الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إعلان هام لجميع اللبنانيين

المصدر: "النهار"
يارا عرجة
إعلان هام لجميع اللبنانيين
إعلان هام لجميع اللبنانيين
A+ A-

لمن يهمّه الأمر، طاقمنا السياسي فسُد منذ ما ينوف على ثلاثين سنة، نسعى إلى التخلّص منه ولكن من دون جدوى. اعتاد احتلال هذه الكراسي، فإن جلس طابت له الإقامة فلا يتزحزح حتى لو خرب البلد. وسائل عدة استخدمناها علهم يتعظون ويرحلون، لكن لا تظاهراتنا ولا اعتصاماتنا ولا حواراتنا أفلحت في إقناعهم... فارتأينا بعث رسالة عاجلة من القلب إلى مسؤولينا الأفاضل ربّما تفي بالمطلوب؟


 



إلى مسؤولينا الأفاضل


تحيّة طيّبة وبعد،


عذراً معاليكم، حضراتكم، سعادتكم. عذراً لإزعاجكم وعرقلة مشاريعكم وإفساد رفاهيتكم. ولكن هل تحسستم الحوادث التي شهدها وسط #بيروت؟ هل امتلأت آذانكم بطنين الهتافات التي أطلقها شباب لا سلاح لديهم غير سلاح العلم والكلمة والفكر؟ "الحكي غير الشوفة"، معاليكم...



يبدو وسط بيروت صباح اليوم ساحة حرب فعلية. فلتعلموا أنّ تلك الروائح النتنة التي تملأ أجواء ساحة #رياض_الصلح و#ساحة_الشهداء الآن، هي مزيج من غاز أكسيد الكربون الذي انبعث من رصاصكم وقنابلكم المسيلة للدموع فتواطأ مع رصاصكم ليفتك بأنفاس المتظاهرين ودمائهم. وهذه الروائح هي أيضاً رائحة نظامكم الفاسد المهترئ الذي أزكم أنوفنا وحطّم آمالنا لسنين طوال. استبحتم شعبكم الذي أولاكم ثقته، فبُحّ صوته وهو يطالب بحقوقه من #سلسلة_الرتب_والرواتب إلى #الكهرباء والمياه والطبابة وضمان الشيخوخة، لكن لا حياة لمن تنادي. وما زاد الطين بلّة هو #التمديد غير الشرعي للنواب، و#الفراغ_الرئاسي وخطف #العسكريين وغيرها من مظاهر السقوط والفشل في إدارة الحكم واغتصاب السلطة.



أمّا حفل الجنون الذي شغل شاشات التلفزة اللبنانية، هو دليل إضافي على سقوطكم المدوي. من استعمال القوة المفرط بحق متظاهرين عزل يطالبون بأبسط حقوقهم المدنية، إلى صمّ آذانكم وعقولكم عن صوت شعبكم، إلى تلهيكم بأموركم الصغيرة ومصالحكم الشخصية، ناهيكم بطائفيتكم ومذهبيتكم وغرائزيتكم المقززة، أهناك بعد #إرهاب أكبر من هذا الإرهاب يا أفاضل؟



فقدان قوى الأمن سيطرتها على الوضع، جعل من هذه التظاهرة التي ضمّت مواطنين من مختلف المناطق اللبنانية والانتماءات الطائفية والسياسية، #حرب شوارع تلاحق من خلالها شرطة مكافحة الشغب المواطنين الملتزمين بالمعايير الديموقراطية لتحصيل حقوقهم. لقد بات واضحاً أنّ بيروت لم تعد موطن الحريّات ولا حتى نبض حرية التعبير عن الرأي بعد التعرّض للصحافيين والإعلاميين وانتهاكات حقوق الإنسان بحق المدنيين. فسياسة قمع الحريّات هذه تجعل المواطن يعود بذكرياته إلى ماض مرير حفر في أذهان اللبنانيين جميعاً، إلى ديكتاتوريّة نظام أمني افتخر بالتحرر منه عام 2005. فهل تخلّت عاصمة #الربيع_العربي عن حريّتها لتنغلق على نفسها وتلتحق بقافلة البلدان الديكتاتورية؟ ما تشهده اليوم العاصمة اللبنانية من تحرّكات يعِد باندلاع #ثورة نفتقدها لإصلاح نظام السياسي أثبت فشله، الخطأ الذي ارتكب بعد سلسلة #الاغتيالات عام 2005، فنسي أو تناسى المسؤولون حينها، المضي بالثورة حتى النهاية واقتلاع جذور النظام الحاكم من أساسه ليعود ويرسخ جذوره.



أمّا أنتم يا زعماء #الأحزاب_السياسية من 8 و 14آذار، الضنينين على مصالح شعبكم، والمنهمكين في السهر على راحته وحقوقه ليل نهار، آن الاوان للكف عن حفل الرياء والتكاذب والنفاق الذي وصل إلى خواتيمه... فلن تستطيعوا بعد اليوم استغلال انتفاضاتنا وثوراتنا لنيل مبتغاكم والتسلق من جديد على أكتافنا لأنها سترميكم أرضاً. ربما #مجلس_الوزراء هو المؤسسة الشرعية الوحيدة الباقية وصمام الأمان الأخير في هذا البلد، ولكن هذا لن يثنينا عن الذهاب إلى النهاية، فلا تحذيراتكم أو مطالباتكم بحجة الفوضى ستنفع، فمن يعيش الموت كل يوم، ماذا سيخشى؟



ما حصل الأمس ليس بـ "فشة خلق"، لا بل ثورة حاول البعض استغلالها وتجييرها لصالحه وغاياته الضيقة. ثورة قمعها البعض الآخر وقتلها مرّتين، أوّلاً عند إصدار الأوامر لتفرقة المتظاهرين يوم السبت، وثانياً عند دسّ "الزعران" بين #المتظاهرين لإفشال تحرّكهم السلمي. والمضحك هم هؤلاء الوزراء الذين يدعون إلى إستقالة الحكومة، من دون أن يستقيلوا هم أولاً! سئمنا خطاباتكم الرنانة الزائفة المليئة بالمشاعر والأحاسيس لامتصاص غضبنا، سئمنا الضعف والفشل الذي وشمته السنون على جبيننا، سئمنا الأعذار التي تبرّر أخطاءكم... ألا يستأهل الشعب عقد #جلسة مفتوحة تبدأ اليوم الاثنين وتستمر حتى تحقيق المطالب؟ لقد نجوتم معاليكم موقتاً في كبح جماح مواطنين همّهم وطنهم بالدرجة الاولى، ولكنّكم لن تنجحوا في الوقوف في وجه المارد الذي خرج من قمقمه، في وجه شعب استفاق من سباته ولن يهدأ قبل إعادة الحقوق إلى أصحابها الفعليين والحقييين.


[email protected] 


Twitter: Yara_Arja


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم