السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أين أصاب سعيد عقل وأين أخطأ؟

محمود الزيباوي
أين أصاب سعيد عقل وأين أخطأ؟
أين أصاب سعيد عقل وأين أخطأ؟
A+ A-

في الذكرى الأولى لميلاد سعيد عقل بعد غيابه، يشعر المُتابع بالحيرة الدائمة حيال شخصية هذا الشاعر والتباساتها وتناقضاتها في المسائل الجوهرية، وفي مقدمها اللغة والعروبة والسياسة. أين أصاب صاحب "قدموس"، وأين أخطأ؟ وماذا يبقى من نتاجه غير الشعري اليوم؟


في مطلع العام 1965، أصدرت "النهار" ملحقاً مستقلاً من 128 صفحة ضمّ محورين أساسيين، أوّلهما "لبنان والعالم سنة 1964"، وثانيهما "لبنان والعالم بعد عشرين سنة". حمل المحور الثاني مقدمة من توقيع أنسي الحاج وشوقي أبي شقرا جاء فيها: "بعد عشرين سنة أو أقل، ربما يقع أحد القراء على هذا التحقيق فيبدو فيه بائساً بضحالة خياله أو مضحكاً بتصوراته الوهمية، فنكون آنذاك، ومعظمنا حيّ يرزق، أنبياء كذبة. لكن لا بد أن يجد ذلك القارئ المحتمل كلمة تحققت أو حلماً تجسّد، فيلتفت إلينا التفافة، ويشعر بأن له، في سطورنا، شفاعة، وفي أفكارنا جذوراً، وبأننا إرثه ولو أنكر، يحمله في دمه بوعي أو بلا وعي. صحيح أننا أبناء الماضي، لكن أردنا أن يكون لنا على المستقبل طيف. ولا ننكر أن الصحافة صناعة ما حدث لا صناعة ما سيحدث، لكن، وهذا العدد من "النهار" تقليد سنوي في المفاجأة، أردنا أن يكون للمفاجأة هذا العام لا حجم التحليل بل حجم التنبؤ. فنحن نعتقد أن الحلم هو أعظم خصائص الانسان، وليس أجدر من الخيال في تجديد الحياة. نحن نعتقد أننا شاعران. الفكرة انبثقت من طبيعتنا الشعرية. وفرحنا، رغم تفاوت النسبة في نجاح التطبيق وفي نتائجه، أننا استطعنا أن نجرف الآخرين، الصناعي والتاجر والمالي والسياسي، في حومة النبوءة. والنبوءة شعر".


توقعات الرائي
في هذا التحقيق الطويل الذي شارك في إعداده تسعة صحافيين من "النهار"، تحدّث أربعة وأربعون لبنانياً في حقول نشاطهم المختلفة، أولهم شارل مالك عن السياسة العامة، والياس غناجة عن الاقتصاد، وهاشم الغندور عن الصناعة، وجان سكاف عن التجارة، وفيكتور موسى عن السياحة، وفؤاد نجار عن الزراعة، وبيار إده عن المال، وإدمون رباط عن القانون، وميشال عقل عن القضاء. بعدها كان لسعيد عقل حديث عن الرجل، تبعته كلمة لليلى بعلبكي عن المرأة، ثم توقعات لموسى سليمان وكمال الحاج وأحمد رزوي تناولت تباعاً الزواج، الحياة الاجتماعية، والحياة الجنسية. كانت مداخلة سعيد عقل أطول نصوص هذا المحور، واللافت أنها تجاوزت موضوع "الرجل" الذي شكّل عنواناً لها، وتطرّقت إلى سائر الميادين، من الحياة اليومية، إلى الحكم، والثقافة، والطب، والديموغرافيا، والخُلق، والدين. رأى الشاعر أن الطرقات الفضائية ستكثر، و"سيكون لكل انسان تقريباً دراجته الطائرة"، و"قد تظهر البيوت الفضائية التي تحملها البالونات فيعلو بها أصحابها أو يهبطون حسب إراداتهم وحسب وضع الطقس". على صعيد الاتصال الاجتماعي، "سيقل، نسبيا، وجود الناس في الطرقات، وهذا لا يعني أن الطرق الأرضية أو المعلّقة لن تكون مكتظة ما دام أن كثافة السكان ستكون هائلة. ذلك أن الأعمال ستدار لا بتلاقي المتعاملين وجهاً وإنما بالتلفون التلفزيوني، الذي ستُصنع منه نماذج بحجم ساعة اليد". على صعيد الحكم، "سيكون الشعب اللبناني قد ثار على الحكّام الذين يشترون المناصب، وستذكر كتب التاريخ انتخاباتنا الحالية على أنها أحد عهود التأخر والظلم، لأننا كنا نقبل بأن يحكمنا من يشترون المنصب أو يستغلون زنود الشعب، وسيكون رجال الحكم في أكثرهم من رجال الاختصاص وربما بعض الرائين"، والراؤون هم "جماعة أخذت تظهر هذه الأيام في الأمم الشديدة الرقي، أي المنتدبة نفسها لحملات مقدرات المدنية". هكذا ستتحول السياسة الخارجية، "ولن يبقى وزارة الخارجية اسما للوزارة المعهودة، وانما سيُستبدل بتعبير وزارة العمل لوحدة العالم، أو وزارة العالم الأوحد". في الثقافة، سيحل المعلّم الآلي، وهو عبارة عن آلة صغيرة تعمل على الترانزيستور، "محل القسم الأكبر من المعلمين أولئك الذين ستصبح مهنتهم أغلى المهن، وسيكون أكثر من نصف اللبنانيين تلامذة". "ستعمّ اللغة اللبنانية مكتوبةً بالحرف اللاتيني"، و"سيشتدّ الصراع على احتلال الجزيرة العربية وليبيا، وربما العراق، بين اللغتين اللبنانية والمصرية بعد أن تكون قد كُتبتا كلتاهما بالحرف اللاتيني". "سيحاول اللبنانيون جعل لغتهم تُدرَّس في العالم جنب اللغتين الروسية والانكليزية"، و"ستكون الروسية أولى اللغات العالمية في لبنان. أما المرتبة الثانية فتكون للانكليزية، تنافسها الألمانية أو اليابانية لأن الفرنسية لن يعود لها أثر".
بعد هذه التوقعات الثقافية، تطرّق سعيد عقل إلى الطبّ، وقال إن العلماء سيتغلبون على الكثير من الأمراض باستخدام "قطع الغيار التي ستشمل كل شيء عدا الدماغ والأعصاب". ثم عاد إلى لبنان، وتوقّع حدوث "الثورات المتسببة عن تكاثر الأغراب على أرض لبنان"، وقال: "سيقوم صراع بين الشجرة والمواطن. تكون أرض لبنان قد تغطّت كلها بالأحراج، فيما يروح الانسان يقطع ليؤمّن متسعاً من الأرض لبيته الجديد". في تأثر واضح بالأفلام والمسلسلات الفضائية التي راجت في الستينات، تصوّر الشاعر أن السفر الافرادي الى كواكب النظام الشمسي سيتحقق، وسنصل إلى المريخ والزهرة في حدود 1980. في الفن، رأى سعيد عقل أن الفنون بطبيعتها لا ترتقى، وأن شعر السنوات العشرين المقبلة لن يكون أرقى من شعر الستينات، "كذلك القول بشأن النحت والتصوير والموسيقى، أما العمارة فهي كمظهر جمالي لن تترقى، ولكنها كأداة سكن ستتبدل تبدلاً كبيراً جهة قابليتها للانتفاع". على صعيد الخلُق، "لن يحصل أي تبدل بشأن الأخلاق، لأنها هي أيضا بطبيعتها بطيئة الترقي. سيظل الكذب كذباً، وبالتالي مستقبحاً، والصدق صدقاً، وبالتالي مستحسناً. ويظل الحب أعظم شيء كما كان أعظم شيء في الوجود". ختم سعيد عقل مداخلته الطويلة هذه بالحديث عن "موضوع المواضيع"، أي الدين، وقال: "مهما ترقّى العلم، وترقّت بنتيجته التكنولوجيا، سيظل المجهول من وجه الله أكبر منهما. كذلك المجهول من أمر الرحلة من العدم إلى الوجود. سيزداد أمل الناس، ونحن في لبنان منهم، بتحويل المادة إلى حياة والحياة إلى عقل، وسيشعرون أن ذلك قريب. أما تحويل اللاشيء إلى شيء فسيبقى وقفاً على قدرة الخالق. من هنا أنه بقدر ما سيكبر سلطان الانسان سيبقى سلطان الله أعظم. وإلى جنب جذيرات الإلحاد المزروعة هنا وهناك ستظل على أرض لبنان أمكنة شاسعة يعبد فيها الناس الإله الأحد كما ولا في عهد من عهود التاريخ وما قبل التاريخ".
تعود هذه التوقعات الرائية إلى نهاية العام 1964. أكثر من خمسين سنة مضت، ونحن لا نزال نقيم على الأرض، وقلة قليلة منا تملك طائرة، ولا أحد من هذه القلة يملك "دراجته الطائرة". لم يثر الشعب اللبناني على "الحكام الذين يشترون المناصب"، وانتخاباتنا الحالية تكاد تكون صورة طبق الأصل عن انتخاباتنا الماضية. تحدث سعيد عقل عن "الرائين" الذين يشاركون في الحكم، ودخل مرشحاً في سباق الانتخابات النيابية، وسقط فيها. حلّ زمن العولمة، وصار العالم قرية، ودخلنا زمن "وزارة العالم الأوحد"، لكن هذا العالم يبدو منقسماً على ذاته بشكل غير مسبوق، وتبلغ هذه الانقسامات ذروتها في لبنان. حلّ "المعلّم الآلي" محلّ القسم الأكبر من المعلمين، غير أن مهنة المعلمين باتت أرخص المهن، وهم في واد، والتلامذة الذين تصور سعيد عقل أن نصف اللبنانيين سيكونون منهم صاروا في واد آخر. انتشرت اللغة اللبنانية المكتوبة بالحرف اللاتيني على وسائل النت بين الشباب، لكنها ليست قطعاً اللغة التي بشّر بها سعيد عقل، والحديث عن صراع بينها وبين اللغة المصرية المكتوبة بالحرف اللاتيني على احتلال الجزيرة العربية وليبيا والعراق هو أشبه بنكتة. تهجّر نصف اللبنانيون، وليس بينهم من يحاول جعل لغته تُدرَّس إلى جنب اللغتين الروسية والانكليزية. لم يعد للفرنسية أثر يذكر، غير أن الروسية لم تصبح أولى اللغات العالمية في لبنان. في المقابل، انتصرت الانكليزية، وباتت اللغة الأولى في العالم، وتراجعت العربية، وليس لدينا تعريف علمي واضح باللغة اللبنانية. تكاثرت الثورات "المتسببة عن تكاثر الأغراب على أرض لبنان"، والصراع بين الشجرة والمواطن انتهى من زمان بفوز المواطن وانقراض الشجرة. ظل الكذب كذباً، وظلّ الصدق صدقاً، وبقي "الحب أعظم شيء كما كان أعظم شيء في الوجود". لم يعد لجذيرات الإلحاد من وجود في لبنان، وبات المكان كله لأناس يعبدون فيه الإله الأحد "كما لا عهد في عهود التاريخ وما قبل التاريخ"، غير أن الحروب دائرة بين هؤلاء كذلك، "كما لا عهد في عهود التاريخ وما قبل التاريخ".


أساطير وحكايات
ملأ سعيد عقل لبنان وشغل أهله بشعره وأطروحاته في الشعر والثقافة والسياسة والدين. ملك ملكة سحر البيان كما لم يملكها أحد من معاصريه، وتجلّى ذلك في كتبه الأولى التي صدرت بين 1935 و1960، من مسرحية "بنت يفتاح" وملحمة "المجدلية" ومسرحية "قدموس"، وصولا إلى "رندلى" و"أجمل منك لا". بقي الشاعر غريباً عن معارك الحداثة، وظلّ أميناً على إرث الكلاسيكية العربية. كتب "لبنان إن حكى"، ونقل فيه على طريقته الخاصة ما جمعه من "أساطير وحكايات". هام بلبنان، وقال: "أبلاد عقّت، وظلت على العهد؟ بلادي أنا ولبنان عهد/ ليس أرزاً، ولا جبالاً وماءً وطني الحب ليس في الحب حقد/ وهو نور، فلا يضلّ، فكدّ ويد تبدع الجمال، وعقل/ لا تقلْ أمتي، وتنكر دنيا نحن جار للعالمين وأهل". انتقد البعض ما ضمّه الكتاب من "أساطير"، وتشبّث البعض الآخر بما سمّاه "الملحق" يومها بـ"لبنان الإله". إلى جانب كتاباته بالفصحى، كتب سعيد عقل باللغة المحكية، ونظّر لهذه اللغة في مقدّمته لديوان "جلنار" لميشال طراد. تخطّى هذا التنظير حدود لبنان، ووصل إلى سوريا كما شهد حديث ألقاه الشاعر أمام الميكروفون في محطة الإذاعة السورية في صيف 1953: "انني أشكر دمشق، فوق كرمها وجمالها السخي، على ذوقها الأدبي. فقد أولت مقدمتي لديوان ميشال طراد "جلنار" عناية كبرى في صحفها وأنديتها وبعض مدارسها، لما تناولته هذه المقدمة من أفكار حول مأساة الخلق الفني، وما يتعرض له المبدع من شقاء حتى يتبع الومضة البارعة بالومضة البارعة، ويقرن الظفر بالظفر، لا يقف عند السهولة ولا تجتذبه راحة كسولة. ويخيّل لي أنني وجدت في دمشق خاصة، الصدى الذي توخيت الوصول إليه من إثارتي لمواضيع هذه المقدمة". خطا الشاعر خطوة أخرى في هذه المسيرة، وسعى الى ابتداع أبجدية خاصة بـ"اللغة اللبنانية"، مستخدماً الأبجدية اللاتينية، إضافة إلى بضعة أحرف مصممة حديثاً، وأحرف لاتينية حُوّرت لتتناسب مع "علم الأصوات اللبناني". احتوت هذه الأبجدية ستة وثلاثين حرفاً، وعُرفت بــ"أبجدية سعيد عقل اللاتينية"، وهي اليوم منسية.
كان سعيد عقل شاعر لبنان، كما كان شاعر دمشق. في العام 1960، افتتحت فيروز حفل "معرض دمشق الدولي" بقصيدة "سائليني"، وغنّت في الوصلة الأخيرة "مشوار". اختار الرحبانيان أبيات "سائليني" من قصيدة مطولة من سبعين بيتاً نظمها الشاعر في السابق، وشكلت هذه التجربة بداية سلسلة الدمشقيات التي وضعها سعيد عقل لفيروز على مدى اثني عشر عاماً. في العام 1962، وُلدت "قرأتُ مجدكِ" عند افتتاح عروض مسرحية "جسر القمر" في دمشق، وتبعتها "شام يا ذا السيف" مع "الليل والقنديل" في العام التالي. بعدها، غنّت فيروز "نسمت من صوب سوريا الجنوب" عند تقديم "بياع الخواتم" في العام 1964. تجدد اللقاء في العام 1967 حيث لحّن محمد عبد الوهاب من شعر سعيد عقل "مُرّ بي" لمناسبة عرض "هالة والملك". بعد ستة أعوام، غنّت فيروز "أحبّ دمشق" عند عرض مسرحية "المحطة"، وافتتحت عروض "لولو" بقصيدة "بالغار كُلّلتِ" في العام 1974. كذلك، وضع صاحب "رندلى" ثلاث قصائد غنّتها فيروز في الأردن، أولاها "أردن أرض العزم" في العام 1963، ثم "عمان في القلب" في 1975، و"هذا الضحى" في 1977. لفلسطين، كتب الشاعر "أجراس العودة" لتغنّيها فيروز في دمشق في الثامن من أيلول 1966. في المقابل، غنّت فيروز من شعر سعيد عقل قصيدة واحدة خاصة بلبنان، "لي صخرة". سجِّلت هذه الأغنية لصالح الإذاعة اللبنانية لمناسبة عيد الاستقلال في العام 1968، واستعادتها فيروز في الأرز في العام 1969، غير أنها لم تنتشر إلا بعدما صوِّرت تلفزيونياً في سهرة "قصة حب" في العام 1973. خارج النطاق الوطني، غنّت فيروز من شعر سعيد عقل الفصيح في الستينات "من روابينا القمر"، "أمي يا ملاكي" و"شال". وشكّلت "مشوار" بداية لسلسلة أغان باللغة المحكية سُجّلت قي الحقبة نفسها، منها: "بحبك ما بعرف" (1961)، "مرجوحة" (1965)، "يارا" (1965)، "لمين الهدية"، "فتحهن عليي"، و"دّقيت طلّ الورد عالشباك" (1971). ارتبط اسم سعيد عقل بسلسلة الدمشقيات الفيروزية ارتباطاً وثيقاً، وعند رحيل الشاعر في العام الماضي، نسبت وسائل الإعلام إلى الشاعر ثلاث قصائد دمشقية رحبانية، هي "خذني بعينيك"، "حملت بيروت"، و"يا شام عاد الصيف"، كما نسبت إليه "زهرة المدائن" التي لا تشبه بتراكيبها الشعرية النثرية أسلوبه في النظم. إلى جانب هذه الأعمال، يرتبط اسم سعيد عقل بقصيدة "غنّيت مكة" التي سُجِّلت في العام 1966. حملت هذه القصيدة الإسلامية بامتياز، توقيع سناء الرديني لأسباب تبقى مجهولة إلى يومنا هذا، ونجد هذا الإسم الوهمي على غلاف الإسطوانة في إصدارها الأول، قبل أن يحل الإسم الحقيقي في مرحلة لاحقة.


رسالة نور
حمل سعيد عقل أكثر من وجه، فكان الشاعر العربي الكلاسيكي بامتياز، وكان شاعراً من كبار شعراء اللغة المحكية، كما كان "شاعر الحرف اللاتيني" على ما قيل عنه بتهكّم منذ الستينات. تصدّعت الصورة في سنوات الحرب اللبنانية يوم برز الشاعر كأحد أكبر دعاة "القومية اللبنانية"، وبات الأب الروحي لحزب "حراس الأرز". سقط سعيد عقل في مستنقع هذه الحرب حين أيّد الهجوم الإسرائيلي على لبنان في العام 1982، نكايةً بالوجود الفلسطيني المسلح كما يقال اليوم، وقد تمادى في هذا التأييد، فاستعاد العلاقة التي ربطت بين حيرام ملك صور، وداود ملك إسرائيل، وحيّا هذه العلاقة التي بلغت القمة في عهد سليمان خليفة داود على عرش اسرائيل، وباني الهيكل المقدس.
ردّد سعيد عقل في تلك الحقبة التعيسة من تاريخنا: "لست عربياً، لكن يسعدني أن أكون عربياً في بعض تراكيبي الشعرية الرائعة"، وعند رحيله، تذكر الكلّ هذه التراكيب "الشعرية الرائعة" التي صنعت مجده، وتناسوا تنبوءاته الخاطئة التي تخطّاها الزمن، واستعادوا أبيات "سائليني" التي حملها صوت فيروز إلى الخاصة والعامة من المحيط إلى الخليج، ورثوا "خاتم الكلاسيكيين" الذي قال: "أنا من أمتي رسالة نور تترك الوحش غير ذي أظفار/ ما تكبرت، مشرق الأرض ساحي يوم أعطي، ومغرب الأرض ساحي".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم