الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

Une famille à louer قلب فارغ للإيجار

المصدر: "دليل النهار"
جوزفين حبشي
Une famille à louer قلب فارغ للإيجار
Une famille à louer قلب فارغ للإيجار
A+ A-

المال لا يشتري السعادة، لكنه يستأجر عائلة. فكرة طريفة تحولت شريطاً فرنسياً من النوع الكوميدي الرومانسي بعنوان Une famille à louer، عن سيناريو مستوحى من وقائع حقيقية اختبرها كل من المخرج جان بيار اميريس وحبيبته الكاتبة موريال ميجالان. الحبيبان التقيا عام 2008 اثناء تحضير فيلم la joie de vivre فأغرما ببعضهما ورغبا في تقديم فيلم عن قصتهما، أي قصة مخرج متشائم لا يؤمن بالعائلة، لكن وقوعه في حب كاتبة لديها ابن يجعله يختبر السعادة ويتذوق طعماً مختلفاً للحياة. طبعاً عمد المخرج والكاتبة الى تغيير الشخصيات وخلفياتها الاجتماعية لخلق مزيد من التناقض الذي ينتج عنه كثير من الطرافة والاضحاك، مع الابقاء على فحوى التجربة. وهكذا اصبح بطل شريطنا بول هنري (بونوا بولفورد) رجلاً ثرياً جداً، ومثقفاً جداً، ووحيداً جداً. بول هنري الخمسيني يعيش يأسه وضجره في بيت فخم وبارد ونظيف الى حد الازعاج. صديقه الوحيد هو خادمه ليون (فرنسوا موريل) وعائلته الوحيدة هي امه الارستقراطية التي يكرهها ولا يزورها إلا نادراً. للتخلص من يأسه واختبار السعادة والحنان والأمان، يقرر استئجار عائلة. اثناء متابعته الاخبار على التلفزيون، تفاجئه قصة الام العازبة فيوليت (فرجيني افيرا) التي ضربت شرطياً امسك بها اثناء سرقتها ديكا روميا من السوبرماركت. فيوليت الفقيرة والغارقة في الديون مهددة بالطرد من منزلها وبخسارة حقها بحضانة ابنتها المراهقة لوسي وابنها الصغير اوغوست. هي لا تملك المال لكنها تملك دفء العائلة، وهو يملك المال لكنه محروم من العائلة. وهكذا يقرر عقد اتفاق معها، يقضي بموجبه فترة في بيتها كفرد من عائلتها، على ان يسدد كافة ديونها. لكن حلمه يتحول كابوساً، فرغم ادعائهما انهما حبيبان، الحياة بينهما وبين الاولاد تكون مستحيلة وحافلة بالمصاعب والاختلافات والتناقضات التي تفجر الضحك تباعاً...
Une famille à louer شريط مؤثر وحنون ونابض بالحياة والالوان، يسلّط الضوء رغم أجوائه الخفيفة، على كثير من الحقائق الاجتماعية والعائلية (مثل وضع المرأة العازبة ونظرة المجتمع اليها واعتبارها طريدة سهلة كما تظن فيوليت). لكنه عانى من المواقف المتوقعة (محاولة الرجل المثقف والمنطوي التأقلم مع اجواء متناقضة وامرأة فوضوية واولاد لم يسبق له ان رأى مثلهم من قبل) التي انقذها الاداء الظريف والمقنع للثنائي المتناغم والمضحك بونوا بولفورد وفيرجيني افيرا اللذين يعملان للمرة الثانية معاً بعد شريطهما الكوميدي الاول Mon Pire Cauchemar للمخرجة آن فونتان.
اكثر ما يمتع في تركيبهما لشخصية بول هنري وفيوليت، هو انهما رغم اختلافهما وتناقضهما الجذري، هذان الراشدان هما اكثر طفولة وولدنة من الاولاد في الشريط. فيرجيني افيرا استوحت شخصيتها من شخصية ايرين بروكوفيتش الأم العازبة والسوقية الى حد ما التي تعيل اولادها وتغرق في الديون. دور ادته جوليا روبرتس بشكل استثنائي ونالت عنها جائزة الاوسكار. حتى بيت فيوليت الفوضوي والمزدحم والوسخ استوحاه المخرج من بيت ايرين بروكوفيتش. اما بونوا بولفورد فيستعيد تقريباً الشخصية التي سبق وقدمها في شريط جان بيار اميريس السابقémotifs anonymes Les مشكلاً بخجله وانغلاقه وارستقراطيته وثقافته النقيض المطلق لفيوليت الفوضوية والغريبة الاطوار والتلقائية والسوقية. بونوا بولفورد مقنع جداً ومضحك جداً بانفعالاته وتعجباته واكتشافاته. بدوره المخرج ركّز بشكل اساسي على الشخصيات التي يعتبرها اهم ما في الشريط، اي افراد العائلة المتناقضين بطباعهم، والبيوت التي يسكنوها والمختلفة تماماً بالوانها واثاثها. لقد قام برسمهم بكامل تلوناتهم وتفاصيلهم المميزة واكسسواراتهم التي تعتبر بصمتهم، وحصر التصوير الخارجي بلقطات لا تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة.
الشريط منعش ومسل ومؤثر ويعرض ابتداء من الخميس 10 ايلول في صالات غراند وامپير.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم