بلديات الشحّار تقبل بفتح مطمر الناعمة والحملة ترفض شهيّب: المصلحة الوطنية أولاً وعلى الجميع تذليل العقبات

كأن الأمور عادت إلى نقطة الصفر، فالمشهد يتكرّر والحوادث تعيد نفسها. حملة إقفال مطمر الناعمة ترفض إعادة فتح المطمر، فيما اتحاد البلديات وافق على إعادة فتحه بعدما وقف مع الأهالي لفترة، والقرار السياسي يتّجه نحو إعادة فتحه أيضاً لسبعة أيام مع التلويح بمنطق القوّة. والمحصلة بلد ملأت النفايات طرقه ومجاري أنهاره ووديانه وطرقه وقراه ومدنه، حتى تحوّل إلى مطمر أو مزبلة إذا صح التعبير.

"النهار" اطلعت رئيس اللجنة المكلفة معالجة أزمة النفايات وزير الزراعة أكرم شهيب بعد اجتماع البيال على الحركات الإحتجاجية التي كانت قائمة بالتزامن مع لقائه الفاعليات العكارية أمام مطمر الناعمة وفي برج حمود وحتى في عكار، فعلّق "هؤلاء ليسوا كل الأهالي بل يشكّلون قسماً منهم. أنا أحترم رأيهم ولكن المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار وتتطلب مشاركة الجميع للتوصل إلى حل يذلل كل العقبات". وعن لقاء البيال قال: "لقاء البيال عقد لنشرح الخطة للناس والفرق بين المطمر الصحّي المزمع إنشاؤه والرمي العشوائي وأضراره". أما النقطة الثانية التي هدف اللقاء إلى تحقيقها فهي: "تأكيد المشاركة من الجميع وفرض حل متكامل تتشارك فيه اتحادات البلديات في المناطق وتتعاون لتنفيذ الخطة مع الحكومة".
أما عن بدء تنفيذ الخطة فقال: "متى بدأت الخطة ما من خلل في التطبيق، لكن التنفيذ يبدأ عندما نضمن نجاحها. دوري الآن هو شرح الخطة للأهالي والبلديات والقوى السياسية والاستماع إلى هواجسهم وتبديدها، خصوصاً أنهم لا يثقون بالدولة ونحن نتفهم ذلك". وهل بدء التنفيذ سيتم مع توافق كل هذه الجهات التي عددها، أجاب: "بالطبع لن يوافق الجميع، ونحن نعلم ذلك، لكننا نعلم أيضاً أن من يوافقون لديهم حسابات خارجة عن النطاق البيئي العلمي ولها علاقة بحسابات سياسية وشخصية. في النهاية ستتخذ الحكومة قرارها، وحتى ذلك الحين سيكون عليّ تذليل العقبات".
ولفت وزير الداخلية نهاد المشنوق مع بدء لقاء البيال إلى أن "ثمّة إمكاناً للحوار في هذا الموضوع، لقد اجتمع المجتمع الاهلي اليوم لمناقشة مسألة وطنية، لن نضغط على احد والموضوع جاهز للمناقشة، هذه مسألة وطنية ليس لها علاقة بالسياسة، ولا شيء إلزامياً فيها، فكل شيء يتم بالتفاهم والحوار".
أضاف: "ان موضوع تطوير مطمر عكار لن يكون الاول بين المطامر التي تستعمل، بل سيكون الثاني او الثالث، نحن منفتحون على اي نقاش سواء بالقبول أو بالرفض، فالعلاج ضرورة لهذه النفايات ولا يمكن ان تكمل الحالة هكذا".
كلام شهيّب لم يلق صدى لدى "حملة إقفال مطمر الناعمة"، فقد أكدت في مؤتمرها الصحافي الذي عقدته بالتزامن مع لقاء البيال رفضها النهائي لإعادة فتح المطمر. وفي حديث الى "النهار" أوضح المتحدث باسم الحملة أجود العياش أن "الحملة منفصلة عن اتحاد بلديات الشحار، وموافقتهم على إعادة فتح المطمر لا تعنينا، هم يمثلون أنفسهم فيما نعبّر نحن عن رأي الناس الرافضين إعادة فتح المطمر لسبعة أيام".
وعن الحل البديل الذي يسهّل تنفيذ الخطة قال: "وزير الاتصالات السابق شربل نحاس اقترح على اللجنة خطة طوارئ بديلة تقوم على مصادرة الدولة لأراضي الكسارات والسهول، وتجهيزها بأغطية بلاستيكية ومن ثمّ نقل النفايات إليها حيث تفلش وتفرز ريثما تجهز المطامر الأخرى بدل إعادة فتح مطمر الناعمة لكنهم يرفضون، ونحن لا ثقة لنا بهم". وعن قرار الفرض بالقوة أجاب: "سنصعّد وسنواجه سلمياً بأجسادنا، لكننا لن نقبل بإدخال النفايات إلى المطمر".
وكان اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار وبلديات منطقة غرب عاليه وساحله، قد عقد مؤتمراً صحافياً في مركز بلدية عبيه - عين الدرافيل، ركز على موضوع خطة وزير الزراعة اكرم شهيب لحل ملف النفايات. وتلا رئيس الاتحاد وليد العريضي بياناً قال فيه "إن كنا قد فقدنا الثقة بالدولة وبالحكومات المتعاقبة من أجل حل مشكلة النفايات والمشاكل الكثيرة العالقة والتي ينادي بها هذا الحراك الشعبي، ونحن معهم، إلا اننا سنعطي الفرصة الأخيرة ونساهم في فتح مطمر الناعمة لمدة سبعة أيام فقط بعد أن نتأكد من فتح المراكز المقترحة في الخطة، وهي مركز سرار والمراكز الواقعة بين الحدود اللبنانية - السورية".
وختم: "إن مرحلة ما بعد الإقفال بالنسبة الينا ضرورية كما الإقفال، مع مشاركة لجنة محلية وبلدية لمتابعة خطة الإقفال لناحية التغطية، والترتيب والعمل السريع لإنشاء معمل توليد الكهرباء، وأي مقترحات أخرى يمكن أن يفيد منها أبناء القرى المحيطة بالمطمر بعد تأهيله".

من عكار
نفذت هيئات بلدية وحملة "عكار منا مزبلة" وفاعليات ثقافية وتربوية واجتماعية، اعتصاما في ساحة حلبا، اعتراضا على قرار نقل النفايات من بيروت الى مكب سرار في عكار ورفضاً لخطة شهيب.
وأجمعت الكلمات على "الرفض الكلّي لنقل النفايات الى مطمر سرار"، مؤكدة "مواصلة التحرك"، ومهددة بـ"خطوات تصعيدية لمنع هذه الكارثة البيئية التي تحيكها الطبقة السياسية للمنطقة".

[email protected]
Twitter: @azarpascale