عامان وهو يلاعب الموت على الطرق... والنتيجة مأسوية!

على قدر حبّه لها غدَرته وخانته، هو الذي عشقها حتى الموت، فأودت به الى الموت قبل أن يبتعد عنها بعد القرار الذي اتخذه والوعد الذي قطعه لوالده، هو أحمد الحمود الذي يهوى ركوب الدراجات النارية والقيام باستعراضات على الاوتوستردات فكانت نهايته مأساوية.

يوم الأحد الماضي توفي أحمد نتيجة الضربة القوية التي تلقّاها على رأسه بعد أن طار في الهواء وهو يقوم باستعراض على اوتستراد القاسمية – صور. يومان قضاهما في المستشفى قبل أن يسلم الروح، وبحسب ما شرح والده حسين لـ"النهار": " وقع الحادث عصر يوم الجمعة أول ايام العيد، على الرغم من أنه كان قد باع الدراجة مرتين قبل ان يسترجعها نتيجة عدم تسديد صديقه لثمنها. استرجعها قبل ليلة من الحادث لتكون سبب وفاته".

تمنّى الموت!
يوم الحادث صلى احمد (20 عاماً) صلاة العيد ونام الى ما بعد الظهر، ليخرج بعدها للقيام بجولة على الدراجة. وقال والده: "مرّ من أمامي حيث كنت واقفًا على بعد امتار من المنزل، سألني ان كنت أريد شيئاً فطلبت منه الانتباه لنفسه، لم أكن أعلم أنها المرة الاخيرة التي سأكحّل عيني برؤيته، ولو كنت اعلم لكنت حضنته وما تركته يرحل"، يصمت قليلاً، ويبكي، ثم يتابع "قبل ليلة من الحادث ونحن على طاولة الفطور تحدثنا عن الذين يموتون في رمضان تمنى احمد ان يكتب له الموت في الشهر الكريم فكان له ذلك في العيد".

لعبة القدر

ابن بلدة البرغلية قضاء صور لم يكمل تعليمه، عمل في محل مكيانيك "كان مرتاحاً في مهنته، وقد ابتدأ هوايته قبل عامين رغم تحذيراتي له من خطورتها وتدخّلي معه عدة مرات للتوقف، حتى أقسم بأنه سينفّذ رغبتي وبالفعل باع دراجته"، لكن القدر لعب لعبته فخطفه من العائلة المكونة من شقيقين أكبر منه وثلاث شقيقات، ويترك والدة مفجوعة برحيل ولدها المفاجئ.

توقف عقارب الساعة

قبل أسبوع من وفاته طلب أحمد من والده أن يشتري له ساعة بيضاء ويشرح حسين "الليلة التي سبقت الحادث دخل إلى المنزل والفرحة تغمره وقال لي انظر إلى الساعة ما أجملها، فرحت لفرحته لم أدر أن وقته قد انتهى وان ساعات حياته شارفت على نهايتها". واستطرد "كان يحب الموضة ويرتدي آخر صيحاتها، فهو معروف بأناقته وهضامته وحبه للآخرين".

ذكرى جميلة

ابن عمه المختار حسن قال "لساني يعجز عن التعبير عن الصفات الحميدة التي يتّصف بها من تهذيب، فقد كان همه رضى والديه، والدليل على ذلك نزوله عند رغبة والده وقراره بيع دراجته كرمى لعيون والده". واضاف "هو الذي كان ينوي الارتباط بفتاة لكن لم تكتب له هذه الخطوة، طموحه كان كبيراً، وهمه الاساسي أن يكون ناجحاً في المجتمع".

صديقه خالد عكاشة الذي كان معه قبل وفاته بساعة تحدث عن "الشلة" الجميلة المكونة من ثمانية أصدقاء "كنا أخوة، نجتمع على شرب النرجيلة، نتحدث ونضحك، لم افكر يوماً أننا سنخسر أكثر شخص فينا يحب الحياة وأجرأنا"، ويقاطعه ابن عمه بلال "عايدته في المسجد صباح الحادث كان فرحاً جداً والضحكة لا تفارق وجهه".

هواية مخالفة للقانون

"قانون السير الجديد صارم في التعامل مع مخالفات الدراجات النارية التي تدخل ضمن الالعاب البهلوانية وتقع ضمن الفئة الخامسة، عقوبتها تصل بين مليون وثلاثة ملايين ليرة بالاضافة الى الحبس وحجز المركبة"، بحسب أمين سر اليازا كامل ابراهيم في حديثه لـ"النهار"، والذي أضاف: "لكن المشكلة هي في صعوبة تطبيق القانون على المخالفين، اذ ليس من السهل على القوى الأمنية قمع المخالفات، خاصة عندما تكون على الاوتستراد وذلك لسببين أولاً لأن الدراج سيعرض حياته للخطر، وثانياً لأنه سيعرض حياة المخالف للخطر كونه سيزيد من تهوره للهرب".
كامل تحدث عن ضرورة التوعية لتخفيف المخالفات، ووضع القوى الأمنية خطة "لاسيما أن عدد الذين يموتون على الدراجات يصل الى نحو مئة شخص كل عام"، وأضاف: "يطالب الشباب الدولة تأمين أمكنة للقيام بهوايتهم، وفي الوقت الذي لم تؤمن لهم مطلبهم يمارسون هوايتهم في أمكنة خطرة وبطريقة غير آمنة من دون ارتداء وسائل الحماية الأساسية".
عامان وأحمد يلاعب الموت، ممارساً احدى أكثر الهوايات خطورة على طرق لبنان "المحفورة"، عامان والموت يتربص به في كل لحظة حتى تمكن منه فرمى به من فوق"، منهياً قصة غرام عُبّد طريقها بالدم!