الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

من يشعل الحرائق في الدكوانة؟

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
من يشعل الحرائق في الدكوانة؟
من يشعل الحرائق في الدكوانة؟
A+ A-

تعاني مناطق المتن الشمالي - كأغلبية المناطق اللبنانية - من مشكلة معالجة النفايات التي طرأت مؤخراً وبشكل مفاجئ، والتي لم يتمكن المعنيون حتى الآن، خصوصاً البلديات المسؤولة بشكل مباشر عن ادارة هذه المناطق، من ايجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة. غير أن هذه البلديات تحاول جاهدة ابتكار حلولٍ سريعة ومؤقتة جاءت نتيجتها بنفس سوء تكدس النفايات على الطرقات.


وتعتبر منطقة الدكوانة نقطة مهمة ومحورية بين هذه المناطق في قضاء المتن الشمالي كونها صلة وصل بين أكثر من بلدة في هذا القضاء، كما انها تحوي على مجمع تربوي يعتبر من الاضخم في لبنان، ودوائر حكومية وسلسلة مصانع وسوق خضر. هذا بالاضافة الى العدد الهائل من السكان في هذه المنطقة، والذي يتجاوز الـ 100 الف نسمة، ما عدا الطلاب والموظفين الذين أخذوا الدكوانة مركزًا لعملهم. وعانى سكانها في الايام الثلاثة الأولى من تكدس النفايات في الأحياء السكنية، كما أقدم عددٌ من المواطنين على إحراقها في المستوعبات على الطرقات واماكن تجميعها ما احدث حالة من الهلع والبلبلة بين صفوف السكان نظراً لمخاطرها الكبيرة على الصحة.


مكبّ مستحدث
ومنذ ايام عدة، لوحظ تحرك آليات تابعة لبلدية الدكوانة تجمع النفايات من الطرقات لترميها في مكبّ مستحدث في منطقة قريبة من دير مار روكز، الامر الذي بدوره خلق استياءً لدى الاهالي في المنطقة القريبة من المكب الجديد.
لكن الخطر الأكبر لا يكمن فقط في موقع المكبّ القريب من الأبنية السكنية، ولا في كونه لا يراعي الظروف الصحية والبيئية، بل يتعدى الأمر إلى عملية الحرق التي تمّت في هذا المكب، وظلّت مشتعلة مدى 3 ايام متتالية، وغطت سحب الدخان أجواء المنطقة. هذا بالاضافة إلى ما تحمله هذه العملية من روائح وأوبئة تخطّت منطقتي الدكوانة ومار روكز وطالت مناطق محيطة بهما من سن الفيل والمنصورية والروضة وصولاً الى الجديدة والزلقا.
وشكا سكان من الروائح والضرر اللاحق من الدخان المتصاعد من النفايات المحترقة، خصوصاً في هذا الطقس الجحيمي الذي يمرّ على لبنان والانقطاع المستمر للكهرباء، فلم يستطيع بعضهم فتح النوافذ وتهوئة منازلهم، او الخروج على الشرفات بسبب الدخان والروائح الموجودة في المكان.


حاولنا إيجاد حلّ
وفي هذا الاطار، أكد رئيس بلدية الدكوانة السيد انطوان شختورة عمليات الحرق التي تتم في الاحياء وعلى الطرقات متهماً "طابوراً خامساً" بارتكاب هذا الجرم. وقال لـ"النهار": "ادعيت على مجهولين قاموا بإحراق النفايات رغم أني أشكّ بأحد الاشخاص وسوف يتمّ استدعاؤه للتحقيق". وأوضح شختورة أن البلدية ملتزمة بشروط السلامة بالنسبة لجمع النفايات وتوضيبها، وهي لهذه الغاية أصدرت قراراً بلدياً بتاريخ 27 تموز 2015 يقضي بتجهيز أرض تملكها البلدية في منطقة مار روكز ووضع ميزان إلكتروني فيها وتأمين الـ Film من مادة النايلون لمنع تسرّب المياه الملوثة إلى الارض الجوفية، وإستدراجها إلى خزان لإعادة تدويرها واستعمالها للريّ وغسل المعدّات، بالاضافة إلى وضع بساط من الباطون لكبس النفايات وتعليبها وسحب الهواء منها فتصبح معزولة عن ثاني أوكسيد الكربون وعدم دخول CO2 لتجنّب توليد الغاز، على أن يتمّ تكديسها بشكل هرمي على مساحة 2000 متر مربع كحلٍّ مؤقت".


ولفت شختورة إلى أن هذا الخيار لم ينلْ إعجاب عدد من أبناء المنطقة الذين حالوا دون إتمام المشروع، مضيفاً "أصبحتُ ملزماً بإيجاد حلٍّ بديل عبر رمي النفايات – بعد تعقيمها ورشّها بالمبيدات - في منقطة مار روكز على طريق ( DP أي مقفل) وهي غير مستخدمة ومقطوعة منذ مدة من قِبل البلدية".


لن أترك النفايات على الطريق
وأكّد أن "هذا الحل يبقى مؤقتاً نظراً لغياب الحلول البديلة، ولن أترك النفايات على الطرقات كما فعل غيري، وسأستمر بتجميع النفايات الى حين ايجاد حل بديل". وعن الإشكال الذي حدث يوم الاثنين مع الاهالي، اعتبر شختورة أنهم "قلّة قليلة وموتورون نوعاً ما، وهدفهم فقط تشويه صورتي"، مشيراً الى انه سيتمّ الاجتماع مع مجموعة من أهالي المنطقة "المحترمين" لشرح القضية وسبل معالجة النفايات في المنطقة.
وكشف أنه يتمّ التفاوض مع بلديّتين من المنطقة لنقل النفايات إلى مكان آخر ولكن لا إتفاق حتى الساعة. وشاعت معلومات ان هذا المكان قد يكون "المونتيفردي".


أمّا بالنسبة للحريق الذي حصل في المكبّ الجديد، فأشار شختورة إلى أنه وضع حرّاساً للحماية، غير أنّ الحرج كبير ويستحيل ضبطه بشكلٍ كامل. وعلى صعيد آخر، نفى أن تكون مناطق أخرى تقوم باستخدام هذا المكبّ لافتاً إلى أن "الدكوانة وحدها تنتج 80 طناً من النفايات يومياً، فكيف لها أن تستوعب نفايات من مناطق أخرى؟".


حتى الأمس القريب، كانت منطقة مار روكز -الدكوانة تعتبر واحدة من أفضل المناطق بيئياً وصحياً، نظراً لقربها من الأحراج اضافة إلى انها منطقة سكنية حديثة، وليس فيها اكتظاظ سكاني كشقيقتها الدكوانة، بحيث انها تعتبر واحة الدكوانة الخضراء، ورئتها، ولكن يبدو انها ستكون أولى ضحايا ازمة النفايات التي عصفت في لبنان، وعلى امل اجتراح حلول سريعة كي لا تتحول هذه الواحة الى "مزبلة".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم