الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الجزء السادس من الأعمال الشعرية الكاملة لوفيق غريزي \r\nنار ورماد في مدينة اللصوص التي تغتصب الحياة

ليندا نصّار
الجزء السادس من الأعمال الشعرية الكاملة لوفيق غريزي \r\nنار ورماد في مدينة اللصوص التي تغتصب الحياة
الجزء السادس من الأعمال الشعرية الكاملة لوفيق غريزي \r\nنار ورماد في مدينة اللصوص التي تغتصب الحياة
A+ A-

صدر الجزء السادس من الأعمال الشعرية الكاملة لوفيق غريزي عن "دار نلسن"، فيه يعبّر الشاعر عن حالات تنطبق على كلّ إنسان عانى الحزن، وسط خيبات الحروب والفساد السائد في المجتمع، حاشداً مشاعره ليملأ الفراغ برؤيته المستقاة من صور الدمار وسقوط الحضارات، ساكباً رؤيته النقدية لصور من الحياة والمجتمع، مضفياً عليها فلسفته الخاصّة.
يرضخ غريزي للهزيمة متأسّفاً أحياناً، ويلجأ إلى التصوّف فيتجاوز بقصائده التشاؤم الذي أفقده الأمل. تهيمن صورة الذات المنكسرة المتألّمة الحاملة هموم الآخرين. من النار والرماد، يلجأ إلى الطبيعة ليجعل عناصرها تطغى على معظم قصائده، فيتحدّث عن الحياة، الموت، جراح الزمن، انهيار الصور، لوعة الانتظار، الخيبات، العمر، الحضارات، كما لا يستثني المرأة والحب.
في قصائده حركة معاكسة غنيّة بالصور، فنراه يخوض الحياة ليخرج منها متسائلًا في قضايا الموت وما بعده، موظّفًا الحقل المعجميّ المناسب للموضوع، طارحًا أفكارًا فلسفيّة: "تحت ركام الغيوم/ تنام النسور المطوقة/ بأفاعي الجسد/ ببطء تغرق عتمة الماء". تكثر الثنائيات الضدّية التي تعبّر عن حالات نفسيّة تتأرجح بين الفرح والحزن، الاشتعال والانطفاء: "التفاهة نجمة هاربة إلى غابة المطر/ وراء انطفاء سنبلة/ رقصة الوصال/ شعلة مضرمة/ في شعلة"، "فم الطفولة على صوت وصدى/ نضرم النار/ في مجامر الرماد".
يوظّف عناصر الطبيعة لترافقه في معظم كتاباته، فيستعين بالماء والنار والتراب والهواء، ويستخدم النهار والليل والفصول والمساءات، ويوظف الشمس لتحديد زمانه، كما في قصيدتي "شعلة المساء" و"احتضار الريح". في نظرته التأمليّة، يراقب الوجود ويثبّت نظره عند نقطة الانطلاق ليدرك كلّ ما يتبعها. يقول في قصيدة "ثوب وكفن": "ثمة نقطة ضمن/ دائرة الوجود/ في اللّامكان/ واللّازمان/ تزرع الأشياء".
يثور الشاعر على الظلم والطغيان كما في "مدينة اللصوص"، ويُظهر الحسرة على ما تسبّب به الطغاة: "آه يا مدينة اللصوص والطغاة/ على الأرض تغتصب النساء/ الظلام يدنس بكارة الشاعر". يمزج المحسوس باللّامحسوس فيوحّد بين صورهما: "على نول الزمن الصدِئ/ من عناقيد الشفاه / من دنان البلور/ تنسكب قطرات النبيذ". في حديثه عن معنى الحبّ، يقلق على الوجود، فيبحث في أصل الإنسان، ويربطه بالتراب، ثمّ يعود إلى عنصر الطبيعة متحدّثًا عن الفيض متأثّرًا بالفلاسفة. ليعود بنا إلى عنصر النار فيمزجه بالخمر لتحتدّ الألوان: "أنس نارك / قد أنقذتني/ من لهب النار/ ها هي الخمرة تعرّيني من كل القشور / من لهب النار".
في "نبوءة تنذر بالهبوب" حالة ترفّع عمّا هو أرضيّ، حيث يعلن انتماءه وحبيبته إلى عالم علويّ متخطّيًا كلّ ما يقلق الإنسان: "امرأتي وأنا/ نحلّق في الأجواء/ من الأعالي نخاطب القلق والأشياء/ كل ما في الأرض/ هباء يمشي إلى هباء".
يعود في قصيدة "رؤانا تلفها الاكفان"، إلى حال الانتظار، متلفعاً بأمل جديد، ونظرة إيجابيّة تجاوزيّة، ورؤية مستقبليّة للأرض الموعودة: "أرضنا على رصيف الانتظار/ لتأتي مواسم الأمطار والثمار".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم