الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل تحمل العاصفة الرملية معها رياح التغيير؟

يارا عرجة
هل تحمل العاصفة الرملية معها رياح التغيير؟
هل تحمل العاصفة الرملية معها رياح التغيير؟
A+ A-

إنّ صحوة #المجتمع_المدني بالأمس، بتناقضاته، جميلة. وما حصل لا يدلّ على فشل الحراك أو انحسار شعبيته، حتى لو عاد بعض المتظاهرين إلى قوقعته الحزبية، لأنّ أصوات الشباب في الساحة تخرج من حنجرة كلّ مواطن لبناني حتى لو حاول بعضهم نكران ذلك.



لم يكن هناك صوت واحد في ساحة الشهداء، بل أصوات تتميّز باختلافها: أصوات داعمة، أخرى رافضة، بعضها ثائر، فيما البعض الآخر عاقل. أصوات شابة وأخرى ناضجة، أصوات علمانية ومدنية، ولكن جميعها تدعو إلى تحوّل سياسي يرفض الهوية الأحادية التي فرضها الحكم على اللبنانيين منذ أربعين سنة. هم جيل غذّته الطائفية حتى ملّ منها فانتفض. رفض بنية الأيديولوجية الأحادية والمذهبية والمبادئ التقليدية الغارقة في غبار الزمن. أنتج النظام الذي اخترتموه شعباً متقوقعاً على نفسه في كوخ الطائفية، يخشى الآخر وبناء الدولة العلمانية المدنية المتكافئة، وهو جيلكم أنتم أيّها الأهل، جيل الستينات والسبعينات، "لبنان سويسرا الشرق"، الذي لم نعرفه نحن. نحن، أبناءكم، دفعنا ثمن أخطائكم، ثمن ما حصدتموه في صناديق الاقتراع منذ عشرات السنين. دفنتم العزّ تحت أنقاض الحروب ونحن نحاول الصعود والقيامة ولكن دون جدوى... جيلكم حريص على وضعنا في قوقعة المذاهب فيما نحن نحاول الخروج. وها نحن خرجنا ولكننا ضعفاء نحتاج إلى دعمكم. ألم يحن وقت نزع عباءة الطائفية لتجربة وشاح العلمانية؟



مشهد المتظاهرين بعضهم مع بعض في الساحة رائع. ربما ما ينقصهم هو التنظيم والدعم. ليس الدعم المادي إنّما الفكري والصحافي والتنظيمي ليقودهم ويساعدهم في قطف ثمار مطالبهم. من شارك في التظاهرات لا بدّ أنه لمس أن ليس هناك من دور لسفارات أو سياسيين في هذا الحراك العفوي الغاضب. ولا يمكن هؤلاء الاعتراض على حوار إلزامي يصبّ في مصلحتهم حتى لو لم تؤتِ بنتائج. ولا يمكن الحوار أن يتقدّم أو يثمر إن كان بعض المتحاورين يرفضون تسميتهم أو توجيه ملاحظات لهم، مع العلم أن النقد يبدأ من الذات. ما ينقصنا نحن الشبان، هو خريطة طريق، فلتتوحد المطالب أكثر ولتصبح التحرّكات أكثر نضجاً وأكثر صرامة، تبدأ بانتخاب الرئيس أولاً ثم بعدها لإكمال عملية إصلاح الثغرات الأخرى.


[email protected] 


Twitter: Yara_Arja

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم