الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

المسيحية الخائفة من "شبح" مسلم يصلّي

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
المسيحية الخائفة من "شبح" مسلم يصلّي
المسيحية الخائفة من "شبح" مسلم يصلّي
A+ A-

مسلمٌ يحبّ مسيحية وفوبيا الآخر، موضوعان يعيد طرحهما مسلسل "أحمد وكريستينا" المعروض عبر "الجديد". ليس المسلسل محور النقد الآن، ولا ما يودّ قوله على مَسامع مجتمعٍ طائفي يتنفّس أحقاد الماضي. المغنية سابين في دور كريستينا هي القصد. شابة خفق قلبها لأحمد (وسام صليبا)، لكنّه- يا للعنة- مسلم. لا تنفصل سابين عن أدوار الجميع في المسلسل. تجيد تجسيد الشخصية طالما أنها على صلة بأدوار تكمّلها. تبقى في وحدتها شخصاً أقلّ حضوراً من متطلّبات المشهد. سابين مغنية تثبت تدريجاً أنها ليست من النوع الثقيل الطارئ، وفي التمثيل، تحتاج الى مجهود أكبر لا يتحقق في برهة. يتّضح عدم استخفافها بالدور وحرصها على إرضاء المُشاهد، وإنما ثمة ما لا ينبغي أن يُفتَقَد لئلا تصبح "الدعسة" ناقصة.


المسيحية الخائفة تفتقر أن تُقنعنا بأنّ الخوف يغيّر المرء ويخربط كيانه. يمنحها العمل (كتابة كلوديا مارشليان وإخراج سمير حبشي) القدرة على التحدي، فإذا بنا في ذروة الدور نراها منكمشة. سابين في لقطاتٍ تؤدي المطلوب كأنها تقدّم امتحاناً على هذا النحو: "تكرج" ما حفظته، الى أن تتوقف عند الكلمة الأولى من المقطع الثاني، فتنتظر طويلاً ثم تُكمِل "الكَرْج". ليس الدور تعجيزياً يتطلّب جهداً جباراً، وليس هو من أدوار الشهر الرمضاني المفضَّلة. سابين تُصعّب الأمور على نفسها حين يُفتَرض أن تبسّطها، وأمام ضرورات الصعوبة تلجأ الى الأبسط.


نعلم ما قد يُقال دفاعاً عن مسلسل سابين الأول: أفضل وأكثر اقناعاً من ممثلين سواها، يا للمفارقة، بعضهم يدّعي أنه "نجم". ونحن أيضاً نقرّ بذلك. لم يُبيّن المسلسل قدرات استثنائية تقدّمها الشخصية أو تشي بأنها قادرة على ذلك. سابين تقدّم ما تقوى عليه تقنياً، تاركةً للشعور أن ينقبض في أكثر اللحظات إلحاحاً. كأنّ أقصى تجليات الدور يتمثل في "الصدمة" من رؤية مسلم يرفع الصلاة أو مسلمة محجبة، فيما التحديات الأخرى لا تشكّل بالنسبة إليها (حتى اليوم على الأقل) دواعي استجابة باهرة.


[email protected]


Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم