الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مهرجانات جسر المدفون السياحية تنطلق للمرة الأولى

طوني فرنجية
مهرجانات جسر المدفون السياحية تنطلق للمرة الأولى
مهرجانات جسر المدفون السياحية تنطلق للمرة الأولى
A+ A-

لطالما شكّل جسر المدفون، جسر انقطاع بين شمال لبنان وما كان يعرف بالمنطقة الشرقية، طوال سنوات الحرب اللبنانية،وشهد عدة معارك عسكرية. لكن لجنة مهرجانات جسر المدفون السياحية اخذت على عاتقها نفض غبار الحرب ومخلفاتها عن هذا الجسر بإطلاقها مهرجان صيف 2015


ومن المعروف أن في لبنان مواقع وأماكن أثرية وتاريخية عريقة ومهمة لكنها غير معروفة ومنها وادي وجسر المدفون الفاصلين بين قضاءي جبيل والبترون.
وادي المدفون يمرّ فيه نهر ينبع من أعلى قمم سيدة ايليج - القطارة على الحدود ما بين منطقتي البترون وجبيل على ارتفاع أكثر من 2000 متر ويعبر عدة قرى ليصب في المكان المعروف بجسر المدفون، وقديما كان النهر يتدفق على مدار السنة. ومنذ سنوات وبسبب الانحباس الحراري واستعمال المياه في القرى تحول النهر الى نهر شتوي.


منذ الحضارة الفينيقية كان لوادي المدفون موقعا مميزاً فهو يتوسط مدينة بيبلوس القديمة - جبيل وبوتريس - البترون وكانت محلة المدفون محطة ثابتة للقوافل التي كانت تمر على الطريق الساحلي أو صعودا باتجاه جرود منطقتي البترون وجبيل والبقاع.
بني أول جسر على وادي المدفون زمن الحضارة الفينيقية، لكن الجسر الأهم وهو الذي بني في القرن الميلادي الاول والمعروف بالجسر الروماني، الذي بقي يستعمل حتى الحرب العالمية الثانية عندما بنى الجيش البريطاني جسرا آخر حديثا، وقرب الجسر الروماني القديم كان هناك كنيسة تدعى كنيسة سيدة الجسر، دفن بجانبها خلال الحرب العالمية الأولى العشرات لا بل المئات من الذين قضوا جوعًا وهم تائهون على الطريق، كما يضم وادي المدفون عشرات الكنائس والمغاور والمحابس التي سكنها الرهبان والنساك عبر مئات الاعوام.


وعلى شاطىء جسر المدفون – تحوم عددٌ من المنتجعات السياحية، ويقصده رواد السباحة والصيد والرياضة البحرية. وبات ليل هذا الشاطئ لا سيما في فصل الصيف ليلاً عامرًا بالفرح والسهرات
شهد جسر ووادي المدفون أحداثا تاريخية كبيرة، وعرفت المحلة معارك عسكرية بدّلت وجه لبنان خلال مئات الأعوام، ولعل أبرزها:
- معركة سنة 676 بين الجيش البيزنطي والموارنة بقيادة البطريرك مار يوحنا مارون، ومنذ ذلك التاريخ أصبح الوادي يعرف بـ "وادي حربا" اي وادي الحرب باللغة السريانية. وكان قبل ذلك يعرف باسم وادي اللزّان وهي نبتة برّية مشهورة ومنتشرة في الوادي.
- المعركة الثانية التي جرت عند جسر المدفون كانت سنة 1280 بين المماليك الهاجمين على جبيل، فتصدى لهم الموارنة عند جسر المدفون ومن يومها أصبح الوادي يعرف بوادي المدفون لأنه بعد انتهاء المعركة دفن المئات من قتلى المماليك عند جسر المدفون.
- المعركة الثالثة حصلت بين جيش الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير، وكان بقيادة الشيخ أبو نادر الخازن، وجيش والي عكار يوسف سيفا، انتصر فيها جيش الأمير ودخل منطقة البترون وجعل من قلعة سمار جبيل مقراً لقيادته.
- عام 1766 جرت المعركة الرابعة بين جيش الأمير يوسف الشهابي بقيادة الشيخين سعد الخوري وسمعان البيطار وآل حماده، وعلى أثر خسارة آل حماده المعركة تم طردهم من بلاد البترون.


- أما المعركة الخامسة فحصلت بين رجال يوسف بك كرم وكانوا بقيادة أسعد بولس وجنود المتصرف العثماني داوود باشا.
- هذا إضافة إلى المعارك والأحداث العسكرية التي شهدها جسر المدفون خلال سنوات الحرب منذ سنة 1975 حتى عدوان تموز عام 2000 .
- اعتبارا من صيف 1978 أصبح جسر المدفون حدا فاصلا بين الشمال والمنطقة الشرقية وسقط عليه 14 شابا لبنانيا بريئا، وخلال عدوان تموز عام 6 200 تعرض الجسر لغارة اسرائيلية أدت الى تدميره.


حول ظروف المهرجان تحدثنا مع أمين سر لجنة مهرجانات جسر المدفون السياحية نبيل يوسف، فأوضح لنا أنه عام 2006 تجمع حوالى 70 شابا وشابة من أبناء بلدة تحوم التي يتبع لها عقارياً جسر المدفون، وأسسنا "لجنة مهرجانات جسر المدفون السياحية" وحاولنا تنظيم مهرجانات فنية ورياضية ولكن ظروفا كثيرة حالت دون ذلك. وهذا الصيف وبفضل وجود نائب منطقة البترون الشيخ بطرس حرب على رأس وزارة الاتصالات تمكنت اللجنة من الحصول على رعاية من شركة Alfa وانطلقت بالتحضير للمهرجان، وعادت اللجنة وحصلت على دعم من 18 مؤسسة بفضل جهود أعضائها، وها هي لجنة مهرجانات جسر المدفون السياحية تقيم مهرجاناها الأول هذا الصيف، ولكن مع الأسف لم تحصل اللجنة على أي دعم من وزارة السياحة أسوة بباقي المناطق ولجان المهرجانات، رغم تقدم اللجنة بطلب للوزارة ربما لأنه المهرجان الأول، على أمل أن تحصل اللجنة على مساعدات من وزارة السياحة في السنوات اللاحقة.


أضاف: سيقام مهرجان هذه السنة على الطريق البحري القديم عند شاطئ تحوم على بعد 300 متر شمال الجسر بسبب وجود موقع عسكري للجيش اللبناني عند الجسر، وينطلق المهرجان الجمعة 21 آب مع الفنان جوزيف عطيه، وتحيي "فرقة ما في متلو" الليلة الثانية مساء الأحد في 23 آب، ويختتم المهرجان مساء السبت 29 الشهر الحالي بسهرة تراثية وعشاء قروي في ساحة كنيسة تحوم بالتعاون مع لجنة وقف مار اسطفان تحوم.
يعود ريع المهرجان لإعادة ترميم الجسر الروماني والطريق الرومانية القديمة وكنيسة سيدة الجسر، لأن هدف اللجنة الأساسي نفض غبار قرون وعقود من الزمن عن جسر المدفون ووادي المدفون،وتحويل المنطقة الى معلم ديني وسياحي وتراثي.


من هنا نؤكد أن عمل اللجنة لن يتوقف بعد انتهاء المهرجان فاعتباراً من اليوم التالي سننطلق بمشروع اعادة ترميم الجسر الروماني القديم والطريق الروماني القديم بطول 2 كلم وكنيسة سيدة الجسر وإعادة نفض غبار الأيام عن عشرات الكنائس والمحابس والمغاور التي سكنها النساك قديما وتحويل وادي المدفون الى معلم سياحي تراثي."


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم