النبطية غارقة في روائح النفايات... ونحو 150 شخصاً فقط احتجوا في الشارع!

شهر مضى ولا تزال النبطية تتنشق الروائح المنبعثة من أكوام النفايات المكدسة أو المشتعلة في الشوارع بعد إقفال مكب الكفور وتأخر دعوة "اتحاد بلديات الشقيف" الى مناقصة جديدة لتشغيل معمل فرز النفايات في وادي الكفور، غير أن أحداً لم يتحرك خارج الإطار الخطابي لحل الأزمة التي دفعت مدينة النبطية وأهلها ثمنها دون بلدات الاتحاد الأخرى، مع العلم أن الاتحاد وبلدية النبطية كما سائر بلديات الجنوب نتاج اتفاق الثنائية الشيعية على شعار" منكم الوفاء ومنّا العطاء"، فأين أهل القرار جنوباً من مسؤولياتهم الخدماتية تجاه الأهالي؟

من هنا انطلق تجمع الأندية والجمعيات الأهلية والمدنية في مدينة النبطية بدعوته للاعتصام أمام السرايا الحكومية في النبطية احتجاجاً على"استمرار أزمة النفايات"، لكن مشاركة الأهالي لم ترقَ لمستوى الأزمة وما يرافقها من أصوات "فايسبوكية"، إذ اقتصر الحضور على 150 شخصاً تقدمهم ممثلو الأندية والجمعيات الى ممثلين عن حركة "أمل" و "حزب الله" و"الشيوعي" و"القومي" وبلدية النبطية وبعض الشخصيات.

وبعد كلمة الأندية والجمعيات التي أكدت على ان "الكل قد تخلى عن مسؤولياته وكنا نحذر وندعو أصحاب الحل والربط الى استشراف الأخطار الناجمة عن التقاعس والإهمال(...) فلا يجوز ان تترك بلدية النبطية تتخبط بهذه الأزمة دون مساعدة ونحن إذ نقدر لها ولرئيسها الجهود المضنية التي بذلت والتعاون والتشارك الذي أبداه مع هيئات المجتمع المدني كما نقدّر جهود محافظ النبطية". وطالبوا بـ"الإسراع بتشغيل معمل فرز النفايات حتى قبل أن تبدأ الشركة التي سترسو عليها المناقصة كما نطالب بتفعيل دور الاتحاد فضلاً عن مناشدة البلديات المجاورة على مساعدة النبطية وبلديتها. وندعو القوى السياسية المحلية ببذل مجهودات أكبر لمتابعة القضايا التنموية مع القيميين عليها لسد الثغرة الحاصلة في البلاد".

أما عضو المجلس البلدي عباس وهبي فأعلن عن أن "البلدية سوف تعلن عن البدء بسياسة فرز النفايات من المصدر ريثما تحل هذه الأزمة". وخاطب أهالي الكفور قائلاً: "لقد كان معكم الحق قبلاً عندما أغلقتم المكب لسوء الطمر والفساد أما الآن وبعدما احترق المكب بسبب عدم الطمر وتفجر الغازات فيه فقد أصبح من الواجب عليكم السماح للشركة بالدخول الى المكب لطمره بشروط جديدة وإن لمدة وجيزة كي ترحموا الأهل في جبل عامل".

قد لا يملك تجمع الأندية والجمعيات في النبطية كما هو واضح مفتاح الحل لأزمة النفايات من بوابة الاعتراضات الشعبية لكونه لا يمثل أكثر من ظاهرة صوتية "نبطانية"، لكنه يملك أضعف الإيمان الذي قد يوصل "صوت الأهالي الخفي" الى آذان المسؤولين جنوباً كي يبادروا لإيجاد حلول منصفة آملين أن يكون عرابها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كافح مع "النبطانيين" عبر نائب النبطية ياسين جابر للاستحصال على الهبة الأوروبية لبناء معمل فرز النفايات في وادي الكفور؟

[email protected]
Twitter:@Samirsabbagh