الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

طرابلس: زيادة في ساعات التقنين الكهربائي و"حرّاس المدينة" شباب يتطوّعون لمنع تحويل الفيحاء مكبّاً

مصطفى العويك
طرابلس: زيادة في ساعات التقنين الكهربائي و"حرّاس المدينة" شباب يتطوّعون لمنع تحويل الفيحاء مكبّاً
طرابلس: زيادة في ساعات التقنين الكهربائي و"حرّاس المدينة" شباب يتطوّعون لمنع تحويل الفيحاء مكبّاً
A+ A-

شهدت طرابلس في المدة الأخيرة تحركات واعتصامات رافضة لتحويل المدينة مكباً لنفايات المناطق المجاورة، والمشترك بين هذه التحركات هو المشاركة الضئيلة من المواطنين كأن الأمر يجري على كوكب آخر لا يتضرر منه إلا جزء ضئيل منهم.


ونظراً الى تفاقم الاوضاع الحياتية والاقتصادية والاجتماعية في طرابلس ولا سيما مشكلة النفايات المستجدة تحرك بعض الشباب الطرابلسي في شكل تطوعي وأسسوا "هيئة الطوارئ لانقاذ مدينة طرابلس" في محاولة لمنع انهيار المدينة أكثر بحيث تصل الأمور الى مرحلة لا يمكن بعدها اعادة الأمور الى الحد الادنى الذي كانت عليه.
ولهيئة الطوارئ مهمات متعددة منها: تحريك عجلة الاقتصاد والاستثمار من أجل التصدي الفوري للفقر والبطالة وعبر مشاريع وخطط وضعتها للمتابعة مع المعنيين من بلدية ووزارات، وفي ظل أزمة النفايات وجدت نفسها أمام كارثة بيئية وصحية تتمثل بقيام شاحنات محملة بالنفايات من خارج طرابلس لتفريغ حمولتها في منطقتي الميناء وأبي سمراء، مما دفع بالهيئة وفقاً لمسؤول الاعلام فيها عمر لبابيدي الى "التعجيل في اتخاذ خطوات عملية تمنع تفاقم الوضع"، وبعد فشل جهود بذلها سياسيّو المدينة ومجتمعها المدني من تظاهرات وحراك ميداني، وبعدما باءت بالفشل الاتصالات بالمعنيين من القوى الامنية وبمحافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، على رغم الوعود التي اطلقت بعدم السماح للشاحنات بالدخول الى طرابلس وبتكثيف الدوريات ودعوة حاجز قوى الامن الداخلي على مدخل المدينة الى التنبه لهذا الأمر ومصادرة أي شاحنة محملة بالنفايات، لم يجد الشباب بدا من أن يتحركوا بأنفسهم، فشكلوا مجموعات منهم توزعت على مداخل طرابلس ليلاً لمراقبة الشاحنات وعرقلة سيرها الى حين الاتصال بالقوى الامنية وحضورها لإجراء المقتضى.
كانت فكرة "حراس المدينة" وفقاً للبابيدي "من شباب غيور على المدينة"، بعدما تقاعست القوى الامنية عن القيام بدورها. يقول لـ"النهار": "دورنا يقتصر على مراقبة الشاحنات ومنع دخولها المدينة عبر نقاط تشمل كل المداخل وابلاغ القوى الامنية اذا لزم الأمر". الفكرة هذه طرأت بحكم الضرورة، وكانت لسببين، الأول: استباحة طرابلس وتحويلها مكباً عشوائياً للنفايات مع ما تحمله من أوبئة واضرار على الصحة العامة، وثانياً: عدم تجاوب القوى الامنية مع من اتصلوا بها طالبين التحرك لمنع دخول الشاحنات.
وبالفعل تمكنت مجموعة من الشباب من توقيف شاحنتين محملتين بالنفايات أول من امس، بعد رصدهما ليلاً واستصرح مراسل محطة "أل بي سي" عمر السيد السائقين بالصوت والصورة، فاعترف الاول وهو سوري الجنسية بأنه حمل النفايات من جونية بهدف رميها في طرابلس لقاء حصوله على 30 ألف ليرة لبنانية عن كل حمولة، اما الثاني واسمه رامي هرموش من سكان منطقة أبي سمراء، فاعترف أيضاً بأن مصدر النفايات بلدية جونية وانه ينسق مع شخص يدعى شربل همام يدفع له مبلغ 500 دولاراً في مقابل تفريغ شاحنة نفايات واحدة في قطعة أرض تعود ملكيتها لهرموش في أبي سمرا".
وعلى الأثر انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات الى التحرك القضائي ضد بلدية جونية بسبب هذا التصرف المستغرب، وعلمت "النهار" ان المحامي صالح المقدم سيتقدم بشكوى ضد هذه البلدية بعد عريضة بهذا الخصوص يجري التحضير لها.
وفي سياق آخر عانت طرابلس في اليومين الأخيرين انقطاعاً متكرراً للتيار الكهربائي، وزيادة في ساعات التقنين بلغت 18 ساعة في اليوم، في مقابل ست ساعات كهرباء تغذية فقط، من دون أن يعرف السبب. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عبارة: "الدولة تعاقب طرابلس لأنها رفضت استقبال النفايات بقطع التيار الكهربائي"، وأبلغ مدير شركة قاديشا في طرابلس عبد الرزاق بارود النائب سمير الجسر الذي اتصل به لمعرفة سبب زيادة ساعات التقنين، ان ذلك يعود الى نقص في انتاج معملي الذوق والزهراني. اما مدير مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، فابلغ النائب الجسر ان السبب هو توقف الدولة السورية عن مد لبنان بـ100 ميغاوات ما أدى الى تراجع التغذية من 1600 ميغاوات الى 1500، فتمنى عليه الجسر مراعاة الشمال وطرابلس وتوزيع التقنين في شكل عادل على المناطق، وكان جواب الحايك أنه سيسعى الى تحسين ساعات التغذية.
وعلمت "النهار" ان نقيب المحامين في طرابلس والشمال المحامي فهد المقدم سيعقد اليوم مؤتمراً صحافياً يتناول فيه مسألتي النفايات والكهرباء في طرابلس.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم