الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الرجال الخضر في سوريا... طريق بوتين الى "الحلف المقدس"؟

الرجال الخضر في سوريا... طريق بوتين الى "الحلف المقدس"؟
الرجال الخضر في سوريا... طريق بوتين الى "الحلف المقدس"؟
A+ A-

عندما يقف الرئيس الروسي #فلاديمير_بوتين أمام الدورة العادية للجمعية العمومية للأمم المتحدة في 28 ايلول المقبل ، سيقترح على الارجح تأليف "حلف مقدس" ضد "#الدولة_الاسلامية"، أو بالاحرى جبهة موحدة تضم روسيا والنظام السوري ودول الائتلاف الدولي، ومعها حلفائها العرب، للعمل معاً ضد هذا التنظيم المتوحش.


هذه الدعوة تحمل في طياتها أكثر من هدف للرجل القوي لروسيا. قراره تعزيز انخراطه في سوريا وقت يتم التزام وقف النار في أوكرانيا ترك الغرب يتكهن في شأن نياته. فقبل وقت ليس بطويل، كان ثمة شعور في الاوساط الديبلوماسية والغربية بأن موسكو تقترب من مواقفهم حيال النظام السوري وأنها قد تقتنع بالتخلي عن الرئيس بشار الاسد من أجل تأليف حكومة انتقالية مقبولة لكل من النظام والمعارضة .ولكن بدل ذلك، ذهب بعيدا في دعمه الاسد.


في التكهنات الغربية أن ارسال بوتين "الرجال الخضر" ( التسمية التي أطلقتها وزارة الخارجية الاميركية على انفصاليين مسلحين في شرق اوكرانيا، وقالت إنهم عسكريون روس او ضباط في الاستخبارات الروسية) محاولة منه لتشتيت الانتباه عن أوكرانيا واستغلال الفرصة الذهبية له في سوريا للخروج من العزلة الدولية المفروضة عليه منذ مغامرته الاوكرانية. وثمة من رأى أن موسكو مصممة على ضمان بقاء نظام الاسد بأي ثمن.ومن الممكن أيضاً أن موسكو تعتقد أن النظام ينهار وأن عليها تعزيز وجودها في البلاد لضمان دور لها في مرحلة ما بعد الاسد.


ايا يكن، يفرض شبح "#داعش" نفسه عنواناً رئيسياً في السياسة الخارجية لكل من واشنطن وموسكو ، ويزيد الضغط عليهما للعمل سوياً لمواجهته.ومع أن تجربة المفاوضات النووية أظهرت أن تعاونهما ممكن على رغم خلافهما على أوكرانيا، فان المشكلة تكمن في أن كلا منهما يقارب الحل لمشكلة هذا التنظيم المتشدد من منظور مختلف.ولعل الانخراط العسكري الاخير لبوتين الى جانب النظام عكس بوضوح تام الخلاف المقاربتين المختلفتين للجانبين.
فخلال دفاعه أخيراً عن مساعدته العسكرية لسوريا، قال بوتين أنه من دون دور فاعل للسلطات السورية والجيش السوري على الارض،يستحيل اخراج الارهابيين من هذه الدولة ومن المنطقة ككل.وحض دول أخرى والمعتدلين في المعارضة السورية على السير على خطى روسيا والتعاون مع الحكومة في دمشق ضد "داعش".


وفي المقابل، ترفض واشنطن أي دور للأسد في الحملة على "داعش". وفي مؤتمر عبر الفيديو، أبلغ مسؤولان بارزان في وزارة الخارجية الاميركية مجموعة من الصحافيين اللبنانيين أخيرا أن أعمال العنف التي يمارسها الاسد تشكل "مغناطيساً" للمتطرفين، لذا لا يمكنه أن يكون جزءا من التحالف ضد "داعش"، مثله مثل "حزب الله" الذي يدعمه.


محادثات وتنسيق


تصريح وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء بأن موسكو اقترحت اجراء محادثات بين العسكريين الروس والاميركيين في شأن سوريا والتعزيزات الروسية ، زاد الغموض في شأن نيات بوتين.
وتزامن اعلان كيري مع تأكيد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة لروسيا الاثنين للقاء بوتين. وعن هذا الشأن قال المحلل العسكري في صحيفة "الجيروزاليم بوست" أن نتنياهو لن يسافر إلى موسكو لوقف نشر القوات الروسية في سوريا، بل سيذهب إلى هناك للتنسيق.
وقالت إنه من المهم لإسرائيل أن تتجنب روسيا نشر أنظمة في المنطقة من شأنها
التشويش على حرية تحليق سلاح الجو الإسرائيلي مثل "إس-400" أو "إس-300" كما أن إسرائيل لا تريد أن ترى روسيا وهي تقوم بنشر طائرات متقدمة تتمتع بقدرات الشبح في سوريا.


أما المخاوف من أن تقع أنظمة الأسلحة المتقدمة في أيدي "#حزب_الله"، فسبق لنتنياهو أن تحدث مع بوتين في هذا الأمر، من دون أن يتمكن من منعه من بيع سوريا هذه الأنظمة إلى سوريا.


والى هذه الاشارات الابجابية لبوتين، يقول الباحث الزائر في معهد "كارنيغي موسكو" أن الرئيس الروسي حقق بعض النجاح في مساعيه لتأليف تحالف ضد "داعش" على الطريقة التي يراها مناسبة.وأدرج في هذا الشأن الزيارة التي قام بها لموسكو في آب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي أبدى رسمياً اهتمامه في وجهة نظر نظيره الروسي. كذلك، ينشط الروس في اقامة علاقات مع دول الخليج ومع واشنطن ايضاً.


معهد "كارنيغي اوروبا" طرح على 12 خبيرا سؤالا موحداً هو "هل يتعين على الغرب العمل مع روسيا في شأن سوريا؟. أكثر الاجابات ألإادت ما معناه أن لا مفر من ذلك، وأن اي حل لا يأخذ مصالح موسكو في الاعتبار سيقوضه بوتين.


ثمة اقتناع متزايد بأن بوتين مفتاح رئيسي لحل لأزمة السورية، فالتهديد الذي يمثله "داعش" يفوق المخاوف التي تمثلها أوكرانيا أو الاسد أو الطموحات الروسية في الشرق الاوسط.فهل يذعن العالم لضغوط بوتين بالسياسة حينا وبالضغوط العسكرية والرجال الخضر أخيراً للموافقة على حلفه "المقدس"؟ وهل يكون الاسد جزءا منه؟.


[email protected]
Twitter:@monalisaf


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم