزراء، مع جهد كبير لانجاحه من دون اي هفوة قد تؤثر عليه، فنظمت المقاعد بحسب المدعوين الذين سيحضر منهم العديد من سفراء الدول، ونواب ورؤساء بلديات، ومخاتير اضافة الى امكنة مخصصة لصحافيين من مؤسسات اعلامية محلية واجنبية، ومسؤولي المناطق والقطاعات الحزبية ممن وجهت لهم دعوات الحضور. كما يسعى القيمون على حضور حشد حزبي ممن لا يتولون المناصب إذ سيتواجدون خارج الصالة المقفلة، مع تأمين مستلزمات الراحة لهم ووضع شاشات لاظهار مستوى من التفاعل الشعبي مع الرئيس الجديد بعد الكلام عن اعتراضات واستقالات وانشقاقات اعتراضاً عليه.


تكريم


اما اللافت فسيكون تكريم نحو مئة مناضل من #التيار كانت لهم ادوارهم من عام 1989 حتى اليوم بينهم نواب وناشطون بارزون، من ابرزهم الان عون وسيمون ابي رميا وزياد اسود (اشد المعترضين على باسيل) وسيتم اجلاسهم على المسرح من دون اعطائهم شهادات او دروع او ماشابه انما الهدف فقط الدلالة عليهم وعلى انجازاتهم.


كما ستبرز في الاحتفال مشاركة حزب القوات اللبنانية عبر وفد حزبي اضافة الى الكتائب والحزب التقدمي الاشتراكي فيما لم يؤكد تيار المستقبل ونوابه حضورهم وتأكد غياب وزراء رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان.


يتهرب المنظمون من جعل الاحتفال مراسم تسلم وتسليم لأن النظام الداخلي للحزب لا يلحظ هذا الموضوع، انما يريدون احتفال انطلاق مؤسسات الحزب الجديدة برئاسة الرئيس الجديد.


يتضمن الاحتفال فيديوهات تظهر المحطات النضالية للتيار وشهادات من ناشطين عن تجربتهم ونضالهم ايام الوجود السوري وكلمة للعماد عون وأخرى للوزير باسيل.


وفي هذا الاطار كشفت مصادر مطلعة لـ"النهار" ان كلمته تحتوي على شق سياسي تشدد على المواقف المعلنة للتيار واهمها اجراء انتخابات مبكرة على اساس قانون نسبي والا انتخابات رئاسية من الشعب، فيما تتكتم عن الموقف من متابعة الحوار مع اتجاه كان حتى مساء السبت للاعلان عن انسحاب التيار منه ،لكن الاتصالات لاتزال مفتوحة الى حين وقت الخطاب، اما الجزء الثاني فسيكون حزبيا عاطفيا موجها للحزبيين ويشدد على ضرورة الانضباط والالتزام بقرارات القيادة.


من جهته سيركز #باسيل في كلمته على الشق الحزبي وعلى برنامج عمله المستقبلي كما سيطلق سجل المناضلين وسجل انصار الجيش الذين قاتلوا الى جانب الجيش اللبناني اثناء حرب التحرير سنتي 1989 و1990، كما يخطط التيار لاطلاق قسيمة الانتساب الجديدة وتحدي الخمسين الف بطاقة مابين مؤيد وملتزم وشباب دون 20 سنة خلال سنة واحدة واطلاق المجلس الوطني للشباب والمجلس الاعلى للمرأة اضافة الى قطاعات اخرى. وتعرض الهيكلية بالتفصيل ويطلب من الحزبيين ممن يرون حيازتهم الكفاءة لتولي اي مهمة تقديم سيرة ذاتية لتتم دراسته خلال شهرين، قبل بدء التعيينات الجديدة وسيشدد على اعتماد سيرة الشخص والتزامه من دون اي معايير اخرى.


مقاطعة


لكن الامور لن تكون مخملية بالكامل ، فهذا الاحتفال لن يشهد حضور كوادر بارزة ولها تاريخها النضالي الكبير مع التيار وسيشكل هذا الغياب صدمة لدى الحزبيين لما لهذه الاسماء من تاريخ نضالي كبير اضافة الى هيئات الاغتراب المعترضة التي وجهت لها دعوات لكن بعد اجتماعات متواصلة اتخذت قرار المقاطعة بالاجماع، ومن الاسماء التي قد لا تشاهد في الاحتفال : زياد عبس، نعيم عون، طارق طرابلسي، ايلي غاريوس، جورج شقير، رمزي كنج، وطوني مخيبر...


ويعترض مقاطعون لعدم قيام القيادة الجديدة بأي عمل جدي لاحتواء المعارضين لها، مشيرين الى التسرع باعلان نواب الرئيس من دون العودة التشاور الكافي مما ظهر "كأنهه رسالة سريعة وغير ودية منذ البداية".


وتقول مصادر المقاطعين " هناك بعض الرفاق اتخذت بحقهم قرارت فصل بناء على مواقفهم وارائهم من الانتخابات الحزبية وحتى الساعة لم تصحح اوضاعهم"، لافتة الى ان "جزءاً من أسباب المقاطعة مرتبط ايضا بهذا الملف الذي لا زال عالقاً حتى اللحظة وعدم المشاركة هو نوع من التضامن مع هؤلاء".


واذ أكدت المصادر ان الغياب اليوم لا يعني الاستقالة من الحزب او الابتعاد، رأت ان المشاركة لا تكون رمزية عبر الاحتفالات او التكريم انما فعلية عبر التشارك الحقيقي الذي يشمل الجميع ويأخذ بأكبر مروحة من القرارات .


وردت المصادر على قول الوزير باسيل إنه على الجميع انتظار 20 ايلول وبعدها يمكن محاسبته مشيرة الى انها ستأخذ هذا الكلام على محمل الجد وبإيجابية وستنتظر ما بعد هذا التاريخ لتنبني على الشيء مقتضاه لذا لا داع للمشاركة في احتفال 20 ايلول.


وحسب ما يظهر مما تقدم فإن الطريق لن تكون معبدة امام الرئيس الجديد وبدأت المطبات تظهر جلياً منذ الانطلاقة، ويبقى رهان العونيين على قدرة باسيل على تجاوزها ونقل الحالة العونية الشعبية نحو المأسسة والعمل الحزبي، وهذا ما ستظهره الاشهر المقبلة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم