الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل تقلق كارلي فيورينا هيلاري كلينتون؟

المصدر: جورج عيسى
هل تقلق كارلي فيورينا هيلاري كلينتون؟
هل تقلق كارلي فيورينا هيلاري كلينتون؟
A+ A-

"أنتِ نفسك هديّة من الله ... ما تصنعينه أنتِ نفسك هو هديّتكِ الى الله". عبارة توجّهت بها يوماً مادلن مونتروس الى ابنتها كارلي التي حفرت تلك النصيحة في قلبها، فصنعت من نفسها مرشّحة جدّيّة لخوض السباق الرئاسي الأميركي.


كارلي أو كارا كارلتون "كارلي" فيورينا هي – كامرأة - المرشّحة الوحيدة في الانتخابات التمهيديّة للحزب الجمهوري. ولدت كارلي في السادس من أيلول سنة 1954 في ولاية تكساس الاميركيّة لأب قانوني وأمّ رسّامة تجريديّة. حازت على إجازة في الفنون الفلسفيّة وفنون القرون الوسطى من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، لتنال لاحقاً درجة الماجيستير في إدارة الاعمال والتسويق من جامعة ميريلاند ودرجة ماجيستير أخرى في العلوم الاداريّة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.


سنة 1999 أصبحت المديرة التنفيذيّ لشركة هيوليت-باكارد المعروفة اختصاراً ب"أتش بي" قبل أن تجبر على تقديم استقالتها بعد ضمّ ودمج شركتها لشركة "كومباك" وخسارة أسهمها في البورصة. كان ذلك عام 2005.


بعد استقالتها، كتبت فيورينا سيرتها الذاتيّة في كتاب "الخيارات الصعبة" التي تحدّثت فيه عن مسيرتها المهنيّة وعن أمور عدّة من بينها القيادة ودور المرأة في الاعمال وغيرهما. صنّفتها مجلّة "فورتشن ماغازين" الاميركيّة عام 1998 كأقوى امرأة في مجال الاعمال داخل الولايات المتحدة الاميركيّة.


سنة 2008 دخلت معترك السياسة من بابه العريض حيث أصبحت مستشارة مرشّح الحزب الجمهوري جون ماكين الى الانتخابات الرئاسيّة التي خسرها لاحقاً أمام الرئيس الحالي للولايات المتحدة باراك أوباما.


مواقفها الاجتماعيّة تنبثق من التوجّهات العامّة المحافظة للجمهوريّين. فهي مثلاً تعارض الاجهاض خلا حالات الحمل الناتجة عن الاغتصاب أو سفاح القربى أو الحالات التي يشكّل فيها الحمل خطراً على الأم. واعتبرت أنّ قرار المحكمة الاميركيّة العليا بتشريع زواج المثليّينتجاهل تاريخ الاديان حول العالم الذي يعرّف الزواج على أنّه "مؤسّسة تجمع رجلاً بامرأة ضمن إطار روحي"، لكنّها في الوقت نفسه تؤيّد "اتحادات مدنيّة" ترعى العلاقات المثليّة.
إقتصاديّاً، تعتقد فيورينا أنّ الحدّ من تدخّل الدولة يساهم في تنشيط الاقتصاد، أمّا سياسيّاً فهي لم تخْفِ انتقادها الحاد لادارة أوباما التي لم تدرك الخطر الحقيقي للاسلام المتطرّف كما تقول، مؤيّدة إجراء حوار مع حلفاء واشنطن العرب عبر عقد مؤتمر في كمب ديفد لسؤالهم عن حاجاتهم الاساسية في حربهم ضدّ "داعش".


النووي الايراني


وفي ما يتعلّق بالملف النووي الايراني، رأت أنّ أوباما "خرق كل قواعد المفاوضات". وفي حال استلامها مقاليد الحكم، فإنها منذ اليوم الاول ستتصل بالمرشد الاعلى للجمهوريّة الاسلاميّة آية الله علي خامنئي وتوضح له أنّه في حال لم يسمح بتفتيش كلّ منشأة نوويّة وكلّ مفاعل نووي فستصعّب على الايرانيّين الى أقصى حدّ ممكن تحريك أموالهم حول العالم.


وهي ستدعم أيضاً حلفاءها في آسيا من اجل احتواء الصين التي تراها خصماً حقيقيّاً لواشنطن والتي لا يمكن السماح لها بالسيطرة على البحار الدوليّة بحسب رأيها.


تعتقد فيورينا أنّه لا يمكن مواجهة روسيا إلّا عبر إعادة بناء الاسطول السادس ومنظومة الصواريخ الدفاعيّة وإجراء تدريبات عسكريّة في دول البلطيق بالاضافة الى تسليح الاوكرانيّين لمواجهة الثوّار المدعومين من روسيا. وتشدّد على فكرة أنّه "حين لا تقود الولايات المتحدة العالم فإنّ الاخير يكون أكثر خطورة وأكثر بؤساً".


استطاعت فيورينا تحقيق تقدّم كبير نسبيّاً منذ أسبوعين تقريباً في استطلاعات الرأي لكنّ طريق الألف ميل لا زالت في بداياتها. وبحسب خبراء أميركيّين، إنّ التقدّم الذي حقّقته يعود الى كونها الوحيدة في الحزب الجمهوري القادرة على مناقشة هيلاري كلينتون بدون أن يكون لديها أيّ خلفيّة جندريّة خصوصاً إذا ما قورنت بالمرشّح الى الانتخابات التمهيديّة للحزب الجمهوري دونالد ترامب .


إذا كانت هيلاري كلينتون ضمنت بنسبة كبيرة دعم الديمقراطيّين لها كمرشّحتهم الى الانتخابات الرئاسيّة المقبلة، إلّا أنّ قلقاً جدّيّاً قد يؤرّقها في حال استطاعت فيورينا خطف ترشيحات الحزب الجمهوري الى المعركة الاميركيّة الكبرى.


فإن كانت فيورينا لا تثق بهيلاري كلينتون كما أعلنت في شهر أيّار الماضي، يحق للاخيرة ألّا تثق كثيراً بحظوظها فيما لو وصلت الاولى الى المرحلة النهائيّة من الانتخابات الرئاسيّة. حتى ذلك الحين، ستبقى العيون شاخصة باتجاه الصراع داخل البيت الجمهوري نفسه ... فهل تحسمه من كانت يوماً من بين "الشخصيّات المئة الأكثر تأثيراً في العالم" بحسب مجلّة "تايم" الأميركيّة؟


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم