الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أزمة المهاجرين سبب جديد لانقسام أوروبا وامتعاض دول شرقية النمسا تشدّد الرقابة على حدودها وتوقيف خمسة مهربين

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
أزمة المهاجرين سبب جديد لانقسام أوروبا وامتعاض دول شرقية النمسا تشدّد الرقابة على حدودها وتوقيف خمسة مهربين
أزمة المهاجرين سبب جديد لانقسام أوروبا وامتعاض دول شرقية النمسا تشدّد الرقابة على حدودها وتوقيف خمسة مهربين
A+ A-

شهدت الحدود بين المجر والنمسا أمس زحاماً خانقاً اذ عززت عمليات التفتيش بحثاً عن مهربين، لكن المهاجرين نجحوا في الصعود بالمئات الى القطارات في بودابست أملاً في الوصول الى ألمانيا، وبعضهم مشى وراء حلم الحياة الكريمة حتى القطب الشمالي.


والدول الاوروبية التي دعتها بروكسيل الى احترام "قيمها الإنسانية"، أظهرت انقساماتها حيال إدارة أزمة المهاجرين واللاجئين الذين يتدفقون الى القارة. واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن "الحقوق المدنية العالمية كانت حتى الآن مرتبطة بشكل وثيق بأوروبا وتاريخها كمبدأ مؤسس للاتحاد الاوروبي. وإذا فشلت اوروبا في معالجة أزمة اللاجئين، فإن هذا الرابط مع الحقوق المدنية العالمية سينقطع". وخاطبت مواطنيها قائلة: "نواجه تحدياً وطنياً كبيراً. سيكون تحدياً رئيسياً، ولن يستمر اياماً فقط أو أشهراً، وإنما فترة زمنية طويلة. لذلك من المهم أن نقول إن كفاية المانيا عظيمة، نحن الآن نحتاج الى مرونة ألمانيا".
وفي إشارة إلى الدول التي ترفض استقبال مهاجرين، حذرت ميركل من أنه إذا لم تتمكن أوروبا من الاتفاق على توزيع عادل للاجئين، سيكون مستقبل منطقة "شنغن" موضع تساؤل.
ورأى نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس خلال زيارته لمرفأ كاليه في شمال فرنسا حيث سيبنى مخيم يتسع لـ1500 لاجئ أنها "أزمة عالمية تقتضي معالجة أوروبية مشتركة، علينا أولا ان نكون مخلصين لقيمنا، القيم الإنسانية". وأكد أن أوروبا "لن تعيد من يحتاجون الى الحماية الى بلدانهم، (لكن) عدد الوافدين هائل، إنها أزمة عالمية ويمكن استيعاب هذه الأرقام وسط مجموع سكاني يقدر بـ500 مليون نسمة".
وعقب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الذي كان إلى جانبه بأنه "تحد تواجهه كل دولة من دول الاتحاد الاوروبي يضع مجتمعاتها أمام اختبار". وفي إشارة إلى المجر، قال :"ترفض العديد من الدول أخذ حصصها. كل اوروبا معنية بهذه الأزمة الخطيرة جداً، وتالياً عليها التحرك".
والتقى المسؤولان مهاجرين ولاجئين، وكان معهما المفوض الاوروبي المكلف قضايا الهجرة دميتريس افراموبولوس.
ودعت وزيرة الداخلية النمسوية يوهانا ميكل - ليتنر إلى "خفض" و"إلغاء" المساعدات المالية التي تخصصها بروكسيل لدول الاتحاد الاوروبي التي ترفض استقبال مزيد من اللاجئين.
ورد وزير الخارجية المجري بيتر سيجارتو على الانتقادات الفرنسية بأنها "تثير صدمة"، واستدعى السفير الفرنسي لدى بودابست.
وأعلن رئيس الوزراء التشيكي بوهوميل سوبوتكا أن رؤساء حكومات مجموعة "فيسغراد"، وهي المجر وبولونيا وسلوفاكيا وبلاده، سيعقدون في براغ خلال الأيام المقبلة "قمة استثنائية" في موضوع الهجرة يُتوقع ان يؤكدوا خلالها رفضهم لمبدأ الحصص في توزيع المهاجرين على دول الاتحاد الاوروبي.
وقال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو إن بلاده "لن توافق" على مبدأ الحصص، رافضاً "الانتقادات من دول ترفض ضم بلغاريا ورومانيا الى فضاء "شنغن"، في اشارة الى فرنسا والمانيا اللتين بررتا موقفهما عام 2010 بالفساد والجريمة المنظمة في البلدين.
بين المجر والنمسا
واضطر الأشخاص الذين كانوا يتجهون بالسيارة من المجر إلى النمسا إلى الانتظار في صفوف طويلة امتدت 50 كيلومتراً قرب الحدود بعدما شددت النمسا الرقابة على الحدود بحثاً عن مهربي المهاجرين.
وفي اطار عمليات المراقبة بالتعاون الوثيق مع السلطات المجرية والسلوفاكية والألمانية، فتشت الشرطة النمسوية كل شاحنة أو سيارة بحثاً عن مهربين. وأكدت السلطات أن الأمر لا يتعارض مع اتفاق "شنغن".
وعُثر على 12 مهاجراً، بينهم ثلاثة أولاد، مكدسين في شاحنة صغيرة تحمل لوحة تسجيل فرنسية وأنقذ نحو 200 آخرين. كما أوقف خمسة من مهربي البشر.
أما السلطات المجرية، فسمحت لمئات المهاجرين بالصعود الى قطارات متجهة الى النمسا وألمانيا بعدما أمضوا أياماً في محطات بودابست التي تحولت مخيمات عشوائية للاجئين. وكانت الشرطة المجرية منعتهم سابقاً من الرحيل لأنهم لم يكونوا يحملون وثائق رسمية.
وانطلق قطار يحمل لاجئين من بلدة هيغيشالوم الحدودية المجرية في اتجاه فيينا، وكانت هيئة السكك الحديد النمسوية رفضت في وقت سابق قبول القطار لأنه غير آمن باعتباره مكتظاً بالركاب. وأوقف قطار ثان عند الحدود.
إلى ذلك، أعلن خفر السواحل اليوناني وصول 2500 مهاجر إلى ميناء بيريوس اليوناني بعد إنقاذهم من الغرق في مراكب متهالكة.


حتى القطب الشمالي
وفي حين يجازف آلاف المهاجرين، ومعظمهم سوريون، باستخدام زوارق متهالكة ومكتظة لعبور البحر الأبيض المتوسط، بات كثيرون يفضلون سلوك طرق أطول بكثير، لكنها أقل خطراً عبر الحدود بين روسيا ونروج في اقصى شمال أوروبا للانتقال لاحقاً إلى دول أخرى في القارة.
وخلال عام 2014 لم يعبر سوى نحو عشرة أشخاص من طالبي اللجوء هذا المعبر الشمالي الذي كان من المناطق الحدودية القليلة المباشرة بين الاتحاد السوفياتي السابق ودول حلف شمال الأطلسي خلال الحرب الباردة. وتتدنى الحرارة في الشتاء في هذه المنطقة الى 15 درجة تحت الصفر.
وتحدث مصدر روسي عن مجيء سوريين بالطائرة إلى موسكو، ثم انتقالهم إلى مورمانسك في شمال غرب روسيا، ومنها الى كيركينيس.
ولانه يمنع على المشاة عبور نقطة ستورسكورغ ، استخدم بعض المهاجرين الدراجة مستغلين "ثغرة في القانون" كما صرح مسؤول في الشرطة النروجية. وقال المسؤول في المركز الحدودي من جهة نروج المفتش غوران ستنسيث: "ثمة من عبروا مستخدمين الدراجات في عز الشتاء. الصقيع، الثلج، الظلام، كل ذلك يشكل تحدياً فعلياً لهؤلاء".
وضبطت شرطة كيركينيس نحو 20 دراجة وفرضت غرامات تصل الى ستة آلاف كورونا (650 أورو) على روس ونروجيين نقلوا لاجئين في سياراتهم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم