السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هذا ما سيصيب اللبنانيين مع هطول الأمطار

المصدر: "النهار"
باسكال عازار
هذا ما سيصيب اللبنانيين مع هطول الأمطار
هذا ما سيصيب اللبنانيين مع هطول الأمطار
A+ A-

بين الأمس واليوم، حذّرت كل نشرات الطقس تقريباً من هطول الأمطار. في العادة كان اللبنانيون ينتظرون المتساقطات، فهطولها يبشّر بمواسم الخير خصوصاً أن الصيف الماضي كان كارثيًّا على مستوى الشحّ والجفاف. وإذا كان هطول الأمطار في السابق بشرى خير فإن كثيرين يتمنون أن يتأخر مجيئه هذه السنة، فمع النفايات المكدّسة في الوديان والأحراج وعلى جانب الطرق وفي كل مكان تقريباً، بات الشتاء نقمة لا نعمة خصوصاً وأنه سيفاقم أزمة التلوّث المستشري بالتوقّف عند عملية حسابية بسيطة يتبيّن لنا أن لبنان الذي يُنتج يومياً وبحسب الأرقام الرسمية 6000 طن من النفايات، يغرق بـ360 ألف طن من القمامة المنتشرة في كل مكان إذا ما احتسبنا الإنتاج اليومي للنفايات ضرب 60 يوماً من عمر الأزمة التي بدأت في 17 تموز الفائت. مع تساقط الأمطار ستنزلق هذه النفايات لتجوب مع المياه الشوارع والأحياء، وحتى قد تدخل البيوت بأرجل الداخلين إليها ناقلة الجراثيم إلى كل مكان.


 


ويؤكد الدكتور منير أبي سعيد أن لهذه الكمية من النفايات تأثيرات كبيرة على التربة والهواء والمياه وبالتالي على الإنسان، "وتتفاقم التأثيرات الخطرة على المياه الجوفية مع تساقط الأمطار المرتقبة في الأيام المقبلة. فبالنسبة للنفايات المرميّة على المرتفعات ستتسرب مخلفاتها السامة مع مياه الشتاء إلى التربة فتتلوث المياه الجوفية، وينتقل هذا التلوث إلى الإنسان مباشرة مع الشرب. أما إذا كانت النفايات مرمية في مناطق ساحليّة، فإن مخلفاتها السامة ستذهب مع مياه الشتاء إلى البحر ما يسبب تلوّث الأسماك والحيوانات البحرية، وبالتالي تلوّث وتسمّم الإنسان لأننا متى تناولنا السمك الملوّث سنكون قد تعرّضنا لتلوّث هذه النفايات بصورة غير مباشرة".



وبالنسبة للتلوث الذي يطال التربة بسبب النفايات المنتشرة في كل مكان، قال أبي سعيد ان "المواد العضويّة الموجودة في هذه النفايات تتحلل في التربة، أما النفايات غير العضوية مثل البلاستيك والزجاج والكرتون وغيرها، فهي تبقى في التربة لمئات السنين. وخطر هذه المواد أنها تقتل المواشي والحيوانات التي تأكلها تماماً كما تخنق أكياس النيلون السلاحف البحريّة، إلى ذلك تؤثر هذه النفايات على المياه فتؤدي إلى توحّلها وتجمّعها حول جذور النباتات والأشجار ما يمنع تسرّب المياه إلى التربة لري المزروعات وإكمال طريقها إلى المياه الجوفية".



ولفت إلى أن "لهذه النفايات تأثيرات بالغة أيضاً على التنوع البيولوجي في لبنان والحياة البريّة، إذ ستؤدي إلى نفوق أنواع من الحيوانات وتكاثر أنواع أخرى. فالنفايات ستؤدي إلى تكاثر الجرذان مثلاً على حساب الهامستر والسنجاب، إذ سينخفض عددهما نظراً لمنافسة الجرذان لهما على غذائهما. وستؤدي #النفايات كذلك إلى تزايد أعداد الثعالب التي بدورها تأكل الحجل المهدد بالإنقراض وغيرها من الحيوانات المهددة بالإنقراض أيضاً، كما يضرّ الثعلب بالمواشي والدواجن لأنها تشكل غذاء له ما يعني أنه يقترب من مورد رزق الإنسان".



[email protected]
Twitter: @azarpascale

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم