الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مشهد لن يفهمه إلاّ اللبناني

المصدر: "النهار"
يارا عرجة
مشهد لن يفهمه إلاّ اللبناني
مشهد لن يفهمه إلاّ اللبناني
A+ A-

يرسخ في الذاكرة اللبنانية مشهد من مسرحية "ناطورة المفاتيح" للأخوين الرحباني، يصف واقع العلاقة اليوم بين حكومتنا العتيدة التي تسعى إلى التقرّب من رعيتها التائهة على الأرض من دون مأوى ولا طعام، فتحقق مطالبها ولكن... "على طريقتها".
الملك: "اطلعي... اطلعي تنتسلّى
زاد الخير (#فيروز): لأ إنت نزال... هون الشوك غطّى الشوارع لازمنا حدا يدعّس نزال..."
الملك: الملك ما بينزل
زاد الخير: والشعب ما بيطلع
الملك: الهيئا مش رح نتلاقى".



الأكيد أن حكومة تقيم جداراً لن تلتقي بشعبها. جدار وضع ليتوارى الحكّام خلفه والاحتماء من غضب شعب كيل صبره من حكام اغتصبوا تمثيله واستباحوا حقوقه، ولا يزالون يصرون على القبض على جميع مقدرات #الدولة من #مناقصات ومشاريع وصفقات مشبوهة. احتاج #حائط_برلين ليسقط إلى ثلاثين سنة، فيما سقط #جدار_العار في أقلّ من 24 ساعة. أزيل نعم، ولكنه لم يزل العوائق بين السلطة المستأثرة بالحكم والشعب. نظامنا الديموقراطي يحتضر منذ استسلامنا للطقم السياسي الحالي، منذ محاولة الحكومة تهميش شعبها، واللامبالاة تجاه حقوقه ومطالبه وإصرارها على #سياسة الارتباك والإمعان في الاخطاء فكان آخر إبداعاتها بناء جدار يعيدنا إلى الديكتاتوريات البائدة.



آن الأوان للتغيير وقدوم دم شاب جديد إلى الحكم وذلك من خلال الكفايات الشابة التي يمتلكها وطننا. لن نرضى بعد اليوم أن تستغلنا أحزاب تدعي الديموقراطية و#الاشتراكية و#العلمانية فيما هي في الحقيقة تمارس النقيض تماماً. فتعتمد التوريث والإقطاعية والتعيين وتعزف على وتر المذهبية والطائفية توخياً لتحقيق مآربها وخدمة لغاياتها ومصالحها الخاصة.



"#الشعب_يريد إسقاط #النظام" هذه العبارة تتخذ أبعاداً عدة ومعاني مختلفة. هم يحلمون ببناء #دولة_مدنية علمانية، يفصل فيها #الدين عن الدولة من دون أن يمسّ ذلك بحرمة الأديان ومكانة رجال الدين والمؤمنين، فيتمكنوا من محاسبة من أدخل لبنان منذ أربعين سنة وحتى اليوم، في دوّامة الحرب الأهلية. هم يرون في لبنان أرضاً للتجدد ومساحة للحريات ووجهاً للسلام والحضارة. ولو عدنا إلى النقاشات والمطالب والشعارات التي كانت تعمّ ساحة #رياض_الصلح، رأينا المندسين وأصواتهم تخترق تناغم الشباب المستقلّ والمثقف، فيلجأون إلى الخراب والدمار وأعمال الشغب... هذا ما أملاه عليهم "المعلّم". إن لم يكن هناك جدار، هناك فوضى. وما جدار العار سوى وسيلة قمع أخرى، سوى سلاح آخر وجهته السلطات بوجه الشعب، ففشلت. فشلت في إسكاته وعزله عن مراكز الحكم. لقد تمكّن الشعب بأنامله السحرية من تحويل الجدار إلى تحفة فنيّة، إلى مساحة يعبّر من خلالها عن رؤيته الخاصة للأمور، فانتصر.


أمّا هم، فيغرقون أكثر فأكثر في حصادهم الفاسد المنتهي الصلاحية. لكلّ وزير انسحب الأمس بفخر من #الجلسة  لـ "يبيّض وجهه" أمام الشعب، انسحب ولكن لم يقدّم استقالته، أقول: موقفكم هذا معاليكم، ليس بطولياً بتاتاً، لا بل هو دليل على فشلكم وارتهانكم للخارج. انسحبتم لنتوه أكثر في الدوّامة، لتعمّ الفوضى أرجاء الوطن، لتؤمّنوا على مكاسبكم... انسحبتم، معاليكم، بدلاً من أن تبقوا صامدين في هذه الجلسة لإيجاد حلّ لهذه #الأزمة. عودوا رجاء إلى تعريف مفهوم #الديموقراطية. فلطالما كان لبنان طائر الفينيق الذي ينبعث من رماده على رغم الملمّات والنوازل التي تعصف به، بلد الحرف والفكر والأرز لم يركع يوماً إلا لخالقه. قدره الأزلي الخلود. أبناؤه صاغوا شرعة #حقوق_الإنسان، ولمعوا في كل مجالات العلم والثقافة. لذا، لن تستطيع مطلق سلطة أن تمحو تاريخاً مهما اشتدّ ظلمها واستفحل فسادها وجارت على مواطنيها. دعوتنا للشعب والسلطة معاً هو في اعتماد نظام علماني ديموقراطي، وضرورة أن يذكر الحكام مقولة "ما بيصير مملكة بلا ملك، وما بيصير ملك بلا شعب!".


[email protected] 


Twitter:Yara_Arja

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم