الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تمديد المفاوضات حتى 7 تموز للتوصّل الى اتفاق نووي

المصدر: "أ ف ب"، "رويترز"
تمديد المفاوضات حتى 7 تموز للتوصّل الى اتفاق نووي
تمديد المفاوضات حتى 7 تموز للتوصّل الى اتفاق نووي
A+ A-

فيما اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الإثنين أنه "من المبكر جداً" الجزم بالتوصّل الى اتفاق مع ايران، مدّد الاتحاد الاوروبي لـ7 ايام تجميد بعض العقوبات على ايران، بهدف اعطاء المزيد من الوقت للمفاوضات الجارية في فيينا والهادفة للتوصّل الى اتفاق يضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني، بحسب ما أعلن المجلس الاوروبي.


وهذه العقوبات كانت جمدت في كانون الثاني 2014 كبادرة حسن نية في اطار هذه المفاوضات التي يفترض ان تؤدي الى اتفاق تاريخي قبل انتهاء المهلة المحددة لذلك اليوم. كما أعلنت الولايات المتحدة قرار القوى العظمى في "مجموعة 5+1" وايران تمديد المفاوضات، بغية التوصّل الى اتفاق شامل في شأن الملف النووي الايراني.


ظريف يعود الى بلاده للتشاور
وأعلن مسؤول اميركي ان جميع اطراف المفاوضات اتفقوا على تمديد المحادثات، مؤكداً ما صرح به مسؤول ايراني في وقت سابق.


وقال المسؤول الكبير في الإدارة الاميركية: "قلنا أن هذه المحادثات قد تمتد الى ما بعد 30 حزيران لبضعة ايام إذا كنا في حاجة الى وقت اضافي"، مضيفاً "الواقع انه لا يزال امامنا مزيد من العمل للقيام به. الأطراف ينوون البقاء في فيينا الى ما بعد 30 حزيران للاستمرار في المفاوضات".
وأكّد ان القوى المجتمعة ما زالت تسعى للوصول الى اتفاق خلال جولة المفاوضات الحالية في فيينا، مضيفاً أن "أحداً لا يتحدّث عن اي نوع من التمديد لمدة طويلة".


ويعود وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مساء الأحد الى طهران ليوم واحد للتشاور، قبل عودة معلنة الى طاولة المفاوضات في فيينا.
وفي هذا الصدد، أكّد المسؤول الأميركي ان الولايات المتحدة "ليست قلقة" من عودة ظريف الى طهران، موضحاً: "قلنا دائما ان الوزراء قد يحتاجون للعودة بشكل خاطف" الى عواصمهم للتشاور و"هذا امر جيد".


وذكرت وسائل اعلام رسمية ايرانية ان ظريف سيغادر فيينا عائدا الى طهران، مشيرة الى ان الرحلة كانت مبرمجة. ونقلت عن مسؤول اعلامي في فريق المفاوضين الايرانيين قوله ان "وزيري خارجية ايران والولايات المتحدة قدما التوصيات اللازمة حول كيفية استمرار العمل على نص الاتفاق وتفاصيله".
والتقى وزراء خارجية مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا والمانيا) بعد ظهر الاحد لمناقشة اخر التطورات. ويمثل الصين وروسيا نائبا وزيري الخارجية.


ودعا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير اثر الاجتماع "جميع الاطراف بمن فيهم ايران الى ان يظهروا روحا بناءة للتوصل الى اتفاق".
وقبل يومين من انتهاء المهلة المحددة للتوصل الى اتفاق نهائي، تحدث وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن "قرارات صعبة جدا يجب اتخاذها". وقال "اكرر ما قلته مرات عدة في السابق، عدم التوصل الى اتفاق افضل من اتفاق سيء".
اما وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغوريني فحذرت من انه حان وقت الخيارات السياسية في هذه المفاوضات الماراتونية المستمرة منذ 20 شهرا بين طهران ومجموعة 5+1.


وقالت موغيريني "الامر يتعلق بالنية السياسية. اذا اثبت الاطراف جميعا ان لديهم النية السياسية، فسنتوصل" الى اتفاق.
وكان ظريف ونظيره الاميركي جون كيري، اللذان استهلا السبت في فيينا هذه الجولة الاخيرة من المفاوضات بلقاء، اتفقا على على انه لا يزال هناك "كثير من العمل الشاق" الواجب القيام به.


وتريد الدول الكبرى التأكد من ان البرنامج النووي الايراني لا يخفي مآرب عسكرية ولا يمكن ان يؤدي الى القنبلة الذرية، مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد ايران.


لكن بعد سنوات طوال من التوتر وعشرين شهرا من المحادثات المكثفة وبرغم ابرام اتفاق اطار في لوزان في نيسان الماضي، فان المواقف تبدو الى الان جد متباعدة حول نقاط عدة اساسية.


وجدّد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي وصل السبت الى فيينا التأكيد على "ثلاثة شروط لازمة على الاقل" للتوصل الى اتفاق، هي الحد من القدرات النووية الايرانية بشكل دائم في مجالي الابحاث والانتاج، وعودة تلقائية الى العقوبات في حال انتهاك ايران لالتزاماتها بالاضافة الى عمليات تفتيش "صارمة" للمواقع الايرانية "بما فيها العسكرية عند الضرورة".


لكن المرشد الأعلى لجمهورية ايران الاسلامية آية الله علي خامنئي الذي تعود اليه الكلمة الفصل في الملف النووي، كرر مطلع الاسبوع رفضه لاي عملية تفتيش للمواقع العسكرية التي يعتبرها "خطا احمر" غير قابل للتفاوض بنظره.


والتوصل الى اتفاق سيكون الخطوة الاولى لمصالحة ممكنة بين ايران والولايات المتحدة بعد قطيعة استمرت 35 سنة. وسيفتح الطريق امام عودة ايران الى الساحة الدولية ما يثير خشية اسرائيل ودول الخليج.


وسيكون لمثل هذا الاتفاق وقع على السوق العالمي للطاقة من خلال تحرير الاحتياطات الايرانية الهائلة من المحروقات.
وحذّر رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني الاحد قائلا "لا تعتقدوا ان ايران بحاجة الى هذا الاتفاق. نحن نرحب باتفاق لانه لصالح الجميع ولكن لا تعتقدوا اننا سنتحمل مزيدا من الضغوط ولا تجبروا ايران على التخلي عن طريق المفاوضات"، وفق ما نقلت عنه "وكالة ارنا".
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من فيينا التي تشهد المرحلة الاخيرة من المفاوضات حول الملف النووي الايراني ان اتفاقا في هذا الصدد بين طهران والقوى الكبرى "بات في متناول اليد".
وصرّح للتلفزيون الروسي ان "المفاوضات تتقدم في الاتجاه السليم. تبقى قضايا تتصل في شكل رئيسي بمشاكل ذات طابع اجرائي اكثر منه تقنيا. لدينا كل الاسباب للاعتقاد ان النتائج باتت في متناول اليد".


نتانياهو يندد مجدداً بالاتفاق
كما ندد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مجدداً بالاتفاق المحتمل، معتبراً أنه سيسمح لها بتطوير اسلحة نووية، وذلك قبل ساعات من انتهاء الموعد المحدد للتوصل الى اتفاق.


وجدد نتانياهو معارضته التوصل الى اتفاق نووي مع ايران مؤكدا ان الخيار العسكري بالنسبة الى اسرائيل "يبقى قائما".


وقال في مستهل لقائه وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني "نعتقد انه سيكون خطأ جسيما السماح لهذا النظام الارهابي بالحصول على اسلحة نووية، هذا ما سيؤمنه الاتفاق المطروح لهم".


وبحسب نتانياهو فان الاتفاق "سيمهّد (للايرانيين) طريقا واضحا للحصول على قنابل نووية..ليس قنبلة واحدة بل قنابل نووية".


واعتبر ان رفع العقوبات عن ايران سيسمح لها "بضخ مليارات الدولارات في خزائنها-بل عشرات مليارات الدولارات- الامر الذي سيمكنهم من مواصلة ارهابهم وعدوانهم". وتابع: "هذا خطا" مضيفا "انه خطر، خطر بالنسبة لاسرائيل وايطاليا واوروبا والولايات المتحدة والعالم".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم