الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

غضب واستياء وتشكيك في اسرائيل: مهمة كلب الحراسة ضرورية

المصدر: خاص - "النهار"
غضب واستياء وتشكيك في اسرائيل: مهمة كلب الحراسة ضرورية
غضب واستياء وتشكيك في اسرائيل: مهمة كلب الحراسة ضرورية
A+ A-

الاتفاق مع إيران هو "جائزة للارهاب"، هو "وصمة عار أبدية" على جبين المجتمع الدولي، "اتفاق سيئ وخطر"، هو تكرار "لاتفاق ميونيخ" سنة 1938 مع أدولوف هتلر، اتفاق سيجعل "إيران القوة العظمى الأقوى في الشرق الأوسط". هذه عينة من عناوين الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم تعقيباً على الاتفاق النووي بين الدول العظمى وإيران.
يبدو الانطباع العام داخل إسرائيل كما عكسته الصحف الإسرائيلية هو أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة بعد اتفاق فيينا، وان الاتفاق الموقع لا يخدم مصلحة إسرائيل ويشكل اهم تحد لأمنها. ورغم عدم تجاهل الصحف اهمية الاتفاق في ابعاد إيران عن الحصول على السلاح النووي لمدة عقد من الزمن، الا ان هذا لم يخفف من اجواء الغضب والاستياء والتشكيك.


شكوك ومخاوف


يثير الاتفاق شكوكاً ومخاوف كبيرة لدى إسرائيل. فثمة اجماع إسرائيلي على ان الولايات المتحدة والدول العظمى تعرضت لعملية خداع من الإيرانيين، وانه يتعين على إسرائيل من الان وصاعداً ان تراقب بنفسها مدى التزام إيران بنود هذا الاتفاق وتحذير الدول العظمى من اي خرق له.
اما المخاوف الإسرائيلية فكثيرة. فبالاستناد إلى عاموس يادلين مدير مركز دراسات الأمن القومي يشكل الاتفاق "تحدياً مهماً لامن إسرائيل" لأن "رفع العقوبات سيضخ فوراً نحو 100 مليار دولار لإيران. وسوف يدعم هذا المال تطلعات إيران نحو الهيمنة ويزيد قوتها العسكرية وتدخلاتها في دول المنطقة." لكن رغم ذلك كله فقد شدد على أن إسرائيل قادرة على التصدي لهذا الاتفاق وذلك عبر الدخول في حوار استراتيجي رصين مع الولايات المتحدة. ونصح يادلين في مقابلة اجرته معه صحيفة "يديعوت أحرونوت" السياسيين في إسرائيل انتظار التطورات والا يكونوا سلبيين.
من بين المخاوف الإسرائيلية ان يشكل الاتفاق بداية سباق على التسلح بين دول المنطقة من أجل الحصول على السلاح النووي والتقليدي في آن معاً. وفي راي مراقبين إسرائيليين فان رفع الحظر عن التسلح عن إيران سيساعدها على الحصول على كميات ضخمة من السلاح الروسي تبلغ قيمتها وفقاً للمعلق العسكري في صحيفة "معاريف" عمير رابوبورت نحو 30 مليار دولار، وبالاستناد الى الكاتب فإن الاتفاق "سيشجع دولاً مثل السعودية وتركيا ومصر على الأمد البعيد على السعي من اجل الحصول على قنبلتهم النووية كي يشكلوا مركز ثقل مضاد لإيران".


العودة الى طرح الخيار العسكري


التضخيم الإسرائيلي لمساوئ الاتفاق النووي مع إيران دفع بعض المعلقين الصحافيين الى مطالبة المسؤولين بأمرين أساسيين : الرقابة الاستخباراتية الإسرائيلية الحثيثة لاي خرق إيراني لبنود الاتفاق؛ والبقاء على اهبة الاستعداد لاستخدام الخيار العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية عندما تطرأ الحاجة الى ذلك. وتوقع المعلق السياسي في صحيفة "معاريف" أمنون لاودر فشل الاتفاق خلال عام أو اثنين، كتب: "حينئذ لن يكون امام إسرائيل من خيار سوى مضاعفة مساعيها الاستخباراتية للكشف عن النشاطات السرية النووية الإيرانية، واعداد العدة للخيار العسكري لمواجهة مثل هذا الاحتمال."
وهذا هو ايضاً راي المعلق العسكري رون بن يشاي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الذي نصح إسرائيل بدرس خيار "شن هجوم وقائي ضد المنشأت النووية الإيرانية وضد حزب الله"في آن معاً اذا اتضح ان إيران خرقت بنود الاتفاق". وبرر الهجوم على "حزب الله" بانه لمنع الحزب من التحرك ضد إسرائيل في حال قامت هذه الاخيرة بمهاجمة إيران.


اصوات تدعو الى اعطاء الاتفاق فرصة


رغم الهجوم العنيف الذي شنته الصحف على الاتفاق النووي، فقد دعت صحيفة "هآرتس" المستقلة الليبرالية في افتتاحيتها اليوم الى اعطاء فرصة للاتفاق رغم كل الشكوك والمخاوف وكتبت: " إن دولة إسرائيل التي تعتبر نفسها وعن حق، الهدف الأول للتهديد الإيراني، يحق لها التعامل مع الاتفاق بشك وعدم ثقة. ومثلما كشفت جزءاً مهماً من برنامج إيران النووي، فإنه يتعين عليها أن تتابع بيقظة سلوك إيران، وأن تحذر من أي خرق للاتفاق. وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تكن شريكة في المفاوضات، فإن هذا لا يعفيها من مهمة كلب الحراسة الذي تريد القيام به. لكن عليها في الوقت عينه أن تعطي فرصة معقولة لإيران والدول العظمى لفتح صفحة جديدة في العلاقات بينها."

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم