الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كتب تعليقاً على "فايسبوك" فاستُدعي إلى مخفر برج حمود!

كلودا طانيوس
كتب تعليقاً على "فايسبوك" فاستُدعي إلى مخفر برج حمود!
كتب تعليقاً على "فايسبوك" فاستُدعي إلى مخفر برج حمود!
A+ A-

كتب المواطن س.ح. ما كتبه العديد من اللبنانيين في صفحاتهم الخاصة بموقع "فايسبوك"، منتقداً في 21 نيسان الماضي قانون السير الجديد والإعلان عن تطبيقه. لكن ما ميّزه عن غيره من اللبنانيين هو أنه تلقّى اتصالاً يوم الأحد 2 آب الجاري، من مخفر برج حمود، استُدعي فيه للتحقيق.


 


تعرّض للأمن القومي؟!


أجاب المواطن "النهار" أن مؤهلاً أول اتصل به واستدعاه للحضور إلى المخفر للتحقيق معه، بسبب ما نشره إلكترونياً. فتفاجأ بالأمر، خصوصاً أن أعداداً هائلة من اللبنانيين انتقدت القانون أيضاً واستعملت تعليقات ساخرة بشكلٍ أكبر و"أفظع" من تعليقه "المعتدل".


لكن المؤهل الأول أصرّ على أن يحضر المواطن، "وإلا نحنا منعرف كيف منجيبك" كما قال له خلال المكالمة الهاتفية. لكن س.ح. أكد أنه سيحضر، لكونه يحترم القانون وقوى الأمن الداخلي، مع تحفّظه على السبب المريب لاستدعائه. فأوضح له المؤهل الأول أنه مطلوب بسبب تعرّضه للأمن القومي واتّهام الدولة بالسرقة، وعليه الحضور يوم الخميس 6 آب الجاري إلى المخفر.


في الواقع، ما نشره س.ح. هو التالي: "اليوم بدأت الدولة في السرقة (قانون السير)"، وهو ما أجاب به خلال التحقيق، "بما أني أصلاً لم أكتب كلمة "اللبنانية" ولم أتعرض للوطن عبر ذكرِ اسمه"، وأضاف: "وقفت عليّ؟! كل اللبنانيين ينتقدون ويسخرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، معاتباً المسؤولين بالقول إنه لا يحمل سلاحاً حتى يُستَدعى، وإن نيّته لم تكن الذم والتحقير، ومتسائلاً: "هل لأني غير محسوب على أي جهة، استُدعيت؟".


 


لا يمكن استدعاء مواطن بسبب هكذا تعليق


أوضح مصدرٌ بارزٌ في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار" أنه لا يُستَدعى إلا من تعرّض بشكلٍ مباشر بالشتائم والذم والتحقير لشخصية مسؤولة أو لهيبة الوطن اللبناني، مشيراً إلى مثل المواطن جان عاصي الذي خضع للتحقيق بشأن إهانة رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، عبر حسابه في موقع "تويتر".


وتفاجأ المصدر من استدعاء المواطن س.ح. الذي يُعتبَر تعليقه "مسالماً" مقارنةً بالتعليقات المشينة الأخرى، التي تستهدف وزارة الداخلية والبلديات وقانون السير الجديد.


وتبينت براءة المواطن عبر مغادرته المخفر بعد التحقيق وتوقيعه على سند إقامة أُعطِيَ له، وأجاب عند سؤاله هل يعتبر المسألة شخصية بأنه "قد يكون هناك في "المعلومات" من يستهدف الناس الذين لا يُعجبونه شخصياً".


 


فهل وصل التحكم بحياة اللبنانيين إلى أهواء شخصية ومزاجات متقلّبة، لا علاقة لها بالقوانين والدستور اللبناني؟


 


 [email protected] / Twitter: @claudatanios

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم